تونس: اختتام الحملات الانتخابية للدور الثاني للرئاسية

تونس: اختتام الحملات الانتخابية للدور الثاني للرئاسية

11 أكتوبر 2019
+ الخط -

بعيداً عن التجاذبات، اختتم المرشحان للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في دورها الثاني حملتهما في شارع الحبيب بورقيبة مساء الجمعة، قبل الدخول في مرحلة الصمت الانتخابي. وتجمّع المئات من أنصار المرشحين في جانبين متحاذيين، رافعين الشعارات الداعمة لهم والداعية للتصويت بكثافة، يوم الأحد 13 أكتوبر/ تشرين الأول.

وانتظم بشكل مفاجئ تجمّع جماهيري تحت عنوان "مسيرة مليونية لمساندة الأستاذ قيس سعيد"، غاب عنها سعيد نفسه، الذي اكتفى بتوجيه كلمة للناخبين عبر فيديو مصور نشر على موقع الحملة. ووجه سعيد رسالة إلى أنصاره وإلى منافسه أيضاً، مفادها أن "التونسيين لا يبيعون أصواتهم ولو بخزائن الدنيا كلها" على حدّ تعبيره.

وقال المرشح المستقل للرئاسية إنه على "كل الأحرار والحرائر الانتباه إلى كل المناورات التي تحاك اليوم، وأن فرصتهم التاريخية يوم الأحد"، قائلاً إن "الشعب يعلم العالم كله أنه بإرادته الثابتة وقدرته الصلبة سيفتح تاريخاً جديداً لنفسه ولكل الأحرار في العالم"، وأضاف أن "من يريد توظيف الشعب لفائدته أو في إطار حساباته وترتيباته فهو واهم، لأن التونسيين والتونسيات بالملايين سوف يثبتون الأحد أنهم واهمون، التونسيون يتطلعون لتاريخ جديد؛ فمن يريد أن يعود به إلى الوراء". وقدّم سعيد تعهداً بأن يبقى على العهد مع التونسيين "ولن يصطف إلا وراء الكرامة والحرية، لأنه من دعاة الحق والحرية".

وقبالة المسرح البلدي في العاصمة، تجمهر أيضاً المئات من أنصار المترشح قيس سعيد، مرددين شعار حملته "الشعب يريد" ومتغنّين بأهازيج الثورة التونسية، ورفعت الأعلام التونسية بجانب العلم الفلسطيني وصور مطويات سعيد وبرنامجه الانتخابي.

وكانت أحزاب سياسية، على غرار التيار الديمقراطي، قد دعت أيضاً أنصارها إلى حضور اختتام الحملة. وألقت القيادية بالتيار سامية عبو خطاباً جماهيرياً، اعتبرت خلاله أن التونسيين اليوم "في امتحان الاختيار بين الفساد والصدق"، وأن حزبها، رغم الاختلاف مع قيس سعيد في المشروع، يتفق معه في الحد الأدنى من احترام الدستور والحقوق والحريات والدولة المدنية.

ووراء فاصل حديدي وضع مسبقاً لفصل الحشود، وقف أيضاً المئات من أنصار مرشح حزب قلب تونس نبيل القروي في تظاهرة "نبض التوانسة"، المخصصة للاختتام الرسمي للحملة، رافعين صوره وشعار الحزب، ومطلقين شعار الحملة "رئيس بقلبو". وبحضور المساندين له من فريق حملته ومغني الراب المحبوب من قبل شباب الهامش والأحياء الشعبية "كافون"، وفرق الإنشاد الصوفي ومغني الفن الشعبي، اختتم القروي حملته في شكل استعراضي بحت وسط معلقات ضخمة تحمل صوره، بعد أن كان قد جاب أكثر من محافظة، وأجرى لقاءات شعبية على امتداد اليوم.

وقال القروي، خلال كلمة حماسية موجهة إلى أنصاره، إنه منذ خمس سنوات وفي نفس المكان وقف مسانداً الرئيس الراحل الباجي في حملته الانتخابية لرئاسيات سنة 2014، فيما يقف هذه المرة في حملته الانتخابية التي لم يكن يعتقد أنه سيتمكن من المشاركة فيها.

وأعرب القروي عن سعادته لأنه تمكن من الخروج من السجن "بفضل أصوات أنصاره"، وأنه لا يحسّ بحقد أو بغضب إثر ما أصابه من "ظلم"، إنما "يحذوه إيمان بأنصاره وبالنساء والشباب في صفوفهم ليخوضوا معركة الصناديق من أجل انتصاره، لأنه لا يمكن ترك البلاد في يد طرف واحد يتغول ويحكم فيها".