فقراء العالم أكثر المهدَّدين بالفيضانات

فقراء العالم أكثر المهدَّدين بالفيضانات

11 يوليو 2022
تربط الدراسة الحالية بين مخاطر الفيضانات ومستويات الفقر (آصف حسن/ فرانس برس)
+ الخط -

حذرت دراسة جديدة من أن 1.81 مليار شخص قد يتعرضون لغمر أعماق أكبر من 0.15 متراً في حالة حدوث فيضان واحد من كل 100 عام. ويقيم معظمهم في جنوب وشرق آسيا، بالإضافة إلى البلدان النهرية في أفريقيا مثل مصر والسودان، حيث يواجه أكثر من 17 مليون إنسان خطر الفيضانات.

يعيش 780 مليون شخص من المعرضين للخطر على أقل من 5.50 دولارات في اليوم، وفقاً للدراسة التي نشرت في 28 يونيو/حزيران في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز. وجد المؤلفون أن 89 في المائة من أولئك الذين يواجهون خطر التعرض للفيضانات يقيمون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وخصوصًا البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمدن الساحلية للدول ذات الاقتصادات الضعيفة التي لن تكون قادرة على مواجهة تداعيات كارثة كهذه.

وفقاً للدراسة، يعيش 23 في المائة من سكان العالم في مناطق معرضة لارتفاع منسوب المياه بمقدار نصف قدم خلال الفيضانات التي تحدث مرة كل قرن، وهي نسبة أعلى بكثير من النسب المذكورة في الدراسات السابقة. بعبارة أخرى، بالنظر إلى عدد سكان العالم البالغ نحو 7.9 مليارات نسمة، فإن واحداً من كل أربعة من سكان العالم تقريباً معرض لمخاطر الفيضانات النهرية الكبيرة. والفيضانات النهرية أخطر من البحرية، لأنّ ضفاف الأنهار دوماً ما تكون مناطق مسكونة، وبالتالي، أي فيضان فيها سيؤدّي إلى موجات من اللجوء.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة وكبير الاقتصاديين للتنمية المستدامة في البنك الدولي، جون رينتشلر، إن إحدى المفاجآت الرئيسية من هذه الدراسة هي النطاق الواسع للمخاطر، إذ إن مخاطر الفيضانات متوقعة في البلدان كلها التي جرى تناولها في هذه الدراسة، والبالغ عددها 188 بلداً. ويضيف رينتشلر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن احتماليات حدوث فيضانات طويلة الأمد والتأثير تقدر بنسبة 22 في المائة للحدوث في فترة 25 عاماً، وفرصة بنسبة 51 في المائة للحدوث في غضون 70 عاماً، "لكنه أكثر تكرارا مما قد يوحي به مصطلح فيضان الـ100 عام"، لأن احتمالات الحدوث تتراكم بمرور الوقت.

وفقاً للدراسة، فإن الغالبية العظمى من الأشخاص المعرضين للفيضانات (89 في المائة) تعيش في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، عادة في جنوب وشرق آسيا وأفريقيا. وفي حين يواجه 193 مليون شخص مخاطر الفيضانات في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل الولايات المتحدة، يعيش عدد أكبر بكثير (نحو 1.61 مليار شخص)، في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة إنه غالباً ما يفتقر الفقراء إلى الموارد اللازمة للتعافي السريع، ما يعني أنهم قد يتعرضون لخطر الآثار المدمرة طويلة الأجل على سبل عيشهم.

يعيش 1.24 مليار شخص يواجهون مخاطر الفيضانات في جنوب وشرق آسيا. تتحمل الصين والهند وحدهما ثلث عبء مخاطر الفيضانات العالمية، حيث يتعرض 395 مليون شخص في الصين و390 مليوناً في الهند لمخاطر الفيضانات النهرية. يواجه الأشخاص الذين يعيشون في مناطق معينة، مثل روافد الأنهار الرئيسية، مخاطر أكبر للفيضانات. ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين يعيشون في منطقة دكا في بنغلادش معرضون لخطر الفيضانات، بسبب موقعهم عند تقاطع نهري الغانغ وبراهمابوترا.

تربط الدراسة الحالية بين مخاطر الفيضانات ومستويات الفقر في أكثر من 180 دولة. يحسب الباحثون النسبة المئوية للأشخاص الذين يواجهون مخاطر الفيضانات عند ثلاثة مستويات مختلفة من الفقر: الذين يعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم، والذين يعيشون على أقل من 3.20 دولارات في اليوم، والذين يعيشون على أقل من 5.50 دولارات في اليوم.

يمثل الفقر مؤشراً حاسماً على ضعف الناس أمام الصدمات المناخية، مثل الفيضانات. لذلك، أشار المؤلفون إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر وتحت مخاطر الفيضانات الشديدة أعلى بكثير من ما كان يعتقد سابقاً. يتعرض 780 مليون شخص يعيشون على أقل من 5.50 دولارات في اليوم لمخاطر الفيضانات. أولئك الذين يعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء معرضون للخطر بشكل خاص. من بين 170 مليون شخص يواجهون مخاطر الفيضانات ويعيشون في فقر مدقع بأقل من 1.90 دولار في اليوم، يعيش 44 في المائة في أفريقيا جنوب الصحراء.

دلالات

المساهمون