غضب في الوسط الفني المصري بعد فرض رسوم على التصوير الخارجي

غضب في الوسط الفني المصري بعد فرض رسوم على التصوير الخارجي

25 اغسطس 2021
رسوم على التصوير الخارجي سترفع ميزانيات الأفلام بالملايين (طارق وجيه/فرانس برس)
+ الخط -

انتابت حالة من الغضب العاملين في الوسط الفني المصري، بعد قرار محافظة القاهرة فرض رسوم على التصوير الخارجي. 

وقالت المحافظة، في بيان لها، يوم أمس الثلاثاء: "هذه الرسوم تأتي في إطار حرص المحافظة على تحصيل مستحقاتها من تصوير الإعلانات والمشاهد السينمائية، في شوارع وأبنية وأنفاق وكراجات المحافظة". وطالبت بتحصيل رسوم بواقع 15 ألف جنيه في الساعة مقابل التصوير، وبواقع 100 ألف جنيه لليوم الكامل (الدولار = 15.7 جنيهاً). وأضافت أنّ "من المقرر استخراج تصديق التصوير وتحصيل المبالغ، بالمحافظة من خلال الإدارة العامة للعلاقات العامة".

على الأثر، قررت نقابة المهن السينمائية في مصر، برئاسة نقيبها المخرج مسعد فودة، عقد اجتماع طارئ، اليوم الأربعاء، لبحث قرار المحافظة بزيادة رسوم التصوير للأفلام السينمائية والإعلانات، بشكل مبالغ فيه. واعتبر فودة في تصريحات لـ "العربي الجديد" أن زيادة رسوم التصوير ما هي إلا انتهاك لصناعة السينما، مشدداً على أن التصوير الخارجي يعد دعاية سياحية لمصر، خاصة أن الكثير من الأفلام المصرية تطوف المهرجانات العربية والدولية.

كما قررت غرفة صناعة السينما أيضاً عقد اجتماع عاجل اليوم الأربعاء لبحث القرار الذي وصفه المخرج شريف مندور عضو الغرفة بـ "غير المدروس والهزلي". وأوضح شريف لـ"العربي الجديد"، أنه لا بد من التحرك بشكل عاجل والربط بين قرار الدولة بدعم الفن، بالقرارات الفردية التي تُتَّخَذ عبثاً.

ووصف نقيب الممثلين أشرف زكي، عبر فضائية "صدى البلد"، من خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "على مسؤوليتي"، للإعلامي أحمد موسى، قرار محافظة القاهرة بـ"الصدمة الكبيرة"، ولا سيما أنّه يأتي بعد يوم واحد من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم الدعم للفن. وتابع: "أيام العشوائيات كنا بنصور، دلوقتي يحصل كده بعد ما الرئيس خلّى مصر جنة.. إحنا عرفنا مطار القاهرة من خلال الأفلام القديمة". 

وتداولت الصحف المصرية مداخلة إبراهيم أبو ذكري، رئيس اتحاد المنتجين العرب، في برنامج "حضرة المواطن"، عبر شاشة "الحدث اليوم"، حيث قال: "الرئيس السيسي بيشتغل بإيده وسنانه ويتكلم عن الفن ودور الفن، وتاني يوم يطلع واحد يسير في اتجاه معاكس". وعلّق على القرار، واصفاً إياه بأنه "جريمة"، وأشار إلى أنّ هذه الخطوة ستؤدي إلى تصوير الأعمال الفنية خارج مصر، وهو ما بدأ بالفعل خلال الفترة الماضية". 

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وعلّق المخرج شريف البنداري، في تغريدات له على "تويتر"، أمس الثلاثاء: ‏"الخبر ده لو حقيقي تبقى كارثة.. تخيل حضرتك فيلم بميزانية صغيرة، بيحصل كله في شوارع القاهرة لمدة 15 أو20 يوم تصوير، مخرجه بيشتغل عليه بقاله سنين، فجأة ميزانية الفيلم زادت 2 مليون جنيه، اللي هما تقريباً قد ميزانية الفيلم كله، لمجرد الحصول على تصريح تصوير في الشارع اللي هو ملك للجميع!!". 

وأضاف: ‏"وللعلم، أغلب الأفلام المصرية اللي مثلت مصر في مهرجانات مهمة، وأخدت جوايز كبيرة في آخر عشر سنين، أفلام بميزانيات صغيرة لا تتحمل ميزانيتها رسوم من النوع ده، ولو الرسوم دي كانت موجودة ماكانتش الأفلام دي اتعملت!! غريبة إن قرار زي ده بيطلع في تاني يوم، تأكيد سيادة الرئيس على دور الفن وأهميته!". 

وغرّد الروائي إبراهيم عبد المجيد: ‏"كارثة فرض تسعيرة على تصوير الأفلام أو المسلسلات في الشوارع، حايبقى تاثيرها كمان زفت على الأفلام التسجيلية، اللي هي أصلاً ميزانيتها يادوبك أجور العاملين فيها. يعني هاتنتهي الأفلام اللي عن حياة أي كاتب، أو فنان أو أي مشهور وعن الأماكن اللي عاش فيها. بح توثيق".

وعبر حسابه على موقع "فيسبوك"، كتب المنتج المنفذ محمد عادل: "يعني اللي عنده 20 يوم تصوير خارجي، شوارع في مسلسل مثلاً يدفع 2 مليون جنيه رسوم بس! غير ميزانية اليوم نفسه سواء معدات أو كرو أو ممثلين؟ مش هانصور خارجي ولا هاندفع الأرقام دي هانصور في استوديوهات". 

وعن ملمح آخر، جاءت مشاركة الكاتب والمخرج شريف نجيب: ‏"بقالنا سنين بنطالب بتسهيل تصوير الأعمال الأجنبية في مصر، وجذب العملة الصعبة للبلد، ليأتي قرار رفع رسوم التصوير في شوارع القاهرة، لأرقام ستطرد الأعمال المصرية نفسها للخارج. من نيازي مصطفى لكمال الشيخ لمحمد خان لغيرهم، توثيق سينمائي ممتد لشوارع القاهرة بينحكم عليه ينقطع بجرة قلم".

ومرفقاً صورة من القرار، كتب عمار علي حسن: ‏"يكاد محافظ القاهرة يبيع لنا الهواء ونور الشمس وحرارتها". 

المساهمون