"الهايكا" التونسية تفرض عقوبة مالية على قناة "نسمة"

"الهايكا" التونسية تفرض عقوبة مالية على قناة "نسمة"

21 يونيو 2018
نبيل القروي أحد مالكي نسمة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
تعيش قناة "نسمة تي في" مرحلةً صعبة منذ فترة، إثر تعدد السهام المسلطة على إداراتها. فقد طالبت منظمة "أنا يقظ" بتجميد أموال نبيل القروي، أحد مالكي القناة، بسبب اتهامه بالتهرب الضريبي، بينما طالب بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة القناة بسبب اصطفافها وراء الفريق المطالب بإقالة حكومة يوسف الشاهد، وهو ما اعتبروه انحيازا غير مقبول ومنافيا لأبسط قواعد المهنية.

المسألة ازدادت تعقيداً بقرار الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) مساء أمس الأربعاء بتسليط عقوبة مالية كبرى على القناة، وذلك بإلزامها بدفع 250 ألف دينار تونسي (حوالي 110 آلاف دولار أميركي) كخطيّة مالية بسبب عدم استجابتها لقرارات سابقة لـ"الهايكا" دعت نبيل القروي إلى عدم الظهور في برنامج "خليل تونس" وتوظيف القناة لخدمة أغراض شخصية قد تكون لها تبعات سياسية.

وبررت "الهايكا" قرارها الجديد بأن "الظهور المتواتر للسيد نبيل القروي في برنامج "خليل تونس" الذي تبثه القناة التلفزية الخاصة "نسمة" يعد من قبيل الدعاية والتسويق لصورته الخاصة، ذلك أنه أحد المساهمين في رأس مال شركة "نسمة برودكاست" المستغلة للقناة ومؤسسها ووكيلها السابق بالإضافة إلى إقراره بأنه فاعل سياسي هام، لاسيما إذا اقترن ذلك بتعهده الشخصي بإيجاد الحلول للوضعيات الاجتماعية المعروضة، وهو ما يشكل خرقا لأحكام الفصل 05 نقطة 14 من كراس شروط إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة".

ولم تصدر إدارة قناة "نسمة" حتى الآن تعليقاً على قرار "الهايكا" الجديد رغم أن القناة سبق أن دخلت منذ عام 2013 في خلاف مع المجلس التنفيذي للهايكا، وتحديداً عضو المجلس هشام السنوسي. إذ اتهمته إدارة القناة بأنه يعمل على عرقلتها، في حين يرى السنوسي أن القناة تريد أن تجعل من التسويق السياسي في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي شهدتها تونس  واحدا من مصادر دخلها المالي وهو ما يتعارض مع القانون المنظم لعمل وسائل الإعلام التونسية المطالبة بالتزام الحياد والمهنية في التعاطي مع الشأن السياسي التونسي في مرحلة انتقال سياسي حساسة.

يُذكر أن برنامج "خليل تونس" الذي أثير حوله الجدل هو برنامج ذو طابع اجتماعي يتمّ فيه تقديم مساعدات عينية ونقدية لعائلات تونسية فقيرة عن طريق جمعية "خليل تونس"، وهي جمعية أسسها نبيل القروي وزوجته سلوى تكريما لذكرى وفاة نجلهما في حادث سيارة في أغسطس/ آب 2016. لكن "الهايكا" اعتبرت أن البرنامج انحرف عن أهدافه الإنسانية إلى أخرى سياسية خاصة وأن نبيل القروي معروف بنشاطه السياسي إذ إنه واحد من مؤسسي حزب نداء تونس الحاكم.