مؤلمة هي مشاهد الأطفال الجرحى في قطاع غزة. يومياً، يُحمل كثيرون إلى ما تبقى من مستشفيات ولا يجدون أسرّة. يعالج البعض على الأرض أو خارج المستشفى. يبكون ويصرخون ويتألمون ويودعون أهلهم ويُصبّرون أنفسهم بأن أهلهم شهداء ويأملون أن يعودوا إلى بيوتهم وألعابهم وكتبهم وأصدقائهم، أو من بقي منهم على قيد الحياة. لم يعيشوا طفولة عادية، ولن يتابعوا طفولة عادية. حين تنتهي الحرب، لن يكون سهلاً تجاوز هول المشاهد والخسارات. سيراكمون وجعاً لن تمحيه السنوات بسهولة، وحقداً على العالم الذي تخلى عنهم.
هؤلاء الذين ما زالوا على قيد الحياة، يدركون أنهم قد يخسرون حياتهم في أية لحظة، أو أطرافهم، أو أفراد عائلاتهم. هؤلاء يعرفون أن الحرب أخذت منهم الكثير. مع ذلك، فإنهم لا يستسلمون أو يسلّمون، بل يساعدون ويحضنون بعضهم البعض في محاولة لتجاوز المأساة. كان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أعلن عن ارتفاع حصيلة الشهداء من جراء العدوان الإسرائيلي إلى 14 ألفاً و532 شهيداً، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، وهو ما يشكل نحو 70 في المائة من الشهداء، وذلك منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
الأحياء سيتذكرون الأطفال الشهداء. هم ليسوا أرقاماً ولن يكونوا. هم أسماء وأحلام وأصوات لم يسكتها حتى الموت. وعلى الرغم من كل القسوة، ما زالوا قادرين على الابتسامة.
(العربي الجديد)