هيفا وهبي في "حلاوة روح": إثارة بلا تشويق

هيفا وهبي في "حلاوة روح": إثارة بلا تشويق

09 ابريل 2014
+ الخط -

بعد 10 سنوات من احترافها الغناء الاستعراضي، تحاول هيفا وهبي، من خلال فيلمها الثاني "حلاوة روح"، بلوغ مرحلة النضج الفنّي، والابتعاد قليلاً عن الغناء. لكنّها تقع مرّة أخرى في فخّ مفاتنها، على اعتبار أنّها المحرّك الوحيد لما تقدّمه. فحضور هيفا وهبي الفنّي يشكّل في اللاوعي عند الجمهور اللبناني والعربي رحلة ممتعة في البحث عن سرّ هذه المرأة الفاتنة، وفي محاولة الاكتفاء من مشاهدة مفاتنها.

لكن ما علاقة كل ذلك بالفنّ؟ وهل نفدت "الحواديت" المصرية لنصير أمام فيلم "حلاوة روح" الذي بلا قصّة تقريبا؟

تجسّد هيفا وهبي في الفيلم دور امرأة متزوّجة تُدعَى روح، "مقطوعة" من شجرة. لا أهل ولا أصدقاء. تتزوّج من توفيق، الذي يهجرها ويسافر إلى الكويت بعد شهرين، ويتركها فريسة سهلة في منزل الزوج "المجهول"، كخادمة تحت يد والدته الظالمة، التي تكيل لها الشتائم بمناسبة وبلا مناسبة، وترميها باتّهامات معيبة لمجرد أنّها جميلة فقط.

ليس ذلك فقط ما يشكل عبئاً على "روح" هيفا، بل انشغال أهل الحارة بمفاتنها وسعيهم إلى النيل منها وجعلها لقمة سائغة في فم "حكمدار" الحارة، الممثل أحمد لطفي، ليقضي نزوته منها، كما فعل من قبلها مع نساء الحارة كلهنّ، بتسهيل من قوّاده الممثل باسم سمرة.

حتّى الطفل سيّد، واسمه الحقيقي كريم الأبنودي، يتفتّح وعيه الجنسي، رغم صغر سنّه، على مفاتن "روح"، فيسترق النّظر من "الأباجورة" ويتلصّص عليها يومياً، في صورة بدت مستفِزَّة، لأنّها تصوّر طفلا عربيا هو أبعد ما يكون عن صورة الطفل العربي اليوم. ذاك الذي يعاني ما يعانيه من جوع وقهر وقسوة، من مصر إلى سوريا وتونس والعراق ولبنان وفلسطين وبقية الدول العربية.

لكنّ الكاتب علي الجندي والمخرج سامح عبد العزيز كرّسا غياب التربية الجنسية الصحيّة من يوميات الطفل العربي، واستنجدا بالجنس الرخيص واستغلال صورة الطفولة بشكل سافر.

الفيلم لا يشبه الدراما المصرية إلا في ديكورات الحارة الفقيرة، ويستغلّ هيفا وهبي كرمز جنسي Sex Symbol. ويستخفّ بعقول المشاهدين إذ يفتقر إلى حبكة درامية واضحة، والترفيه لا ينفصل عن المشاهد الجنسية غير المثيرة.

ساعة ونصف الساعة وصفها كلّ من حضر العرض الأوّل لفيلم "حلاوة روح" بأنّها "كاذبة" أُضيفت إلى تململهم في انتظار وصول هيفا، التي تأخّرت ساعتين عن موعد الافتتاح الذي كان مقرّرا السابعة من مساء الثلاثاء، وحضرت في التاسعة تقريبا، مستخفّة بأوقات الحاضرين وليس فقط بعقولهم.

 

 

 

المساهمون