غزة تعيش أطول انقطاع للاتصالات والإنترنت منذ بداية العدوان

غزة تعيش أطول انقطاع للاتصالات والإنترنت منذ بداية العدوان

17 يناير 2024
كانت الانقطاعات تتراوح ما بين يوم و5 أيام (Getty)
+ الخط -

دخل انقطاع الاتصالات في قطاع غزة يومه السادس اليوم الأربعاء، وهو الأطول بشكل متواصل منذ بدء العدوان على غزة، بحسب ما أفاد به موقع "نت بلوكس" الذي يرصد شبكات الاتصالات في العالم.

وتعطّلت خدمات الإنترنت في قطاع غزة أكثر من مرة منذ بدء حرب الإبادة على الفلسطينيين التي دخلت شهرها الرابع.

وأفاد المرصد، في بيان على منصة إكس، بأن "الانقطاع الذي يدخل الآن يومه السادس هو أطول انقطاع متواصل للاتصالات على الإطلاق" منذ بدء العدوان.

وذكّرت شركة الاتصالات والإنترنت الفلسطينية "بالتل" بأن انقطاع الاتصالات سببه "القصف العنيف" الإسرائيلي على القطاع. ويعاني القطاع أيضاً من انقطاع تام في التيار الكهربائي ونقص فادح في الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.

وأعلنت شركات الاتصالات الفلسطينية وعدد كبير من السكان، الجمعة، عن توقف شبكات الاتصالات الخلوية والإنترنت، نتيجة لتداعيات العدوان على البنية التحتية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على غزة، حيث قطع الاتصالات مرات عدة، كانت بدايتها في أكتوبر/تشرين الأول ثم توالت عمليات القطع والتي كانت تتراوح ما بين يوم و5 أيام في بعض الأحيان.

وانعكس انقطاع الاتصالات بالسلب على كافة تفاصيل الحياة في غزة، خاصة ما يتعلق بالخدمات التي تقدمها المؤسسات الأممية، إلى جانب التداعيات المترتبة على عمل الطواقم الطبية، خصوصاً سيارات الإسعاف.

ويلجأ الفلسطينيون للاعتماد على الشرائح الإلكترونية التي تستند إلى الشبكات الإسرائيلية أو المصرية في المناطق القريبة من جنوب القطاع للتغلب على انقطاع الإنترنت.

كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول في شركة الاتصالات الفلسطينية بالتل، مأمون فارس، قوله إن معظم وصلات الألياف الداخلية المربوطة بالمفاتيح وخزائن الشوارع "تالفة وتحتاج إلى إصلاح".

كما لحقت أضرار بأبراج الهواتف المحمولة. وشرح فارس: "لدينا أكثر من 550 برجاً داخل غزة. معظمها تعرض إلى أضرار جزئية أو كلية". وقال لـ"واشنطن بوست" إن ما يضاعف المشكلة، هو نزوح أكثر من 1.8 مليون شخص داخل القطاع. وقد أدت الهجرة من شمال ووسط غزة إلى الجنوب إلى إرهاق قدرة الشبكة هناك. وأضاف: "إذا زادت الزيارات بنسبة 15 إلى 20 في المائة، فلا بأس". ولكن مع توجّه الكثير من الناس إلى الجنوب، "فجأة فقدت شبكتنا أكثر من 50 إلى 60 في المائة من طاقتها بسبب الأضرار، وأصبح عدد مليون شخص (في الجنوب) مليوني شخص".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت شركات الاتصالات الفلسطينية أن نقص الوقود جعلها غير قادرة على مواصلة الخدمة. وقال وزير الاتصالات الفلسطينية، إسحق سدر، إن شركة الاتصالات الفلسطينية تحتاج إلى 14500 لتر من الوقود يومياً، بالإضافة إلى وقود التخزين "لتفادي هذه الكارثة مرة أخرى".

خلال فترة الهدنة المؤقتة في نوفمبر، أجرت "بالتل" إصلاحات وأعادت بعض الخدمات، ولكن "منذ ذلك الحين، سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ"، كما أكد مأمون فارس. ولفت إلى أن معظم الإصلاحات تجري "تحت النار"، حيث عمل الموظفون و"إطلاق النار من حولهم" و"دبابات تضايقهم من حين لآخر".

واستشهد 13 موظفاً لدى "بالتل" منذ بداية العدوان. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، عبد المجيد ملحم، إن العمّال "مستهدفون" من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال فارس إن "بالتل" لا تحقق أرباحاً في قطاع غزة، وتقدم دقائق مجانية لضمان بقاء الأشخاص على تواصل والاتصال بالخدمات الإنسانية، بينما تدفع مقابل إصلاح الأضرار. وأضاف: "نريد فقط التأكد من استمرار شبكتنا في العمل حتى يتمكن الناس من إجراء كل هذه المكالمات المنقذة للحياة. هذا هو الوضع في ظل الحرب".

المساهمون