"الطوارق" الليبية تتهم "أفريكوم" بارتكاب مجزرة بـ"تواطؤ" "الوفاق"

03 ديسمبر 2018
+ الخط -
اتهم أعيان ومشايخ قبائل الطوارق، في مدينة أوباري جنوب ليبيا، القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" بارتكاب "مجزرة" يوم الجمعة الماضي، تحت شعار"مكافحة الإرهاب"، كما اتهموا حكومة الوفاق الليبية بالتورط فيها.

وذكر بيان لأعيان ومشايخ الطوارق، تلي خلال تظاهرة شعبية شهدتها أوباري مساء أمس الأحد، أن قصفاً جوياً أميركياً قتل وأحرق الجمعة الماضي 11 شخصاً، واصفين هذا القصف بأنه "محاولة لإبادة أبناء القبيلة"، ومطالبين النائب العام في البلاد بفتح تحقيق عاجل فيه.

وأظهرت الصور المتداولة لتظاهرة أوباري رفع شعارات تطالب "أفريكوم" بالاعتذار، وأخرى تطالب بضرورة التحقيق. 

وكانت قوات "أفريكوم" أعلنت يوم الجمعة الماضي عن تنفيذ ضربات جوية شمال منطقة غات بالجنوب الليبي، استهدفت رتلاً تابعاً لتنظيم "القاعدة"، وقتل 11 شخصا من عناصر التنظيم وتدمير ثلاثة من آلياتهم.

لكن بيان مشايخ قبائل الطوارق أكد أن 11 شخصاً برياء" سقطوا جراء القصف الأميركي، متسائلاً عن سبب عدم نشر قوات "أفريكوم" تفاصيل الحادث وأسماء القتلى، كاشفاً أن أحد القتلى "هو قائد ميداني في عملية البنيان المرصوص شارك في محاربة تنظيم داعش في سرت"، وأن من بين القتلى "عسكريين نظاميين ومدنيين أبرياء، لا علاقة لهم بالإرهاب".

وقال البيان "نتفاجأ بقيادة أفريكوم تجازيهم بحرقهم وهم أحياء دون أي دليل، فالطوارق ضد الإرهاب والتطرف، وليست لنا علاقة بالتصرفات الفردية، ولقد رفعنا الغطاء الاجتماعي عن أبنائنا الخارجين عن القانون في ما سبق، فحقيقة الأمر لو طرحنا سؤالاً؟ ما حقيقة ما حصل؟".

وتابع البيان مجيباً: "لقد حدثت مناوشات على الحدود الجزائرية حول سرقة بعض الآليات الثقيلة وتهريبها خارج البلاد بين من وصفهم ببعض الشباب الخارجين عن القانون من بعض أبناء الطوارق ومجموعة أخرى وقد تبادلوا إطلاق النار بينهم"، موضحاً أن "المجموعة الأخرى قامت بالاستنجاد بالغرفة الأمنية غات وكتيبة تاسيلي واستنجد أبناء الطوارق بأخوتهم في مدينة أوباري، وجاء بعض الشباب لفك الحصار عنهم وعددهم 11 شاباً في ثلاث سيارات غير محملة بالأسلحة الثقيلة، وليست عليها علامات إرهاب، وبينما هم في طريق نجدة إخوتهم، جرى قصفهم وحرقهم وهم أحياء تحت مسمى الإرهاب من قبل الطيران الأميركي".

واتهم بيان المشايخ "غرفة غات" و"كتيبة تاسيلي"، التابعتين لحكومة الوفاق، بــ"التحيز" و"ترك شابين يصارعان الموت بعد القصف دون إسعافهما من الساعة الثانية ظهرا حتى 10 ليلاً، بل وسرقوا ممتلكاتهم الشخصية وقبضوا على أفراد مجموعة من الطوارق وسلموهم لطرابلس على أساس أنهم إرهابيون، وبعد التحقيق تبين أن قضيتهم سرقة، وليس إرهابا، لتترك المجموعة الأخرى".

وتساءل البيان: "أين قيادة أفريكوم من أحداث الفقهاء وتازربو، حيث كان داعش يذبح المواطنين جهاراً نهاراً؟"، مطالبا مجلسي الدولة والنواب بضرورة التحقيق في المجزرة خلال 48 ساعة، ملوحاً بالتصعيد التدريجي فى حال لم تتم الاستجابة للمطالب.

كما طالب البيان قيادة القوات الأميركية في أفريقيا بـ"الاعتذار والاعتراف بأن الضربة كانت خاطئة، ولم تستهدف إرهابيين"، محملاً المجلس الرئاسي والغرفة الأمنية بغات وكتيبة تاسيلي مسؤولية مقتل هؤلاء.