كيف تفاعل السوريون مع طلاء تمثال "الأم الحورانية"؟

14 يوليو 2023
رواد المواقع اعتبروا طلاء التمثال "تشويهاً" (تويتر)
+ الخط -

أثار طلاء تمثال "رمز الأم الحورانية" في مدينة داعل في ريف درعا جنوبي سورية، من قبل بلدية المحافظة التابعة للنظام، قبل أيام، جدلاً واسعاً بين الناشطين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رافضين ما وصفوه بـ"تشويه رمزية المعلم التاريخي".

وأوضح الناشط الإعلامي في درعا، أبو محمد الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التمثال "لامرأة تلبس زي النساء الحورانيات القديم (الشرش والشنبر) ويمسك بطرف ثوبها طفل صغير".

وبحسب الناشط الإعلامي، يعود تشييد التمثال لعام 1983، وصممه الفنان شحادة أبازيد رمزاً لأم حورانية وقفت شامخة وحمت طفلها وضمته أثناء قصف إسرائيلي عام 1973 لمدينة داعل، والذي ذهب ضحيته أكثر من 100 شهيد، بينهم أطفال.

ورأى الحوراني أن طريقة طلائه أخيراً أفقدته جماله وهيبته، موضحاً أن بلدية داعل طلت التمثال باللون البرونزي بالدهان الزياتي اللماع، فضلاً عن تلوينه، ما أعطى إيحاء بأنه مثل الألعاب البلاستيكية التي تباع على البسطات.

من جهته، سخر الناشط محمد فوزي في منشور على "فيسبوك" من طريقة طلاء بلدية داعل، بالقول: "نرجو من بلدية فلورنسا في إيطاليا الاستعانة بخبرات بلدية داعل  للقيام بدهان تمثال داوود لمايكل أنجلو مع تلوين الشعر باللون الكستنائي أينما وجد! نسخة لفرع الحزب بروما لدهان تماثيل نافورة الأنهر الأربعة".

 

وأثار طلاء التمثال غضب الناشط محمد إبراهيم، الذي كتب: "تمثال رمز الأم الحورانية في بلدة داعل، والقائم على مفرق المدينة منذ عام 1973، تعرض للتحديث والتجديد بطلائه بالدهان البني من قبل مسؤولي البلدية فقتلوا روح النصب ورمزيته على مدار نصف قرن من الزمان!". وتمنى على "صاحب فكرة طلاء النصب لو توسع في استشارة ولو فنان واحد في المحافظة ليشرح له معنى ورمزية حفاظ التمثال على هيئته وشكله"، مضيفاً "حتى النصب التذكاري لم يسلم من غباء مسؤول أهوج!".

يشار إلى أن الفنان التشكيلي شحادة أبازيد، مصمم التمثال، المنحدر من درعا، توفي عام 2017، وترك إرثاً فنياً من لوحات ومنحوتات قيّمة، أبرزها تمثال "الأم" الذي نحته على صخرة بازلتية صلبة مجسداً عظمة المرأة الحورانية وشموخها وهي ترتدي الزي الحوراني الأصيل، وهو رمز لأم من عائلة العاسمي فقدت أربعة من أطفالها إثر قصف إسرائيلي على مدينة داعل، وتمسك بها طفلها الصغير باكياً لدى مشاهدته جميع إخوته غارقين في دمائهم، فما كان منها إلا أن ضمت طفلها الباكي من دون أن تذرف دمعة، فكانت لقطة خالدة ومثالاً "للمرأة الحورانية". 

المساهمون