لوتش يساند غليزر: لا دعم يهودياً مطلقاً لجرائم إسرائيل

لوتش يساند غليزر: لا دعم يهودياً مطلقاً لجرائم إسرائيل

04 ابريل 2024
تظاهرة مناصرة للفلسطينيين في إدنبره، 2 إبريل 2024 (جيف ميتشيل/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كِن لوتش يدعم جوناثان غليزر بعد خطابه في الأوسكار حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيدًا بشجاعته وأهمية كسر الصور النمطية.
- غليزر استغل فوزه بجائزة الأوسكار لمقارنة الأحداث في غزة بالمحرقة، مما أثار ردود فعل متباينة وانقسامًا في الآراء.
- ردود الفعل تتراوح بين الدعم والانتقاد، مع حملة انتقادات من ممثلين ومنتجين يهود في هوليوود، ودعم من مؤسسات يهودية تقدمية و"أوشفيتز ميموريال".

عبّر السينمائي البريطاني كِن لوتش عن دعمه للمخرج البريطاني جوناثان غليزر والخطاب الذي ألقاه خلال تسلمه جائزة أوسكار، الشهر الماضي، إذ أثار انقساماً كبيراً، تحديداً بين اليهود المناصرين للفلسطينيين وأولئك الذين يواصلون تأييد الاحتلال الإسرائيلي رغم حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

خلال مقابلة لكِن لوتش مع مجلة فرايتي، الثلاثاء، قال إنه يكن "احتراماً عظيماً" لجوناثان غليزر، ووصف خطاب الأخير بـ"الشجاع". وأضاف لوتش: "أنا واثق أنه كان يعرف العواقب المحتملة، وهو ما يجعله أكثر شجاعة، لذلك أكن له ولعمله احتراماً عظيماً"، وأشار إلى أن غليزر حصل على "الكثير من الدعم... يهود كثيرون قالوا إن خطابه يكسر الصورة النمطية القائلة التي تزعم أن اليهود كلهم يدعمون ما تفعله إسرائيل، لأنه من الواضح أن الأمر ليس كذلك. كان الخطاب ذا قيمة كبيرة لأنه يظهر التنوع. لذا، فإنني أكن احتراماً كبيراً لما فعله".

لوتش نفسه كان قد احتج على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، خلال حفل توزيع جوائز بافتا السينمائية في فبراير/ شباط الماضي، حين رفع قبضته إلى جانب كاتب السيناريو بول لافيرتي الذي حمل ملصقاً كتب عليه: "أوقفوا المذبحة". وكشف المخرج أيضاً أنه حاول، لكنه لم ينجح، في إطلاق مشروع حول الشرق الأوسط، وقال: "كان هذا موضوعاً كنت أود العمل عليه، لكنني لم أكن أعرف تماماً كيفية التعامل معه... كان من المفترض أن يكون فيلماً وثائقياً".

في حفل توزيع جوائز أوسكار في 11 مارس/ آذار، صعد جوناثان غليزر، وهو يهودي، إلى خشبة مسرح دولبي، ليتسلم جائزة أفضل فيلم روائي دولي عن "ذا زون أوف إنترست" The Zone of Interest، وقال: "اتُخذت جميع خياراتنا لتعكس صورتنا وتوجهنا في الحاضر. لا أريد القول: انظروا ماذا فعلوا آنذاك، بل أقول: انظروا إلى ما نفعله الآن. فيلمنا يبين أسوأ ما قد ينتج عن التجريد من الإنسانية... نحن نقف الآن كأشخاص ينكرون يهوديتهم والمحرقة التي سلبها منهم احتلال، ما أدى إلى صراع طاول الكثير من الأبرياء". وأضاف: "سواء كان حديثنا عن ضحايا السابع من أكتوبر في إسرائيل، أو ضحايا العدوان المتواصل في غزة، فكيف نقاوم؟".

و"زون أوف إنترست" ناطق بالألمانية عن الحياة اليومية لعائلة قائد معسكر الإبادة النازي في أوشفيتز.

وتعرض غليزر لحملة من مئات الممثلين والمنتجين عبر رسالة وصفوا فيها أنفسهم بأنهم "يهود محترفون في هوليوود". وكررت الرسالة مزاعم مؤيدي الصهيونية والمسؤولين الإسرائيليين، فجاء فيها: "نحن ندحض الاستيلاء على يهوديتنا بغرض رسم معادلة أخلاقية بين النظام النازي الذي سعى إلى إبادة عرق من البشر، والأمة الإسرائيلية التي تسعى إلى تجنّب إبادتها". وزعمت أن "إسرائيل لا تستهدف المدنيين. وهي تستهدف حماس. إن اللحظة التي تطلق فيها حماس سراح الرهائن وتستسلم هي اللحظة التي تنتهي فيها هذه الحرب المفجعة". واستفزهم وصف غليزر لإسرائيل بأنها احتلال، فعلّقوا: "إن استخدام كلمات مثل الاحتلال لوصف شعب يهودي أصلي يدافع عن وطن يعود تاريخه إلى آلاف السنين، واعترفت به الأمم المتحدة كدولة، تشويه للتاريخ".

في المقابل، برزت أصوات كثيرة في القطاع تدعم غليزر وموقفه؛ تحدث المخرج البريطاني آصف كاباديا لمجلة فرايتي، قائلاً: "لقد استخدم (غليزر) سلطته ومنصبه وأكبر منصة عالمية للتحدث باسم مَن لا قوة لهم ولا صوت، أو باسم أولئك الذين يخشون رفع أصواتهم، في صناعة محافظة للغاية وبعيدة عن المخاطر ولها تاريخ طويل من تهميش الأشخاص". وأضاف: "لقد وقف وقال الحقيقة. هذا ما يفعله الفنانون الحقيقيون".

ودعمه أيضاً الأميركي جيسي بيريتس، والممثل والناشط مارك روفالو، وزوي كازان، وميليسا باريرا، التي استبعدت من مسلسل "سكريم" Scream خلال الخريف الماضي، بعدما كتبت عدة منشورات تتضامن فيها مع الفلسطينيين. كما دافع عن غليزر مدير مؤسسة "أوشفيتز ميموريال"، المؤرخ البولندي بيوتر سيفينسكي. ودعمته مؤسسات يهودية أميركية تقدمية، بينها "الصوت اليهودي من أجل السلام" Jewish Voice for Peace.

المساهمون