انطلاق أعمال مؤتمر طهران الأمني الثاني

08 يناير 2018
+ الخط -
عُقد في العاصمة الإيرانية المؤتمر الأمني الثاني، الذي یحمل عنوان "الأمن الإقلیمي في غرب آسیا، التحدیات والتوجهات المستجدة"، بحضور 49 شخصية عربية وأجنبية، منها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي فضلاً عن وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو.

وافتتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المؤتمر، صباح اليوم الاثنين، داعياً في كلمته، إلى تعزيز التعاون الإقليمي بما يحقق أمن المنطقة، معتبراً أنّ الوصول لمنطقة قوية يتطلب الابتعاد عن لعب دور الأفضلية أو تجاهل الفاعلين الآخرين في الإقليم.

ورأى ظريف أنّ هذه المعادلة تحقق الأمن الإقليمي في المنطقة الخليجية بالذات، من خلال تعاون الأطراف ورفض سيطرة إحدى الدول على البقية، داعياً إلى تشكيل مجمع حوار إقليمي في المنطقة الخليجية، يعقد جلسات رسمية وغير رسمية، بما يزيد من فرص تبادل وجهات النظر وحل المشكلات، حسب رأيه.

وانتقد ما وصفه بالمسابقة التسليحية في المنطقة من قبل بعض دول الجوار، قائلاً إنّ "بعض الجيران من الدول الخليجية يدفعون الكثير مقابل السلاح، وقد بلغت موازنة التسليح لهؤلاء في العام الماضي 116 مليار دولار"، معتبراً أنّ هذا يؤدي لزيادة التوتر ويهدد عامل الثقة بين دول المنطقة، داعياً إياها للتركيز على مشكلاتها من قبيل التطرف والإرهاب وحتى المشكلات البيئية.

وأكّد ظريف أن التطرف والعنف خطران كبيران على المنطقة، وتنظيم "داعش" شكّل تهديداً على الجميع، قائلاً إنّ الشعبين السوري والعراقي استطاعا الصمود بوجه هذه التحديات، وإن إيران وقفت إلى جانبهما، محذراً من وجود تنظيمات متطرفة أخرى ما زالت حاضرة في المنطقة حتى بعد هزيمة "داعش".

وذكر ظريف كذلك أن هناك تحركات تهدف لتقسيم دول المنطقة، وظهرت على شكل صراعات طائفية وقومية في سورية والعراق، داعياً كل الأطراف لاحترام استقلالية الدول والابتعاد عن مخططات تقسيمها، وتحويل الصراع إلى سيناريوهات تعاون بما يصب لصالح الكل حسب رأيه. واعتبر أيضاً أن إعادة إعمار هذين البلدين تتطلب تعاوناً كبيراً فهذا سيساعد بتسهيل عملية تحقق الاستقرار في المنطقة.

كما تطرق ظريف إلى الحرب في اليمن، داعياً لوقف قصف قوات التحالف العربي، مؤكداً أنه لا مخرج من هذه الأزمة إلا بالحوار.

في السياق، اتهم ظريف الولايات المتحدة الأميركية بلعب دور دخيل في الإقليم يزيد من حجم النزاعات، كونها لا تدرك أصلاً الواقع على الأرض فيه. كما جدد ظريف شجبه لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، قائلاً إنه يمثل عداوة صريحة لكل المسلمين.

ورأى الوزير الإيراني في هذا المؤتمر فرصة للحوار حول الظروف الحساسة التي تواجه الشرق الأوسط، بما يعزز عامل الثقة ويزيد من مستوى التعاون بين الجيران، ويساهم بحل المشكلات.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم الاثنين، إن طهران ترحب بالحوار مع دول المنطقة على كافة المستويات، معرباً أيضاً عن أن سياسة بلاده إزاء القضية الفلسطينية لم تتغير على الإطلاق.

ودعا الولايات المتحدة الأميركية لوقف دعم الكيان الصهيوني ووقف التدخل في المنطقة، فعليها أن تدرك طبيعة وحقيقة الوقائع الموجودة في المنطقة والعالم.

من ناحيته، رأى قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي أن الولايات المتحدة تعادي إيران منذ حوالي أربعة عقود، واصفاً هذا العداء بالتاريخي والمتأصل، قائلاً إنها لم تتردد في استخدام أي فرصة لتوجيه ضربة للنظام في إيران لكن مساعيها باءت بالفشل، حسب رأيه.