الرئيس الجزائري: مستعدون للوساطة بين الفرقاء الليبيين

الرئيس الجزائري: مستعدون للوساطة بين الفرقاء الليبيين

23 يناير 2020
+ الخط -

كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء الأربعاء، عن وجود نية للجزائر لإطلاق مبادرة وساطة سياسية بين طرفي الأزمة في ليبيا، وجدد مواقف الجزائر الرافضة لأي تدخلات أجنبية في البلد الجار.

وقال الرئيس تبون في لقاء صحافي بثه التلفزيون الرسمي إن "الجزائر حصلت على إجماع في برلين بشأن إعلان استعدادها لاحتضان الوساطة بين الفرقاء الليبيين"، مضيفا أن "كل الأطراف تدرك أن الجزائر مؤهلة لذلك، ونحن لدينا ثقة هؤلاء، وكذلك قبائل الجنوب والتبو، وصدرت تصريحات مشجعة من السراج ومن مسؤولين مع حفتر لكي تلعب الجزائر دورا في الوساطة لحل الأزمة، لكونها أكثر الدول التي لا تسعى الى تحقيق أية مصالح في ليبيا وليست لها أية نوايا توسعية، ولكون الجزائر تعمل في صمت ولا تسعى للبروز".

وذكر الرئيس الجزائري الذي شارك الأحد الماضي في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، أن المشاورات السياسية التي أجراها على هامش المؤتمر أكدت وجود تقبل لمجموع الدول المشاركة ولكل الأطراف الليبية على أهمية الدور الجزائري وإمكانية قيام الجزائر بدور وساطة سياسية.

وأكد تبون أن الجزائر ستستغل تجربتها، على غرار الوساطة التي قادت لإحلال السلام في مالي، مشيرا إلى أن "الجزائر يهمها استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا لأنه كلما عرفنا أن هناك سلاحا دخل إلى ليبيا يتعين علينا أن نشتري السلاح المضاد له، نحن ننفق أموالا على شراء الأسلحة لمواجهة المخاطر على حدودنا مع ليبيا، فيما كان يمكن توجيه هذه الأموال إلى مجالات التنمية، لذلك يهمنا السلم هناك، السلم في ليبيا يعني السلم في الجزائر".

ولفت تبون إلى أن أطرافا عديدة طلبت الحضور إلى اجتماع دول الجوار المقرر اليوم الخميس، لكن الجزائر رفضت ذلك لكونه اجتماعا داخليا، مشيرا إلى أنه سيحضر فقط وزير الخارجية الألماني من خارج مجموعة دول الجوار ليبلغ المشاركين نتائج اجتماع برلين.

ويبدأ اليوم الخميس في الجزائر مؤتمر لوزراء خارجية دول الجوار الليبي بمشاركة كل من تونس ومالي والنيجر وتشاد والسودان ومصر، إضافة إلى ألمانيا ووفد من حكومة طبرق، فيما رفضت حكومة الوفاق المشاركة بسبب دعوة الجزائر لوزير خارجية الحكومة الموالية لحفتر.

وعرّج الرئيس تبون على العلاقات مع فرنسا، وأكد أن الجزائر لن تقبل من الآن وصاعدا أي تدخل في شؤونها من قبل باريس، وقال إن "العلاقات عرفت حالة فتور بسبب تصريحات المسؤولين الفرنسيين ولأنه كان هناك محاولات للتدخل في شؤوننا، هناك لوبي فرنسي لا يحب الجزائر ولوبي آخر يغذي الكراهية ضدها افتعل مشاكل في المرحلة السابقة وحاول التدخل في الحراك، أعتقد أن الحكومة الفرنسية أدركت ذلك وأصبح المسؤولون الفرنسيون يعرفون أن الجزائر دولة حرة تملك مستقبلها وليست محمية"، مضيفا أن "الجزائريين شديدو الحساسية عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية خاصة عندما يكون التدخل من مستعمر الأمس، وكل الملفات والقضايا المشتركة مع الفرنسيين ستعالج وفق مبدأ الند للند".

وبسبب مشكلات في تركيب الحوار التلفزيوني، لم يكن واضحا انتقال الرئيس الجزائري للإجابة عن سؤال لم يبث طرحه ، لكن رد الرئيس أظهر أنه كان يخص العلاقات بين الجزائر والمغرب في علاقة بقضية النزاع في الصحراء، وقال الرئيس تبون إن موضوع "النزاع في الصحراء هو قضية أممية تعتبرها الأمم المتحدة قضية تصفية استعمار"، وانتقد "محاولة استبعاد الجمهورية الصحراوية من منظمة الاتحاد الأفريقي برغم كونها من المؤسسين للاتحاد"، مشددا على أن "الجزائر لن تخضع للأمر الواقع في قضية الصحراء مهما كان الأمر".