كيف يغير الذكاء الاصطناعي صناعة الموسيقى؟

كيف يغير الذكاء الاصطناعي صناعة الموسيقى؟

31 يناير 2023
تستفيد شركات التسجيلات من تقنية الذكاء الاصطناعي (لونغ وي/Getty)
+ الخط -

في سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت "غوغل" أنها طورت روبوتاً يمكنه تحويل النصوص إلى موسيقى، وهي إشارة أخرى إلى كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي هذه الصناعة.

وصمّم مطورو الذكاء الاصطناعي أدوات وبرامج يمكنها تأليف ألحان وكلمات لصنع أغنية بناءً على الأذواق الحديثة. ولا يساعد هذا الفنانين في كتابة الموسيقى فحسب، بل يزيد أيضاً من انتشارها، وفق ما أشار إليه موقع المجلس العالمي للتكنولوجيا

بالإضافة إلى ذلك، تستفيد شركات التسجيلات من تقنية الذكاء الاصطناعي لأنها تقلل من تكاليف الترخيص والجوانب القانونية.

بناء على ذلك، أثّر ظهور الأدوات الذكية بشكل غير مسبوق على صانعي الموسيقى والموزعين والمستمعين. 

"غوغل" يحول النص إلى موسيقى

في ورقة بحثية حديثة وصف باحثو "غوغل" نظام MusicLM بأنه نموذج يُولّد موسيقى عالية الدقة من أوصاف نصية.

ووفقاً للدراسة، يمكن للمستخدمين إدخال أوصاف مثل "أغنية جاز ساحرة مع عزف منفرد لساكسفون لا يُنسى ومغنٍ منفرد" أو "تكنو برلين من التسعينيات بصوت جهير منخفض وركلة قوية" والحصول على نتائج صوتية.

وتظهر الأمثلة التي نشرتها "غوغل" في قاعدة بيانات الأكواد غيتهاب، النتيجة الصوتية المقابلة للطلبات المكتوبة.

ويأتي ظهور MusicLM فيما طغى الذكاء الاصطناعي على صناعات عدة مثل الصحة والتعليم وأثّر على إدارة الأعمال بشكل لا يمكن إنكاره، فكيف يؤثر على صناعة الموسيقى؟ 

برامج وأدوات لإنشاء الموسيقى

بفضل خبراء وباحثي الذكاء الاصطناعي، بات الموسيقيون وشركات الإنتاج قادرين على دمج الذكاء الاصطناعي في الموسيقى.

على الرغم من أن فنانين كثيرين يدينون الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، يجادل آخرون بأن الذكاء الاصطناعي يعزز إبداعهم ويساعدهم في لحظات شح الأفكار. 

وتكتسب الموسيقى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي زخماً في الصناعة حيث يستخدم المنتجون بشكل متزايد برامج وأدوات الموسيقى. في ما يلي أمثلة عنها:

  • Magenta: يسمح للموسيقيين بإنشاء موسيقى جديدة عن طريق مسح النماذج الحالية. وإنتاج نغمات جديدة عبر أدوات مثل Drumfly وGroove.
  • AVIA: يولّد موسيقى ذات جودة تشبه جودة الإنسان مثل Magenta.
  • LANDR: يساعد المنتجين من خلال مطابقة عناصر إنتاج الأغنية مع باقي الألبوم.

على الرغم من أن النغمات التي يصنعها الذكاء الاصطناعي نادراً ما تكون أصيلة، يمكن للموسيقيين تعديل الألحان لإنتاج الأغاني الناجحة.

ويمكن لهذه البرامج تحليل الأصوات، ويمكن للعازفين إنشاء إيقاعات جديدة بناءً عليها.

منصات البث تستخدم الذكاء الاصطناعي

أبرز التغيرات التي شهدها استهلاك الموسيقى استحواذ منصات البث على المبيعات الفعلية. لدى "سبوتيفاي" أكثر من 365 مليون مستخدم نشط يعتمدون على المنصة لاكتشاف موسيقى جديدة. تعتمد "سبوتيفاي"، بدورها، على الذكاء الاصطناعي.

وتعمل التقنيات على تقييم أنماط الاستماع وخيارات الموسيقى لتنظيم قوائم تشغيل مخصصة لكل مشترك، وتصفي الأغاني والألبومات لتوزيعها على الجمهور المستهدف.

وتستخدم منصات بث وتوزيع الموسيقى الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات البحث وتحسين خدماتها وزيادة التخزين.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

الذكاء الاصطناعي يجعل الماسترينغ أرخص

تتطلب عملية الماسترينغ الموسيقي (إصلاح المشاكل الدقيقة في الأغنية) استوديو فيه معدات صوتية لحل مشاكل النطاق الطيفي وتوازن الصوت.

هذه المعدات باهظة الثمن، لكن بمساعدة الذكاء الاصطناعي يمكن للفنانين المستقلين استخدامها متخطين حاجز الميزانية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمبتدئين تعلم العزف على الآلات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي من دون الحاجة إلى مساعدة. ويعتبر الخبراء مثل هذه التطبيقات نعمة على الفنانين المتعثرين لأنهم يمتلكون حقوق العمل المنشور بنسبة مائة في المائة.هذا ويمكن للفنانين المستقلين تحويل الموسيقى إلى سمفونية بجودة الاستوديو في غرف نومهم، من دون دفع رواتب للمهندسين البشريين.

الذكاء الاصطناعي يزيد أرباح شركات التسجيلات

يمكن لشركات التسجيلات استكشاف وتحليل أذواق الجمهور مع زيادة عدد الأدوات التي يقويها الذكاء الاصطناعي.

وسهّلت التكنولوجيا التنبؤ بما إذا كانت أغنية معينة ستجذب المستمعين، وإذا كانت الإجابة بنعم، تستطيع إيصالها إلى الجمهور المستهدف بالضبط. ويساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على قراءة مطالبات الجمهور وإصدار الأغاني وفقاً لذلك.

ظهور فنانين مستقلين جدد

تظهر أكثر من 20 ألف أغنية جديدة على "سبوتيفاي" كل يوم، فكيف تكتشف شركات التسجيلات الفنانين الواعدين الجدد؟ بالطبع تقوم بمراجعة بيانات مواقع التواصل ومنصات البث.

وحتى أولئك الذين لم ينضموا إلى شركات تسجيلات، لا يزال بإمكانهم تأليف وإنتاج أغانيهم، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، من دون تكبّد مصاريف المهندسين، ثم نشرها في منصات البث نفسها التي يستخدمها المشاهير ويسمعها الملايين. 

المساهمون