دراسة: رياح الشمس قد تكون مصدراً للمياه على الأرض

دراسة: رياح الشمس قد تكون مصدراً للمياه على الأرض

02 ديسمبر 2021
تتكون الرياح الشمسية من أيونات الهيدروجين (جيراردو فييرا/Getty)
+ الخط -

قال باحثون إنّ الشمس قد تكون مصدراً محتملاً للمياه على الأرض، عن طريق الرياح الشمسية المكونة من جزيئات مشحونة من الشمس، ومكوّنة إلى حد كبير من أيونات الهيدروجين، نقلت الماء على سطح حبيبات الغبار المحمولة على الكويكبات التي اصطدمت بالأرض خلال الأيام الأولى للنظام الشمسي.
ووفق دراسة جديدة نشرت يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة Nature Astronomy، قادها علماء في جامعة غلاسكو، وشارك فيها باحثون من مركز كيرتن لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، فإنّ الأرض غنية بالمياه مقارنة بالكواكب الصخرية الأخرى في النظام الشمسي، حيث تغطي المحيطات أكثر من 70 في المائة من سطحها، وقد احتار العلماء منذ فترة طويلة بشأن المصدر الدقيق لكل ذلك.
وجدت الدراسات، التي أجريت على النيازك، أنّها غنية بالمياه بشكل مدهش، ما يشير إلى أنّه في وقت مبكر من تاريخ كوكبنا، قبل حوالي 4.6 مليارات سنة، كانت الكويكبات القادمة من الفضاء قد وفرت المياه، وسمحت للأرض بأن تصبح الكوكب الوحيد الصالح لسكن الإنسان في المجموعة الشمسية.

مع ذلك، فإنّ تكوين الماء في النيازك لا يتطابق تماماً مع تكوين الأرض، إذ تحتوي المياه الناتجة من النيازك على المزيد من الديوتيريوم، وهو شكل أثقل من الهيدروجين، ما يشير إلى أنّه لا بد من وجود مصدر آخر للمياه على كوكبنا.
في الدراسة الجديدة، قال لوك دالي، المحاضر في كلية الجغرافيا وعلوم الأرض في جامعة غلاسكو البريطانية، والمؤلف الرئيسي في الدراسة، إنّه وفريقه تمكنوا من كشف غموض هذه القضية. فمن خلال دراسة قياس خزان جديد من الماء في السطح القريب من الحبيبات الصغيرة من الكويكب "إيتوكاوا" التي أعادتها مهمة "هايابوسا" التابعة لوكالة الفضاء اليابانية، باستخدام تقنية جديدة تسمى التصوير المقطعي لمسبار الذرة، وجد الباحثون دليلاً على أنّ الكويكب تعرض للإشعاع بواسطة جزيئات عالقة في الرياح الشمسية، ما أدى إلى تحويل كمية صغيرة من كل حبة غبار إلى ماء.
وأضاف دالي في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ نتيجة الفحص أثبتت إمكانية الحصول على 20 لتراً من الماء، في مقابل كلّ متر مكعب من حبيبات النيزك.

النتائج أثبتت أنّ هذه مياهاً تم إنتاجها بواسطة أيونات الهيدروجين في الرياح الشمسية

تتكون الرياح الشمسية من أيونات الهيدروجين المنبعثة من الشمس، التي تتحد مع ذرات الأكسجين في صخور الكويكب لإنتاج الماء. أظهرت الأبحاث السابقة، أن كويكبات مثل إيتوكاوا، يمكن أن تحتوي على الكثير من الماء. ويعتقد العلماء أنّ النظام الشمسي كان غزيراً بالغبار في مراحله الأولى، لذا كان من الممكن أن يتحول بعض منه إلى ماء بفعل الرياح الشمسية، قبل أن يتدفق على سطح الأرض بعد تكوينه.
وأوضح المؤلف الرئيسي، أنّ النتائج أثبتت أنّ هذه المياه تم إنتاجها بواسطة أيونات الهيدروجين في الرياح الشمسية، ما أدى إلى تشبع هذه الجسيمات عندما كانت تستقر على سطح النيزك منتجة حبيبات غنية بالماء نسبيا. ويأمل دالي في استخدام نفس الطريقة المستخدمة في الدراسة الحالية لدراسة الحبيبات الناتجة من كويكب "روجو" الذي أعادته مهمة "هايابوسا" 2 في عام 2020 للبحث عن تأثيرات مماثلة.

وأضاف دالي: "يمكن أن تكون للنتائج آثار على استكشاف الفضاء أيضاً، إذ سيكون لكلّ سطح صخري حبيبات صغيرة تعرضت للإشعاع بفعل الرياح الشمسية. وإذا أردنا إنشاء مرافق دائمة لسكن الإنسان في عوالم أخرى، يمكننا النظر إلى الغبار على أنه وسيلة لإنتاج المياه".

المساهمون