تواصل نزيف مسلحي "القاعدة" جنوب الجزائر

13 يوليو 2018
+ الخط -
سلم أربعة من مسلحي "كتيبة الصحراء"، الموالية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أنفسهم للجيش في منطقة تمنراست، أقصى جنوبي الجزائر، قرب الحدود مع منطقة شمال مالي.

وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان لها، أن "أربعة إرهابيين سلموا أنفسهم للجيش في تمنراست، ويتعلق الأمر بكل من: غدير معمر شعيب، المدعو أبو أحمد، زواري فرحات إسماعيل، المدعو أبو عثمان، وبن مسعود مراد، المدعو أبو محمد، وغدير عمر عبد الحميد، المدعو أبو مصعب".

وأكد البيان أن "هؤلاء المسلحين التحقوا بالجماعات الإرهابية سنة 2016، وسلموا الجيش أربع قطع أسلحة كلاشينكوف وذخيرة كانت بحوزتهم".

وارتفع عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم للجيش، منذ بداية شهر يوليو/تموز الجاري، إلى 11 شخصًا، ليبلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للجيش، منذ بداية السنة الجارية 2018، إلى 73 مسلحًا، أغلبهم في مناطق جنوبي البلاد، حيث تنشط تنظيمات مسلحة متعددة على تخوم الحدود، وداخل مناطق شمالي مالي والنيجر.

وباتت قيادة الجيش الجزائري تقدم هذه النتائج والأرقام، كدليل على نجاح المقاربة الأمنية التي انتهجها الجيش منذ إطلاقه عملية "اجتثاث الإرهاب" في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

ودعت قيادة الجيش، قبل شهر، المسلحين إلى صفقة تتضمن استسلامهم وإعلان توقفهم عن العمل الإرهابي، مقابل استفادتهم من تدابير العفو التي يتضمنها قانون السلم والمصالحة الوطنية الصادر في سبتمبر/أيلول 2005، وضمان عودتهم الى أحضان عائلاتهم.

ويفسر خبراء ومتابعون لتطورات الوضع الأمني في منطقة الجنوب في الجزائر وجود أغلب حالات الاستسلام وتمركزها في الجنوب بعدة عوامل، يلخصها الأستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة ورقلة، جنوبي الجزائر، مبروك كاهي، في "فقدان المجموعات الإرهابية النشطة في الجنوب لأبرز قادتها منذ حادثة الهجوم على منشأة الغاز تيقينتورين بولاية اليزي، جنوبي الجزائر، في يناير/كانون الثاني 2013، وتراجع النشاط الأساسي للإرهابيين في الجنوب، والمتمثل في اختطاف الرعايا الأجانب وتلقي فدية مقابلهم".

ويشير إلى أن "هناك شعورًا لدى الإرهابيين بأن منطقة الساحل لم تعد ملاذًا آمنًا لهم بفعل تواجد القوات الفرنسية والأفريقية المشتركة، حيث وجد هؤلاء أنفسهم تائهين في صحراء شاسعة بلا هدف، بحيث لم يبق لهم سوى الاستسلام".

ويضيف مبروك، ردًا على سؤال حول تفسير كون أغلب الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم التحقوا بالمجموعات الإرهابية في السنوات الأخيرة، على غرار الإرهابيين الأربعة الذين استسلموا الخميس، قائلًا "يرجح أن جماعات القاعدة كانت تحاول تنظيم صفوفها باستقطاب أفراد جدد، لكنها فشلت في المحافظة عليهم"، لافتاً إلى أن هذه الحالات تؤكد وجود شبكات تجنيد خفية وخلايا نائمة للإرهاب يتوجب استئصالها".