فنانون اسكتلنديون في بيان يدعو إلى مقاطعة الاحتلال: نقول لا

فنانون اسكتلنديون في بيان يدعو إلى مقاطعة الاحتلال: نقول لا

27 مارس 2024
من تظاهرة تضامنية في غلاسكو (جيف جي ميتشل / Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عشرات الفنانين والمثقفين الاسكتلنديين، بما في ذلك كاثرين جوزيف وجيمس كيلمان، أعلنوا مقاطعتهم لإسرائيل دعمًا لفلسطين واحتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية، مطالبين بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
- تأسست منظمة عمال الفن من أجل فلسطين ردًا على محاولات طرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، نظمت اعتصامات لفضح صمت المؤسسات الفنية عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
- الحكومة الاسكتلندية أظهرت دعمها لفلسطين، حيث طالب رئيس الوزراء الاسكتلندي بالاعتراف بدولة فلسطين ودعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معكسًا موقفًا إيجابيًا داعمًا للقضية الفلسطينية.

وقّع عشرات الفنانين والمثقفين الاسكتلنديين على بيان أعلنوا فيه مقاطعة إسرائيل ثقافياً، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار في فلسطين، وإطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى.
تعهد الفنانون الاسكتلنديون خلال بيانهم الذي أذاعوه في 22 مارس/آذار الحالي، بعدم المشاركة في أي أحداث فنية تدعمها شركات الأسلحة المتعاونة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو قبول أي تمويل من مؤسسة مرتبطة بحكومة إسرائيل، في ذلك في إطار حراك عالمي يدعو إلى مقاطعة الاحتلال فنياً وثقافياً.
وصف الموقعون على البيان مقاطعة إسرائيل، بأنها عمل من أعمال التضامن مع الشعب الفلسطيني و"إظهار المعارضة للمأساة الإنسانية التي خلقتها الهجمات الإسرائيلية الوحشية على غزة والعقاب الجماعي الذي يمارس ضد فلسطينيي القطاع".
من أبرز الشخصيات العامة التي وقّعت على البيان، الفائزة بجائزة الألبوم الاسكتلندي لهذا العام كاثرين جوزيف، والفنانة الفنلندية الإنكليزية هانا توليكي، والروائي حائز جائزة البوكر جيمس كيلمان (James Kelman).
ومن بينهم أيضاً، الموسيقيون يونغ فاذرز، وجيل أوسوليفان،  إليزا كارثي، وصانع الأفلام جورج فينلي رامزي، والمسرحي والممثل جيمي واردروب.
وصرح كيلمان: "ماذا يمكنني أن أفعل غير الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني؟ إن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل لا تنكر فقط حقهم في العيش، بل تتنكر لإنسانيتهم". وأضاف الكاتب الاسكتلندي: "إن دولة الاحتلال تقول للعالم أجمع إن الشعب الفلسطيني لا قيمة له، ويمكننا أن نفعل به ما نشاء، وهو ما تمثّله الإبادة الجماعية. وبهذا، تثبت السلطة الإمبريالية التي تحكم الشعوب الأصلية أنها صورة من أدنى صور الإنسانية". وفي ما يخص مسؤولية المملكة المتحدة عن العدوان على قطاع غزة، قال كيلمان: "فشلت الدولة البريطانية في التحرك لوضع حد للمذبحة، ومن ثم هي مذنبة سواء بالمساعدة أم بالتحريض على تلك الهمجية، ويجب على شعب بريطانيا أن يقول لا، وعلينا جميعاً أن نعرب عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني".
