مخرج إسرائيلي يتلقى تهديدات بالقتل لانتقاده الاحتلال في مهرجان برلين

مخرج إسرائيلي يتلقى تهديدات بالقتل لانتقاده الاحتلال في مهرجان برلين

28 فبراير 2024
أبراهام (يمين) وزميله باسل عدرا عقب التكريم في مهرجان برلين (توبياس شوارتز/فرانس برس)
+ الخط -

كشف المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام، أنه تلقّى تهديدات بالقتل عقب الخطاب الذي ألقاه خلال استلامه جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي، دعا من خلاله إلى وقف إطلاق النار في غزة، وانتقد ممارسات الفصل العنصري التي ينتهجها الاحتلال.

والفيلم الوثائقي يحمل اسم "لا أرض أخرى"، وأخرجه مجموعة من صانعي الأفلام الفلسطينيين بمشاركة أبراهام، وفاز قبل أيام بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي الرابع والسبعين (برلينالة).

وقال أبراهام في منشور له عبر منصة إكس، يوم الأحد الماضي، إنّ القناة 11 التلفزيونية الإسرائيلية بثت جزءاً مدته 30 ثانية من خطابه في حفل توزيع الجوائز، ووصفت حديثه بأنه "معاداة للسامية" بطريقة جنونية.

وأكد أبراهام أنه تلقى تهديدات بالقتل بعد استهدافه على شاشة التلفزيون الإسرائيلي، مشدداً على أنه يقف وراء كل كلمة قالها في خطابه في الحفل.

وقال أبراهام في خطابه، خلال الحفل نهاية الأسبوع الماضي، إنه إسرائيلي الجنسية وزميله باسل عدرا المشارك في الإخراج فلسطيني، وأنهما سيعودان بعد يومين فقط إلى بلد لا يتمتعان فيه بالمساواة.

وتابع: "أنا أعيش في ظل نظام مدني وباسل في نظام عسكري. نقيم على بعد 30 دقيقة فقط من بعضنا البعض. أتمتع بحق التصويت، أما هو فلا، ويُسمح لي بالتحرك بحرية في هذا البلد، في حين أن باسل، مثل ملايين الفلسطينيين، مقيد في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن تنتهي عدم المساواة هذه بيننا".

وعلى امتداد أيام مهرجان برلين، الذي أقيم بين 15 و25 فبراير/شباط الحالي، عبّر عدد من الممثلين والمخرجين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم للعدوان على قطاع غزة، إن كان من خلال ارتدائهم الكوفية وحمل العلم الفلسطيني أو عبر تصريحاتهم.

وتكرّر تعبير المشاركين عن دعمهم لفلسطين في حفل توزيع الجوائز، السبت الماضي، ومن بينهم المخرج الأميركي بن راسل، الذي صعد إلى المسرح واضعاً الكوفية الفلسطينية على كتفيه، واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، بحسب وكالة فرانس برس.

ومن على منصة التكريم، اتهم المخرج الفلسطيني باسل عدرا دولة الاحتلال بارتكاب إبادة بحق الفلسطينيين وانتقد بيع ألمانيا الأسلحة لإسرائيل. قائلا: "إنني أحتفي بالجائزة هنا، ولكن في الوقت نفسه من الصعب جداً بالنسبة لي أن أقيم احتفالاً، فعشرات الآلاف من الناس يُقتلون من قبل إسرائيل في غزة"، مضيفا: "أريد شيئاً واحدا فقط من ألمانيا، وهو احترام نداءات الأمم المتحدة والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

تهديدات بـ"معاداة السامية" في مهرجان برلين.. الاتهام المعتاد

واستفزت الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الإبادة أنصار ومؤيدي إسرائيل الذين سارعوا إلى استعمال الاتهام المعتاد لكلّ خصوم إسرائيل، أيّ معاداة السامية. وقال رئيس بلدية برلين كاي فيغنر، في منشور عبر منصة إكس، إنّ "معاداة السامية لا مكان لها في برلين، وهذا ينطبق أيضاً على الفنانين"، معتبراً "ما حدث في مهرجان برلين السينمائي اجتزاءً لا يُحتمل"، كما دعا إلى محاسبة إدارة المهرجان.

وفي الوقت الذي دعت فيه بعض الأصوات إلى فرض مزيدٍ من القواعد والرقابة على مهرجان برلين المموّل بشكل رئيسي من الحكومة الألمانية، قالت إدارة المهرجان، في بيان تلقته وكالة فرانس برس، إن تصريحات المخرجين تمثل "آراء فردية ومستقلة" عن المهرجان، ولا تمثل رأي هذا الحدث السينمائي، وينبغي "تقبلها" طالما أنها "ضمن الأطر القانونية".

وأضافت أنها "تتفهم السخط" الذي أثارته التصريحات "التي بدت وكأنها متحيزة جداً" خلال حفلة توزيع الجوائز.

ويتناول فيلم "لا أرض أخرى"، الذي أخرجه الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، قضية التهجير القسري للفلسطينيين من قرية مسافر يطا في الضفة الغربية بسبب العنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون