عاد تحليق الطائرات الكثيف وتكرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وعادت مشاهد الموت والوجع والفقدان. هدّأت الهدنة التي استمرت أياماً قليلة من وتيرة الموت لكنها لم تخفف من الوجع الذي يعيشه الغزيون يومياً منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وجعٌ يضاف إلى الحصار الطويل الذي أنهك الأهالي على مدى 17 عاماً.
عادت العائلات إلى الهرب حاملة ما تيسّر. بعض الأطفال يحملون الأعلام البيضاء من دون أن يعرفوا السبب، علماً أن لا شيء يمكن أن يحمي الأطفال من آلة القتل الإسرائيلية. يوم الجمعة، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، عن أسفها لانتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، منددة بالذين قرروا "استئناف قتل الأطفال". وأوضح الناطق باسم يونيسف، جيمس إدلر، للصحافيين في جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة، أن "عدم التحرك يعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال".
لا جديد في ما قاله إدلر. إذ تجاوز عدد الأطفال الشهداء 6150، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. مجدداً، سيُواجه الغزيون إبادة جماعية وسط صمت العالم، باستثناء مطالبات بسيطة بوقف إطلاق النار. وسيعيش الأطفال الخوف وسيعجزون عن النوم، هم الذين اشتاقوا إلى الهدوء والسلام وبيوتهم ولعبهم ومدارسهم. ولن تنقذهم كل الأعلام البيضاء.
(العربي الجديد)