في رمال اليأس... "اللا إنسانية" الدولية تذل المهاجرين الأفارقة
للوهلة الأولى تشير لقطات الانهيارات الجسدية لمهاجري دول جنوب الصحراء، بتأثير التعب الشديد والظمأ وقلة الأكل، في مناطق الصحراء الليبية، إلى "لا إنسانية" الأرض القاحلة نفسها التي تشهد هذا الصيف، على غرار معظم مناطق العالم، موجات حرّ تفوق قدرة أي شخص على الاحتمال.
لكن "اللا إنسانية" في الوضع الحالي لهؤلاء المهاجرين مصدرها البشر أنفسهم، فقدومهم إلى هذه المناطق ارتبط بالواقع الذي عاشوه في تونس خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً في مدينة صفاقس حيث عاشوا ظروفاً غير جيدة فيها، قبل أن يواجهوا الأسوأ، إثر "تحميلهم جميعاً" مسؤولية قتل تونسي.
ومن الأمل القائم حسابياً في إمكان جمع أموال في تونس لتنفيذ رحلات عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، انجرف المهاجرون الأفارقة إلى رمال اليأس المطلق في صحراء ليبيا حيث لا منشآت لاستيعابهم، وتأمين بعض مستلزمات الحياة الأدنى لهم، ما جعل عسكريين ليبيين يعثرون على بعضهم في حالات إغماء، أو بلا قدرة على الحركة، ويمنحونهم بعض الماء والطعام.
واللافت أن الحالات "اللا إنسانية" للمهاجرين الأفارقة في صحراء ليبيا تتزامن مع إصرار الدول الأوروبية على التعاون مع تلك التي في شمال أفريقيا لصدّهم، وإبرامها حتى الآن اتفاقاً مع تونس لمنحها أموالاً من أجل تنفيذ هذا الأمر. من هنا يمكن القول إن "اللا إنسانية الدولية في التعامل مع المهاجرين الأفارقة تفوق بدرجات اللا إنسانية المفترضة لطبيعة الصحراء".
(العربي الجديد)