كاميلا كابيو... عودة متردّدة إلى مدينة هافانا

22 مايو 2022
برّر بعضهم ضعف الإصدار بمسائل شخصية خاضتها كابيّو (دبرا إل. روثنبرغ / Getty)
+ الخط -

في العام الماضي، أصدرت كاميلا كابيّو، أغنية Don’t go yet، التي كانت أولى عينات ألبومها الذي صدر أخيراً؛ لتبشر هذه الأغنية بعمل حماسي ومثير، ترتقي فيه كابيّو خطوة جديدة في رحلتها للتربع على عرش موسيقى البوب اللاتينية. فهذه المكانة، يتنبأ بها لكابيّو كثير من النقاد والجماهير، الذين يربطون مستقبل موسيقى البوب اللاتينية بنجمة ميامي الأميركية، ذات الأصول الكوبية والمكسيكية المزدوجة. بدت كابيّو بأغنية Don’t go yet، وأنها تسير بخطى ثابتة نحو هذه المكانة، لكن عندما استكملت ألبومها الشهر الماضي، الذي حمل اسم Familia، كانت النتيجة مخيبة للآمال.

يضم "فاميليا" 12 أغنية، تفتتحه بقطعة موسيقية معزوفة على الترومبيت، وتختزل روح موسيقى البوب اللاتينية، بأقل من دقيقتين، لتتوالى بعدها أغانٍ تمتزج بها اللغتين الإنكليزية والإسبانية، ليعلو النسق تارةً، وينخفض في لحظات أخرى، في ألبوم تبدو فيه صاحبة أغنية "هافانا" تائهةً تماماً، عاجزة عن تركيب لوحة كاملة فيه، رغم اختيارها لتيمة العائلة عنواناً ومدخلاً لها، ورغم إتاحة بعض المساحات في الألبوم لحضور أفراد من عائلتها الحقيقية للمشاركة فيه، مثل ابنة عمها، كارو، التي لا تزال في الثامنة من عمرها.

لكن هذه الزخرفات لم تسعف كابيّو؛ إذ يبدو أنها فشلت بتكوين عمل فني متماسك، عندما اختارت أن تربط أغاني الألبوم بتيمة واحدة، على عكس ما حدث في أعمالها السابقة، التي بدت أكثر تناغماً واتساقاً بغياب التيمة الواحدة.

لا تحاول كابيّو أن تخلق مساراً مختلفاً في التيمة الجديدة التي تطرحها في الألبوم، فلا تزال معظم الأغاني تكرر ذات الطروحات السابقة لها؛ فهي تعود لتتحدث عن مدينة هافانا الكوبية التي ولدت بها في أغنية Celia، لكن العاطفة والشغف اللذين كانا موجودين في أغنية "هافانا"، يبدو أنّهما قد ضاعا. وفي أغاني Boys Don't Cry وLa Buena Vida، تتناول الحب بذات المنظور الطفولي الفكاهي، الذي كان يميزها بأغاني Liar  وSiniorita، لكن هذه الأغاني تفقد الروح التي تناسبها.

فعلياً، إنّ النقطة الأكثر قتامةً في الألبوم، تتعلق بالضعف الذي تبدو عليه كابيّو في الشراكات الفنية التي تعقدها مع الفنانين الآخرين فيه؛ إذ يشارك في الألبوم كل من إيد شيران في أغنية Bam Bam، وتشارك ويلو في أغنية Psychofreak، وتشارك ماريا باسيرا في أغنية Hasta Los Dientes، ويشارك يوتويل في أغنية Lola.

في جميع هذه الأغاني، تبدو كابيّو أنّها الحلقة الأضعف والأقل جودة بالأداء والحضور، لتنجح الأصوات الهامشية التي تعبّر بمقاطع محدودة بخطف الأضواء من صاحبة الألبوم، الذي لو لم يكن يحوي أغنية Don’t go yet، لكان خالياً من أي بصمة إيجابية؛ فالأغنية المنفردة الأولى، هي النقطة المضيئة الوحيدة، التي عجزت كابيّو عن الوصول إليها بكلّ ما تبعها.

وبالنسبة إلى الجمهور والنقاد المتحمسين للفنانة، فقد حاولوا تبرير الهبوط الحاد في مستواها ببعض المبررات العاطفية المرتبطة بحياة كابيّو الشخصية، من خلال الإضاءة على الفترة الصعبة التي عاشتها في الأشهر الأخيرة، وشهدت انفصالها عن النجم شون مينديز. هذه المبررات، وإن كانت تبرر اختفاء الحس الفكاهي الذي تتمتع به كابيو، والذي لا تزال آخر آثاره موجودة في Don’t go yet، وبأغنية Bam Bam بدرجة أقل؛ إلّا أنّه فعلياً لا يبرر إطلاقاً ضعف خيارات المغنية والتراجع الواضح بأدائها.

المساهمون