الدمار الروسي العظيم... الأرض المحروقة في أوكرانيا
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغزو الروسي، باتت أوكرانيا بلد الدمار العظيم، وتستعيد صورها من الخارج أو العالي التي تلتقطها طائرات "الدرون" بلا طيار مشاهد مدينة برلين المدمرّة بعد هزيمة النازيين في ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. ويشهد الدمار العظيم في أوكرانيا أيضاً على الاستراتيجية الرئيسية والتاريخية للروس المتمثلة في عمليات الأرض المحروقة التي لا تترك شيئاً لأحد، سواء في المناطق التي يغزونها أو مناطقهم نفسها التي تتعرض لغزو، وهو ما فعلوه في مواجهة الجيش النازي خلال الحرب العالمية الثانية أيضاً، وفي أراضي الشيشان التابعة لجمهوريتهم، والتي دمّرت بشكل ساحق خلال حربين في عامي 1994 و1999. وحتى في مواجهة العمليات الإرهابية، لم يتردد الروس في اعتماد استراتيجية الأرض المحروقة من خلال سحق الإرهابيين والرهائن في الوقت ذاته، وهو ما حصل في عملية المسرح في موسكو عام 2002، حين استخدموا الغاز ضد نحو 50 مسلحاً شيشانياً احتجزوا 850 شخصاً، وأنهوا العملية عبر قتل 170 شخصاً على الأقل، بينهم 40 إرهابياً، وأيضاً في عملية مدرسة بلدة بيسلان عام 2004 التي اقتحمت باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن مقتل 320 من أصل 110 رهينة، بينهم 186 طفلاً، وجرح مئات.
وبالتأكيد خلّفت العمليات الروسية خلال الحرب السورية دماراً كبيراً، وأزالت مناطق من الوجود. وهو ما تكرر في أوكرانيا بلا أي رادع بالطبع، والتقديرات الأولية لإعادة الإعمار تتجاوز تريليون دولار.
(العربي الجديد)