مقتطفات من مقابلات صريحة لجوني هاليدي تروي قصته في مسلسل

29 مارس 2022
تبدأ "نتفليكس" اليوم عرض المسلسل (تشافي تورنت/ Getty)
+ الخط -

يرسم مسلسل "جوني هاليداي: ما وراء موسيقى الروك" Johnny par Johnny الوثائقي عبر منصة "نتفليكس" صورة واقعية لسيرة مغني الروك الفرنسي، بما فيها من نجاح وفشل وإدمان، خلافاً لسِيَر درجت على تقديس النجم الذي كان يُعتبر مَثَلاً أعلى للشباب.

ويسود اعتقاد خاطئ بأنّ جوني هاليداي الذي توفي في ديسمبر/كانون الأول عام 2017 لم يفصح عن الكثير من جوانب حياته في المقابلات التلفزيونية الكثيرة التي أُجريت معه طوال حياته المهنية الممتدة على أكثر من خمسين سنة.

صراحته هي التي تضفي نكهة على الحلقات الخمس التي يتألف منها المسلسل الوثائقي، ويبلغ طول كل منها 35 دقيقة. ويستند المسلسل الذي توفّره "نتفليكس"، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، إلى مواد أرشيفية كانت في معظمها منسية، ترافقها شهادات صوتية لا يظهر أصحابها، تخلو من اللغة الخشبية، كواحدة أدلى بها المؤلف والملحن والمغني الفرنسي باسكال أوبيسبو، الذي تعاون مع هاليداي.

وشرح رئيس شركة "بلاك ديانمايت" التي أنتجت المسلسل الوثائقي بالاشتراك مع "يونيفرسال ميوزيك فرنسا" إريك أنيزو، لوكالة "فرانس برس"، أن "صراحة المقابلات" التي نبشها فريق العمل كانت "مذهلة"، كقول هاليداي ذات مرة أمام الكاميرا: "أنا كاذب جداً (...) لا أستطيع شيئاً حيال ذلك". وأتاح ذلك تماسك القصة بصوت هاليداي، "ولو استُعين في بعض الأحيان بشهود بهدف التعمق قليلاً".

فعلى سبيل المثال، تتحدث أدلين بلونديو، إحدى زوجات هاليداي السابقات، عن أن قصتها الرومانسية أصبحت "وظيفة"، تتمثل بالعناية به بدوام كامل.

حفل لجوني هاليداي في باريس عام 1962 (Getty)

ويشكّل المسلسل بالنتيجة صورة كاملة، بوجهيها المشرق والمظلم، للرجل الذي كان مغني الروك المفضل لدى الفرنسيين. وقال أنيزو: "لم تكن لدينا أي حسابات تتعلق بحمايته، لقد كان هو نفسه صريحاً جداً في المقابلات، وهذا لا يحول دون التعاطف معه".

وسبّبت مقابلة أجرتها صحيفة "لوموند" مع جوني هاليداي، عام 1998، إثارة ضجة، لأنه تحدث من دون مواربة عن علاقته بالمخدرات. ولكن في سلسلة "نتفليكس" نسمعه أيضاً يتحدث عن حرصه على عدم فعل ما يؤثر بحفلاته، ومن ذلك تجنّب الظهور على خشبة المسرح مع "أنف متوسع"، في إشارة إلى تعاطي الكوكايين.

وترتسم الحدود بين الأسطورة والواقع على مرّ الحلقات. ويثبت المسلسل الوثائقي أن هاليداي لم يصافح إلفيس بريسلي إطلاقاً عند مغادرة المسرح كما أوحى.

ويساهم الاستخدام الذكي للموسيقى التصويرية في جعل مسلسل Johnny par Johnny أكثر قدرة على أسر المُشاهد. فبالإضافة إلى مقتطفات من الحفلات الموسيقية، يسمع المشاهد نغمات غيتار في لحظات النجاح، وموسيقى إلكترو تعبيراً عن الانتكاسات. ويكفل ذلك جذب القدامى من جمهور هاليداي، وكذلك الجمهور الشاب الذي سيكون قادراً على فهم "البعد الرومانسي لآخر العمالقة" في عالم الفن الفرنسي، على قول إريك أنيزو.

هاليداي ومدير أعماله جوني ستارك بعد حظر السلطات المحلية في مدينة كانّ حفلة خوفاً من "الحماسة الشديدة" للمعجبين المراهقين عام 1962 (Getty)

وتنقل الصور الأرشيفية المشاهد إلى العروض المجنونة للمغني، وإلى نشاطه كممثل في أفلام حركة أو في أعمال من نوع سينما المؤلف، فيبدو نجماً يعيش حياة ذات وتيرة مجنونة ويتمتع برؤية واضحة في ما يتعلق بحياته الزوجية والأسرية.

ويدرك المشاهد أن هاليداي كان يعيش بلا توقف تحت أعين المعجبين وكاميرات التلفزيون. وبرع الفنان في استخدام وسائل الإعلام بذكاء، وأظهر صدقاً، وكذلك تعرّض للخداع، كما في ما يتعلق بصور والده الذي تخلّى عنه منذ ولادته وجدد التواصل معه خلال خدمته العسكرية.

وأشار رئيس "بلاك داينمايت" إلى أن هاليداي "يقول بنفسه إنه كان دائماً أكثر سعادة بأن يكون جوني على خشبة المسرح من أن يكون جان-فيليب سميت (اسمه الأصلي) الذي كان شخصاً يبحث عن مكانه".

(فرانس برس)

المساهمون