حدد اتفاق باريس للمناخ عام 2015، والذي يعد الأهم في العالم لمواكبة التغيّرات البيئية الخطرة في مرحلة ما بعد انطلاق الثورة الصناعية، نسبة ارتفاع حرارة الأرض بـ1.5 درجة مئوية. لكن مؤشرات السنوات الست الأخيرة لم تظهر أي تقدم على هذا الصعيد، في حين حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من احتمال تجاوز عتبة هذه النسبة عام 2025، ما يعني أن التغيّر المناخي سيدمر الحياة التي نعرفها حالياً على كوكب الأرض خلال 30 عاماً وحتى أقل.
وإذا كانت ظواهر الاحترار المناخي تشمل اليوم ذوبان صفائح الجليد في المناطق القطبية الباردة، ما يرفع منسوب مياه البحر بمقدار 13 متراً، ويتسبب في موجات حرّ وأعاصير وفيضانات وحرائق وجفاف في أنحاء العالم، يتوقع الخبراء كوارث مستقبلية أكبر حجماً وتعرّض ملايين البشر لفقر مدقع، وتضطرهم إلى النزوح من مدن الساحل بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، ومن مدن الريف أيضاً بسبب مشاكل شحّ المياه، وتجعلهم يواجهون موجات الحرّ الشديدة. كما يتحدث الخبراء عن احتمال حصول خسائر لا يمكن استرجاعها على صعيد النباتات والحيوانات، التي لن تتكيف مع تجاوز زيادة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، بعدما كانت 1.1 سنوياً في منتصف القرن التاسع عشر.
ويبقى المطلوب لإبعاد مخاطر الاحترار المناخي التي سيتعايش الأبناء معها، خلق أنظمة بيئية جديدة وتجنب السلوكيات المضرة للبيئة، مع الاهتمام بتجديد الغابات وأعشاب البحر.
(العربي الجديد)