Reprise لـ موبي: كلنا مصنوعون من النجوم

06 يونيو 2021
تجربة موبي الجديدة تبدو متوافقة مع الحركة الموسيقية السائدة (كريس كونور/Getty)
+ الخط -

في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أدى المغني والملحن الأميركي موبي، أغنية Porcelain، في حفل "والت ديزني" بلوس أنجليس، بتوزيع مختلف كلياً عن أغنيته الأصلية التي أصدرها عام 1999. هذه المرة، قدم الأغنية رفقة أوركسترا على أنغام الموسيقى الكلاسيكية، لتكشف التجربة عن أبعاد جديدة كامنة في أغانيه التي قدمها على مدار 20 عاماً ضمن تجارب موسيقية غنية ومتعددة.

انطلقت رحلة موبي الموسيقية عازفاً مع العديد من فرق البانك روك في الثمانينيات، وبدأ عام 1992 بتلمس خطه المنفرد عبر الـ"دانس ميوزك" وخاض بعدها تجارب عدة مع موسيقى الروك والتكنو. وتميزت أغانيه دائماً باحتوائها على جمل موسيقية طويلة ومركبة؛ وهي التي تمت ترجمتها بشكل أفضل مع الموسيقى الكلاسيكية.

بعد حفلة لوس أنجليس، بدأ موبي بالتخطيط لطرح ألبوم كامل، يعيد فيه توزيع بعض أغانيه مع الموسيقى الكلاسيكية، فتعاون مع أوركسترا بودابست الفنية، ليبدأ بمشروعه. وخلال فترة التحضير، التي استغرقت ما يقارب عامين ونصف، اختلف شكل المشروع والمنتج النهائي بشكل كلّي عن النموذج الأولي الذي قدمه موبي بأغنية Porcelain، لتكون النتيجة ألبوم Reprise، الذي أصدره نهاية الشهر الماضي. وهو ألبوم يضم أغاني موبي بتوزيع كلاسيكي، لكن ينحسر فيه صوت موبي لحساب أصوات أخرى، جاءت لتعيد إحياء أغانيه الأيقونية وتضفي لها روحاً جديدة مع الموسيقى الكلاسيكية، إذ تعاون موبي في ألبومه مع العديد من النجوم والأصوات الواعدة، أبرزهم: جيم جيمس، وغريغوري بورتر، وسكايلر غري، ومندي جونز، ولونا لي، وأليس سكاي، وأبولو جاين وآخرون.

تبدو تجربة موبي الجديدة متوافقة مع الحركة الموسيقية السائدة التي ظهرت في الأعوام الأخيرة وتزعمتها Above & Beyond، حين أوجدت روابط بين موسيقى الدانس والأوركسترا من خلال الحفلات الكبيرة أو إعادة توزيع الألبومات؛ فهذه الحركة التي بدت كردّ فعل على شكل الموسيقى المعاصرة والتي تستغني عن العازفين الموسيقين لحساب الآلات، لاقت رواجاً في الأوساط الموسيقية. لكنّ ما كان يعيب هذه الحركة برمتها أنّ معظم نتاجها كان بهدف تفعيل دور الموسيقى الحية، فيما المنتج النهائي لم يكن بالغالب يتفوق أو حتى يضاهي النسخ الأصلية من الأغاني التي تم إعدادها بشكل كامل إلكترونياً.

في هذه المساحة تتضح أهمية تجربة Reprise لموبي، فهي تجربة تمت للبحث عن الجمالية المفقودة في ألحانه التي قدمها بصيغة الدانس أو الروك، من خلال أوركسترا الموسيقى الكلاسيكية، التي تعدى دورها هنا مسألة الحضور. ويزيد من أهمية التجربة المرونة التي تمتع فيها موبي بتعاطيه مع أغانيه، ليكون الهاجس الإبداعي هو المحرك الأبرز في عملية الصناعة، بخلاف التجارب التي كانت تلجأ للأوركسترا الكلاسيكية في محاولة لتكريس بعض الأغاني من دون أن تتحلى بالمرونة. وتتجلى أقصى درجات المرونة والجدية في الألبوم بشخصية موبي، الذي غيّب صوته لحساب أصوات أخرى قادرة على إضفاء روح جديدة لأغانيه، تخدم الموسيقى التي صنعها بشكلٍ أفضل.

وعلى الرغم من أن الألبوم كان من المفترض أن يحتوي على أغانٍ معادة التوزيع لموبي فقط، كما تم تقديمه، فإنّه فعلياً يحتوي أيضاً على أغنية Heroes لنجم الروك الراحل، ديفيد بوي، التي تم تقديمها بحساسية عالية بمشاركة مندي جونز، لتكون فعلياً واحدة من أفضل النسخ التي قدمت لأغاني ديفيد بوي، منذ رحيله عام 2016. وهي أيضاً واحدة من بين أفضل ثلاث أغانٍ في الألبوم، إلى جانب Porcelain وWe Are All Made Of Stars.

المساهمون