لقطات من اقتحام الكونغرس: "افتكوا بالإعلام"

مؤيدو ترامب (طيفون كوسكون/ الأناضول)
09 يناير 2021
+ الخط -

يصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مهاجمة الإعلام، مكرراً اتهاماته له بنشر الأخبار الزائفة وغير الأمينة وتشويه الديمقراطية والكراهية العمياء، واصفاً إياه أكثر من مرة بـ"عدو الشعب الأميركي". وقد حذرت منظمات حقوقية عدة، خلال 4 سنوات هي عمر ولايته، من أن خطابه يضعف ثقة الجمهور بوسائل الإعلام وقد يثير العنف ضد الصحافيين.

يوم الأربعاء شهد الصحافيون نتيجة هذا الخطاب، بعدما وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته الذين حاولوا اقتحام مبنى الكابيتول، مدفوعين بمزاعمه غير المثبتة حول تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي انتهت بفوز الديمقراطي جو بايدن. فخلال محاولات اقتحام الكونغرس كُسرت كاميرات المؤسسات الإعلامية، وهُدّد صحافيون، ونُقشت على باب مبنى الكابيتول جملة "افتكوا بالإعلام" Murder the Media.

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الصحافيين الذين كانوا يغطون من شوارع وساحات العاصمة واشنطن طُوقوا وهُددوا، واضطر زملاؤهم داخل الكابيتول إلى الاحتماء في مواقع آمنة لساعات.

وبيّن فيديو التقطه مراسل وكالة "بلومبيرغ"، ويليام ترتن، حشوداً خارج المبنى تصرخ على طاقم التصوير وتأمره بإخلاء المكان. كذلك شارك مراسل موقع "بازفيد" الإخباري، بول ماكلاود، صورة أنشوطة صنعتها مجموعة من سلك كاميرا وعلقتها في شجرة.

بعض المقتحمين هتفوا: "(سي أن أن) مقززة"، وهم يدوسون على الكاميرات، على الرغم من أنها تحمل ملصقات من وكالة "أسوشييتد برس". وقد أكد متحدث باسم الوكالة أن معداتها سُرقت وكُسرت.

وقال ترتن، لـ"نيويورك تايمز"، إن الحشود صوبت غضبها على الإعلاميين والصحافيين، بعدما طردتها الشرطة من مبنى الكابيتول، مضيفاً أنه شهد على مطاردة طاقم التلفزيون الإيطالي.

شهد المطاردة أيضاً مراسل قناة "دبليو آر سي-تي في" التابعة لشبكة "أن بي سي" في واشنطن، شومري ستون. وقال في تقرير إذاعي: "ما حصل كان اعتداءً على (التعديل الأول). لم أشهد أمراً مماثلاً من قبل".

وذكر تشيب ريد من شبكة "سي بي إس نيوز" أنه ارتدى ملابس واقية استخدمها آخر مرة أثناء تغطيته النزاعات في العراق وأفغانستان. وقال: "من المزعج للغاية أن تضطر إلى ارتداء خوذة وسترة واقية من الرصاص في أراضي مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة". وأضاف أنه عاش "لحظة مخيفة" يوم الأربعاء، حين قال له أحد المتظاهرين إن ضباط إنفاذ القانون لن يحموا الصحافيين.

وقالت مذيعة شبكة "أم إس أن بي سي"، ياسمين فوسويان، خلال بث مباشر من أمام مبنى الكابيتول، إنها وفريقها ارتدوا ملابس لا تحمل علامات "أم إس أن بي سي" أو "أن بي سي". وأوضحت: "كنا نعلم أنه قد تكون هناك ردة فعل وبعض العداء تجاهنا، لأن الرئيس، كما تعلمون جيداً، يتحدث باستمرار عن وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة، ويقول للناس ألا يثقوا بالإعلام".

وغردت زوين مورفي، وهي صحافية فيديو في صحيفة "واشنطن بوست"، أن الشرطة اعتقلتها وزميلتها، لتصويرهما احتجاجات خارج مبنى الكابيتول بعد الساعة 6 مساءً، وهو موعد حظر التجول. ولكن أفرج عنهما بسرعة.

أحداث يوم الأربعاء لم تردع ترامب وحلفاؤه الذين واصلوا تأجيج نيران الغضب من المؤسسات الإعلامية؛ أثناء ظهورها على قناة "فوكس نيوز"، وصفت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، سارة بالين، ما حصل الأربعاء بـ"الفوضى"، مضيفة أن "الكثير منها هو خطأ وسائل الإعلام".

وأكد المدير التنفيذي في "لجنة حماية الصحافيين" في بيان، الأربعاء، أن الصحافيين في العاصمة الأميركية واشنطن تعرضوا للترهيب. وقال: "يجب أن يكون الصحافيون والطواقم الإخبارية الذين يغطون هذه الأحداث ذات الأهمية القصوى للمصلحة العامة قادرين على القيام بذلك بحرية وأمان، بدعم وحماية من أجهزة إنفاذ القانون".

التهديدات والاعتداءات لم تقتصر على واشنطن، إذ أفادت قناة "سي تي في نيوز" الكندية أن مصوراً تابعاً لـ"هيئة الإذاعة الكندية" لُكم في وجهه أثناء تغطيته لتظاهرة صغيرة لمؤيدي ترامب في فانكوفر جنوبي غرب ولاية كولومبيا البريطانية.

وكتبت مراسلة صحيفة "ذي أولمبيان"، سارة غنتزلر، عبر "تويتر"، أنها وصحافياً آخر تعرضا للاعتداء خلال تظاهرة في أولمبيا، في ولاية واشنطن، من قبل رجل مسلح قال لهما إن وسائل الإعلام غير مرحب بها. وأضافت أنه رش مراسلين آخرين بالفلفل، وقال إنه سيقتلها وصحافيين آخرين "العام المقبل".

المساهمون