سرقة أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان

27 فبراير 2023
أعلن وزير الإعلام زياد مكاري الخبر عبر منصات التواصل الاجتماعي (تويتر)
+ الخط -

تعرّض أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان لسرقة الخادم (Server)، الذي يضمّ صور كل المناسبات منذ سنة 1961، بالإضافة إلى سرقة 5 أجهزة كومبيوتر من غرفة الأرشيف، بحسب ما أعلنه وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري.

وأشار مكاري، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، إلى أنّ الموظفين فوجئوا صباح اليوم الاثنين بأنّ باب الغرفة كان مفتوحاً بالكسر والخلع والمحتويات مسروقة، لافتاً إلى أنّنا "اتصلنا فوراً بالقضاء المختصّ وبالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وبوشرت التحقيقات والتحريات".

وأكد وزير الاعلام اللبناني أنّنا "لن نألوا جهداً في مساعدة المعنيين لكشف الحقيقة كاملة حتى ينال الفاعل عقابه، لأن ما حصل يشكّل جريمة بحجم وطن".

ولفت مكاري في اتصال مع "العربي الجديد" إلى أنّ القوى الأمنية تحقق في الحادثة، وسيكون التحقيق موسّعاً وجدياً وبإشرافه ومتابعته شخصياً.

وأوضح وزير الإعلام اللبناني أنّ "السرقة طاولت بشكل أساسي الصور القديمة، و5 أجهزة كومبيوتر، والخسائر أخفّ وأقلّ ممّا توقعت لحظة معاينتي لما حصل، لكن للأسف، هناك موظفون عملوا سنوات طويلة ووضعوا جهداً كبيراً من أجل رقمنة الصور الخاصة بالأرشيف وحفظها على السيرفر، وقد سرق اليوم تعبهم كله أيضاً".

وفي إبريل/ نيسان 2022، وقع مكاري مع السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو، وممثل المعهد الوطني للمرئي والمسموع في فرنسا أوليفييه بورشور، والمديرة العامة لتلفزيون لبنان فيفيان لبس، اتفاقية تعاون لحفظ أرشيف تلفزيون لبنان والإذاعة اللبنانية والدراسات والمنشورات اللبنانية والوكالة الوطنية للإعلام ورقمنته وتقييمه، في خطوة اعتبر وزير الاعلام اللبناني أنها تساهم في إعادة ترميم الذاكرة الجماعية اللبنانية.

وأكّد مكاري، لـ"العربي الجديد"، أن الاتفاقية مستمرة، والعمل بها قائم ولكن لم يصل بعد إلى الوكالة الوطنية للإعلام، علماً أن الموظفين في الوكالة كانوا قد بدأوا برقمنة الصور الخاصة بالأرشيف قبل الاتفاقية.

من جهتها، علّقت لور سليمان، المديرة السابقة للوكالة الوطنية للإعلام، على ما حصل، مشيرةً إلى أن الأرشيف هذا جرى جمعه من بين الركام في العام 2009.

وروت سليمان أنها عندما عُيِّنت مديرة لـ"الوطنية للأعلام"، وبينما كانت تتفقد الغرف التابعة للوكالة، وجدت صوراً سلبية مرمية في غرفة وضعت فيها أكوام من الأغراض للتلف، وقد دخلت إليها على ضوء الهاتف المحمول، لأنها كانت مظلمة تأكلها الرطوبة والجرذان، عندها، طلبت إقفال هذه الغرفة ومنعت دخول أي شخص ريثما تتدبر أمرها، وطلبت من بلدية بيروت وضع سم قاتل للجرذان من دون أن تتم أذية الصور السلبية".

وأضافت: "بعد 3 أشهر، دق بابي زميل إعلامي، وسألني عمّا إذا كنت أستطيع استقبال طلاب من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية لإجراء تدريب في قسم الأرشيف، فأبلغته بأنّه ليس لدينا أرشيف بعد، ولكن لدينا صورٌ قديمة تجب أرشفتها"، مضيفة: "بالتعاون مع الطلبة، بدأنا العمل في الأرشيف بنشاط، فجمعنا الصور السلبية من تحت الركام ليتبين أنّه لدينا مليونان ومئتا ألف صورة نيغاتيف".

وأشارت إلى أنه "في العام 2011، أعددت كتاباً من عينة من صور الوكالة لمناسبة اليوبيل الخمسين، لنشتري بعدها آلات سكانر لتحويل النيغاتيف إلى صور".

المساهمون