نخب جزائرية تنسحب من نداء مشترك مع مغاربة بسبب "خطاب الكراهية"

نخب جزائرية تنسحب من نداء مشترك مع مغاربة بسبب "خطاب الكراهية"

20 ابريل 2021
بكي بن عامر من أبرز الموقعين على النداء (يوتيوب)
+ الخط -

أعلنت نخب جزائرية كانت قد وقّعت على "نداء المستقبل" لفتح معبر إنساني بين الجزائر والمغرب، الاثنين، انسحابها من النداء، بسبب ما وصفته بـ"استمرار النخب المغربية نفسها التي بادرت بالنداء في كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات تتضمن تحريضاً على الكراهية وإساءة متعمدة إلى الشعب الجزائري". 

وأصدر الأمين العام لـ"تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة" بكي بن عامر، وهو أبرز الموقعين على النداء، بياناً بسحب توقيعه من مبادرة "نداء المستقبل"، وأكد أنه "اتضح لي اليوم أنّ بعض المغاربة الموقعين على النداء نياتهم سيئة ومبيّتة. ففي الوقت الذي يناشد فيه البيان قيم المحبة والتسامح والإخاء ونبذ الكراهية، راح بعض المغاربة ممن وقعوا البيان إلى بث سمومهم على الجزائر من خلال منشورات مغرضة هدفها النيل من بلدي، وعليه ألفت الرأي العام الجزائري والمغربي بانسحابي من هذه المبادرة، ومن أي مبادرة ما لم تكن النيات صادقة تترجم حقيقةً صدق الشعوب المغاربية". 

وفي السياق، أبدى الشاعر والكاتب سعيد هادف استياءه من عدم التزام بعض موقّعي البيان بمضمونه وروحه الداعية إلى التسامح والمحبة، ووقف الحملات الإعلامية وخطاب الكراهية، وعبّر عن استغرابه من "استمرار بعض النخب المغربية الموقعة على البيان، بل والمبادرة به، في نشر كتابات تتضمن الكراهية، وبعيدة كل البعد عن روح النداء، وتتعمد الإساءة والخلط بين الشعب الجزائري ومشكلات سياسية قائمة".

وجاءت ردة فعل النخب الجزائرية بعد نشر إعلاميين مغربيين، من بين المبادرين بالنداء، كتابات في صحف ومواقع وصفحات "فيسبوك" تهاجم الجزائر، بينها ما نشرته صفحة "أم 99" التي يديرها الناشط المدني هشام سنوسي (مبادر بالنداء)، تزعم وجود تحذيرات من مجاعة في الجزائر، وتشبيهها بالصومال، وهو ما أثار استياء النخب الجزائرية.    

وقال المحامي جمال خذير، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن أن يكون لهذه النداءات أي معنى طالما أنّ عدداً من النخب المغربية الموقعة على هذه المبادرات تمارس ازدواجية في التعبير عن مكبوت سياسي وخلط متعمد بين الأشياء"، مضيفاً أنّ "نشر موقعين مغاربة على النداء لكتابات عن الشعب الجزائري، ووصفه بالمجاعة والسخرية منه بسبب بعض المشكلات الاجتماعية، يدخل ضمن خطاب الكراهية".

وكان نخب ونشطاء من الجزائر والمغرب قد وقّعوا، هذا الشهر، على بيان مشترك يدعو إلى فتح حوار جدي، ووقف خطاب الكراهية والحملات الإعلامية، وفتح معبر إنساني بري بين البلدين بسبب الحدود المغلقة منذ عام 1995، للسماح للعائلات الجزائرية والمغربية المقيمة على الحدود، والتي تجمعها قرابات، بزيارة بعضها البعض. 

المساهمون