وجاء في البيان: "استجابة لدعوة المجتمع المدني الفلسطيني إلى مقاطعة ثقافية لإسرائيل، نتعهد برفض أي دعوة للأداء أو العرض في دولة الاحتلال، أو قبول أي تمويل من أي مؤسسة مرتبطة بالحكومة الإسرائيلية، أو المشاركة في الأحداث التي يمولها جيش الاحتلال، وشركات الأسلحة التي تدعم الحرب على فلسطين". وأكد الموقّعون أنه "باعتبارنا عاملين في مجال الثقافة والفن، نرفض السماح لدولة الفصل العنصري التي تتجاهل القانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان باستغلال فننا". وأضاف البيان: "إننا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، ونتضامن مع شعب غزة وفلسطين على أوسع نطاق، كذلك ندعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن والسجناء السياسيين".
يأتي هذا البيان الذي أطلقه الفنانون الاسكتلنديون تضامناً مع الفلسطينيين ضد حرب الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، نتيجة لجهود بذلها مبكراً عدد من المنظمات الاسكتلندية، في مقدمتها منظمة عمال الفن من أجل فلسطين (AWFPS).
تأسست AWFPS في مايو/أيار 2021، ردّاً على محاولات الاحتلال الإسرائيلي طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، واستجابة أيضاً للهجوم العنيف اللاحق على المسجد الأقصى. في ذلك الوقت كان الحديث عن فلسطين من المحرمات في الساحة الفنية والثقافية، لتحاول الحركة الاسكتلندية تغيير هذا الواقع.
ومع بدء العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت المنظمة بالاجتماع والتعبئة ممارسة أنشطتها على أوسع النطاق، جنباً إلى جنب مع منظمات أخرى مثل حملة التضامن الاسكتلندية مع فلسطين.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، نظمت AWFPS اعتصامات واحتجاجات في معرض الفن الحديث ومتحف فنون كيلفينغروف في غلاسكو والمعرض الوطني في إدنبره، بهدف فضح صمت المؤسسات الفنية عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
نجاح نشاط المجموعة وتأثيرها شجعاها على إنشاء فروع للمؤسسة في جميع أنحاء البلاد، بغرض مقاومة تواطؤ اسكتلندا والمملكة المتحدة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، ومواجهة ما وصفته الحركة بـ"التطورات المخيفة في قطاع الفنون والثقافة"، الذي بلغ حدّ فصل فنانين وكتّاب انتقدوا الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
كان أحد أبرز هذه الأحداث وأكثرها شهرة هو إقالة رئيس تحرير جريدة آرتفوروم، ديفيد فيلاسكو، بسبب توقيعه على رسالة مفتوحة تدعو إلى تحرير فلسطين.
هذه الممارسات لم تمنع مجتمع الفنون في اسكتلندا عن الاستمرار في تقديم الدعم لفلسطين، وجاء آخر الفعاليات التضامنية مهرجان بيت لحم الثقافي الذي أقيم في مدينة غلاسكو 9 مارس الحالي.
من خلال المهرجان الذي يُعنى بتقديم الأعمال الفنية المرتبطة ببيت لحم وفلسطين ومنطقة شرق المتوسط عامة، قدمت الدي جيه والمخرجة السينمائية الفلسطينية هبة سلامة رحلة موسيقية أبحرت فيها عبر تاريخ الموسيقى الفلسطينية، كما استضاف المهرجان عروضاً لفنانين فلسطينيين وعرب آخرين مثل الشاعرة الفسلطينية ندى الشوا، والدي جي اللبنانية هبة عبد الله.

سياسياً، كان للحكومة الاسكتلندية عضو الكومنولث البريطاني، مواقف إيجابية داعمة لفلسطين، خلال الفترة الأخيرة، إذ طالب رئيس الوزراء الاسكتلندي حمزة يوسف من الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطينية بجلسة للبرلمان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، منادياً بضرورة ممارسة ضغوط على المملكة المتحدة حتى تعدل سياستها تجاه هذه القضية.
إلى جانب ذلك، قدم الحزب الوطني الاسكتلندي مقترحاً للبرلمان البريطاني يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة و"وضع حد للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، وهي الجهود التي ما زالت الحكومة البريطانية المنحازة إلى دولة الاحتلال تتحايل لتبديدها.

المساهمون