صحافيو فلسطين في زمن حرب الإبادة على غزة

02 ديسمبر 2023
مطالبات محلية ودولية بتوفير حماية فعلية للصحافيين (مؤمن فايز/ Getty)
+ الخط -

استأنف الاحتلال الإسرائيلي، صباح الجمعة، عدوانه على غزة بعد انتهاء الهدنة من دون الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لتمديدها، فشن غارات عنيفة على عدة مناطق في القطاع، كما اندلعت اشتباكات ضارية على الأرض، حيث أكدت المقاومة أنها تتصدى لمحاولات إسرائيلية للتقدم.

وعادت المخاوف على سلامة الصحافيين الذين استهدفهم الاحتلال ضمن حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح المسلح لحركة حماس. وبالفعل، فقد استشهد 3 صحافيين في غزة يوم أمس فقط، هم المصور الصحافي منتصر الصواف والمصور عبد الله درويش ودكتور الإعلام أدهم حسونة.

قبل انتهاء الهدنة، كانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين قد وثقت نحو 350 جريمة وانتهاكاً جسيماً بحق الصحافيين ووسائل الإعلام "خلال 50 يوماً من زمن حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال ضد الصحافيين، من ضمنها فقدان الجسم الصحافي مائة من الصحافيين، منهم 70 شهيداً من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام، وصحافيان اثنان مفقودان، و28 صحافياً في سجون الاحتلال".

وأشارت نقابة الصحافيين إلى أن ما قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من الصحافيين الفلسطينيين خلال 50 يوماً يوازي أكثر من 120 في المائة مما قتلته منهم خلال 23 عاماً، ويساوي أكثر من ثلاثة أضعاف ما قتل من الصحافيين في أنحاء العالم كافة منذ بداية العام الحالي.

وشددت النقابة على أن "هذه الحقائق تستوجب موقفاً وتحركاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الجرائم المستمرة، ومعاقبة الاحتلال على جرائمه، وتوفير حماية فعلية للصحافيين"، واعتبرت أن "كل جهة دولية تتلكأ عن هذا الجهد وعن دورها في ذلك هي شريكة ومتواطئة مع الاحتلال في جرائمه ضد الصحافيين".

وجاء بيان النقابة الأربعاء في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو أيضاً ذكرى مرور 76 عاماً على قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947 الذي نص على تقسيم فلسطين التاريخية وإقامة دولة فلسطينية على نحو 42% من أراضيها، فيما منح 57% من الأراضي الفلسطينية للحركة الصهيونية لإقامة دولة لها.

الصحافيون المعتقلون منذ بدء العدوان على غزة

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 41 صحافياً وصحافية منذ السابع من أكتوبر وحتى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أفرجت لاحقاً عن 12 منهم، بعد قضاء فترات زمنية مختلفة، فيما بقي منهم رهن الاعتقال حتى الآن 29 صحافياً، إضافة الى 15 صحافياً اعتقلوا قبل السابع من أكتوبر، ليصل بذلك عدد الأسرى من الصحافيين في معتقلات الاحتلال إلى 44 صحافياً.

والصحافيون الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر ولا يزالون رهن الاعتقال هم: محمد نمر عصيدة، وصبري جبريل، ومصطفى الخواجا، وعبد الناصر اللحام، ومعاذ عمارنة، وعلاء الريماوي، وعماد أبو عواد، وأسامة شاهين، وعلاء الربعي، وثائر الفاخوري، ومصعب قفيشة، ورضوان قطناني، وبلال عرمان، ومحمد بدر، ونواف العامر، وزكريا أبو فنار، وأمير أبو عرام، وعبدلله شتات، ومراد شمروخ، وعبد المحسن شلالدة، وحذيفة أبو جاموس، ومحمد عياد، ومحمد الأطرش، وعامر أبو عرفة، وميرفت العزة، وإبراهيم الزهيري، وطارق الشريف، وفتحي اتكيدك، ومؤمن الحلبي.

