أثار الكلام الذي قاله الإعلامي المصري توفيق عكاشة على قناة "الفراعين" غضب التونسيين. وقال عكاشة إن الجيش التونسي "جيش ضعيف"، مضيفاً أن الجيش المصري سيحرّر تونس من الإرهاب بعد أن ينتهي من تحرير ليبيا. وقد انطلقت موجة غضب ضده بين الإعلاميين والناشطين الإلكترونيين والسياسيين. فقد وصفه الإعلامي زياد دبارة عضو مكتب نقابة الصحافيين التونسيين بـ"الكلام غير المسؤول والذي يؤجج العداوات بين الشعوب، وهو أمر ليس بالغريب على توفيق عكاشة وأمثاله من المرتزقة الذين كانوا يمجدون نظام مبارك ويقومون بذات الأمر اليوم".
الوزير السابق والقيادي في "حركة النهضة" عبد الكريم الهاروني، قال رداً على عكاشة: "إنّ قوة تونس تكمن في رجالها ونسائها وبديمقراطيّتها". وأضاف عبد الكريم الهاروني أنّه "عندما يتهجّم بعض الإعلاميين المصريين على الجيش التونسي، ويقدمون أنفسهم كمنقذين يجب أن نقول لهم إنّ تونس ضد إرهاب الدولة، وإنها ستنتصر على الإرهاب فيما يستعصي ذلك في أماكن أخرى".
أما المدير السابق لديوان رئيس الجمهورية والقيادي في "حراك شعب المواطنين" عدنان منصر فقد كان رده قوياً على كلام عكاشة حيث قال: "استمعت إلى بعض قيء مرتزقة الفضائيات في مصر، وكيف أن على "خير أجناد الأرض" أن يكملوا غزو تونس بعد أن يغزوا ليبيا، لأن "تونس ليس لها جيش". نعم، تونس ليس لها جيش يقتل التونسيين ويذبحهم. نعم ليس لتونس جيش يقصف شعبها وينسف بيوته. نعم ليس لتونس جيش ينقلب على المؤسسات المنتخبة. نعم ليس لتونس جيش يقوده مغامرون ويصدر إليه الأوامر مجرمون. نعم ليس لتونس جيش يغزو شعبه ويحالف عدو أمته... كفى جيشنا فخراً أنه ليس كذلك، وكفى جيشنا شرفاً أنه يغيث الملهوف ويحمي الحدود والدستور، يمد الطرقات ويبني البيوت وينقذ التونسيين كلما ألمت بهم كوارث الطبيعة. نحب جيشنا ويحبنا، نحميه ويحمينا، نسلم له ويسلم لنا، نعانق جنوده وضباطه ونمشي في جنازات شهدائه. يرفع راياتنا ونرفع رايته... جيشنا في قلوبنا وجيشكم على قلوبكم... جيشنا يقدم لنا الورود وجيشكم يقدم لكم الرصاص... جيشنا منا وجيشكم عليكم... استردوا أرضكم قبل أن تفكروا في غزو لا تقدرون عليه... فإن للغزو أهله".
أما الناشطون الإلكترونيون فقد وصفوا عكاشة بـ"المعتوه" و"السفيه" الذي لا حرج عليه، معتبرين أن مثل هذا الكلام لا يترجم حقيقة نظرة الأشقاء المصريين لإخوانهم التونسيين. مذكرين أن مثل هؤلاء الإعلاميين "خبراء فتن ويكفي أن نتذكر ما قام به الإعلام المصري، بعد مقابلة كرة القدم بين الجزائر ومصر في مدينة أم درمان السودانية سنة 2009 وما أتاه من تهجم على الجزائر وشعبها إرضاء لرغبة جمال مبارك وزمرته".