الصحافيون الشهداء منذ بدء العدوان على غزة

ووثقت نقابة الصحافيين الفلسطينيين استشهاد 70 من الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام الفلسطيني منذ بدء العدوان على غزة، ثم ارتفع العدد إلى 73 أمس الجمعة، وهم: نادر النزلي (فني في تلفزيون فلسطين)، ومصطفى بكير (مصور في فضائية الأقصى)، وأمل زهد (صحافية مستقلة)، ومحمد معين عياش (مصور غزة الآن)، وعاصم عدلي البرش (إذاعة الرأي الفلسطينية)، ومحمد نبيل الزق (قناة قدس اليوم)، وجمال محمد هنية (مؤسسة أمواج)، وآيات عمر خضورة (محررة ومسؤولة علاقات عامة في أحد المعاهد)، وآلاء طاهر الحسنات (ألترا فلسطين)، وخميس سالم خميس (محرر في إذاعة القدس)، وبلال جاد الله حسن سالم (مدير مؤسسة بيت الصحافة)، وحسونة سليم (مصور في وكالة القدس نيوز)، وساري منصور (مدير عام وكالة قدس نيوز)، وعبد الحليم عوض (يعمل في سيارة البث في قناة الأقصى)، ومصطفى الصواف (متعاون مع عدد من المؤسسات الإعلامية)، وعمرو صلاح أبو حية (مهندس في قسم البث في فضائية الأقصى)، ومصعب عاشور (الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية)، ومحمود مطر (صحافي مستقل)، وموسى البرش (المدير العام لإذاعة نماء)، وأحمد أمين فطيمه (مراسل قناة القاهرة الإخبارية)، وأحمد القرا (مصور لجامعة الأقصى)، ويحيى أبو منيع (إذاعة الأقصى)، ومحمد غانم الجاجة (مؤسسة بيت الصحافة)، ومحمد أبو حصيرة (مراسل وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا)، وهيثم حرارة (الإعلام الحكومي)، وإياد مطر (قناة الأقصى)، ومحمد البياري (قناة الأقصى)، ومحمد أبو حطب (مراسل تلفزيون فلسطين)، ومجد فضل عرندس (صحافي حر)، وماجد أحمد كشكو (تلفزيون فلسطين)، وعماد عبد المهدي الوحيدي (تلفزيون فلسطين)، ومحمود أبو ظريفة (إعلامي في المركز الثقافي السعودي)، ونظمي النديم (تلفزيون فلسطين)، وحذيفة النجار (صحافي مستقل)، وياسر صبحي أبو ناموس (مؤسسة الساحل للإعلام)، ومحمد فايز الحسني (مدير مؤسسة رواسي فلسطين)، ودعاء شرف (إذاعة صوت الأقصى)، وزاهر زاهر الأفغاني، وجمال الفقعاوي (ميثاق الإعلامية)، وسلمى مخيمر (صحافية حرة)، وأحمد عبد الحي أبو مهادي (قناة الأقصى)، وسائد سمير الحلبي (قناة الأقصى)، وإيمان جمال العقيلي (صحافية مستقلة)، ومحمد عماد سعيد لبد (مؤسسة الرسالة للإعلام)، ورشدي ربحي السراج (مدير شركة عين ميديا الإعلامية)، وأحمد ناهض حسن مسعود، وهاني إبراهيم المدهون (قناة الأقصى)، ومحمد علي (راديو الشباب)، وعائد إسماعيل النجار (صحافي مستقل)، وخليل إبراهيم أبو عاذرة (مصور في قناة الأقصى)، وسميح عبد الرزاق النادي (مخرج في قناة الأقصى)، ورجب النقيب (صحافي حر)، ومحمد جميل بعلوشة (قناة فلسطين اليوم)، وعصام محمد بهار (قناة الأقصى)، وعبد الهادي حبيب (تلفزيون الأونروا التعليمي)، ويوسف دوّاس (كاتب في صحيفة وقائع فلسطين)، وسلام خليل ميمة (مصورة حرة)، وحسام محمود مبارك (مذيع في قناة الأقصى)، وأحمد عبد الرحمن شهاب (معد برامج في إذاعة صوت الأسرى)، وعبد الرحمن ربيع شهاب (مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية)، ومحمد فايز أبو مطر (مصور حر)، ومصطفى محمد النقيب (صحافي وباحث)، وهشام محمد النواجعة (مصور في وكالة خبر)، وسعيد رضوان الطويل (مدير وكالة الخامسة)، ومحمد رزق صبح (مصور في وكالة خبر)، وأنس إبراهيم أبو شمالة، وأسعد عبد الناصر شملخ (صحافي حر)، ومحمد تهامي الصالحي (مصور وكالة السلطة الرابعة)، وإبراهيم محمد لافي (مصور في شركة عين ميديا)، ومحمد سامي جرغون (مراسل وكالة سمارت ميديا)، ومنتصر الصواف (مصور متعاون مع وكالة الأناضول)، وعبد الله درويش (مصور في قناة الأقصى)، وأدهم حسونة (دكتور الإعلام في جامعتي غزة والأقصى).

وعلى الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصور الصحافي اللبناني في وكالة رويترز عصام العبدالله في 13 أكتوبر، ثم قتلت مراسلة قناة الميادين فرح عمر والمصور في القناة نفسها ربيع المعماري في 21 نوفمبر. يُذكر أن حكومة الاحتلال قررت، في نوفمبر، وقف بث قناة الميادين اللبنانية و"حظر عملياتها في البلاد" بتهمة "الإضرار بأمن الدولة".

الحصيلة الأعلى

والشهر الماضي أيضاً، أعلنت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين أن عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال شهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو الأعلى في تاريخ "الصراعات" التي عملت على جمع بياناتها خلال العقود الثلاثة الماضية. ووصفت اللجنة التي تحقق في جميع التقارير المتعلقة بمقتل الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام أو إصابتهم أو فقدهم خلال الحرب، ومقرها نيويورك، الشهر الذي تبع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر بأنّه "الأكثر دموية" منذ عام 1992.
المساهمون