جيمس ويب يرصد أقدم مجرة "ميتة" معروفة

جيمس ويب يرصد أقدم مجرة "ميتة" معروفة

06 مارس 2024
توقف تكوين النجوم في المجرة قبل نحو 13.1 مليار سنة (Getty)
+ الخط -

رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي مجرة "ميتة" عندما كان عمر الكون 5 في المائة فقط من عمره الحالي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.

وقال العلماء اليوم الأربعاء إن "جيمس ويب" رَصَد مجرة توقف فيها تكوين النجوم بالفعل قبل نحو 13.1 مليار سنة، أي بعد 700 مليون سنة من الانفجار الكبير الذي أدى إلى نشوء الكون.

جيمس ويب يكتشف الأقدم

واكتُشفت مجرات ميتة عدة على مرّ السنين، لكن هذه المجرة هي الأقدم بحوالى 500 مليون سنة.

ويستطيع "جيمس ويب"، التابع لـ"ناسا"، النظر إلى مسافات أكبر، وبالتالي أبعد في الزمن، من سلفه تلسكوب هابل الفضائي.

في بعض النواحي، تشبه هذه المجرة ممثل هوليوود الراحل، جيمس دين، المشهور بقصة حياته "عش سريعاً، مت شاباً".

وقال عالم الفيزياء الفلكية بمعهد كافلي لعلم الكونيات بجامعة كامبريدج، توبياس لوزر، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يبدو أن المجرة عاشت بسرعة وبشكل مكثف، ثم توقفت عن تكوين النجوم بسرعة كبيرة".

وأضاف لوزر: "في مئات الملايين من السنين الأولى من تاريخه، كان الكون عنيفاً ونشطاً، مع وجود الكثير من الغاز حوله لتغذية تكوين النجوم في المجرات. وهذا يجعل هذا الاكتشاف محيراً ومثيراً للاهتمام بشكل خاص".

هذه المجرة صغيرة نسبياً، ربما كانت تحتوي على 100 مليون إلى مليار نجم. وهذا من شأنه أن يضعها في جوار كتلة المجرة القزمة سحابة ماجلان الصغيرة الواقعة بالقرب من مجرتنا درب التبانة، على الرغم من أن السحابة لا تزال تشكل نجوماً جديدة.

كيف تموت المجرات؟

بعد أن تتوقف المجرة عن تكوين نجوم جديدة، تصبح أشبه بمقبرة النجوم. يقول المؤلف المشارك في الدراسة، التي نشرت في مجلة نيتشر، فرانشيسكو ديوجينيو، إنه "بمجرد انتهاء تكوين النجوم، تموت النجوم الموجودة ولا تُستَبدَل. ويحدث هذا بطريقة هرمية، بترتيب الوزن النجمي، لأن النجوم الأكثر ضخامة هي الأكثر سخونة والأكثر سطوعاً، ونتيجة لذلك، يكون لها عمر أقصر".

ويضيف ديوجينيو: "مع موت النجوم الأكثر سخونة، يتغير لون المجرة من الأزرق، لون النجوم الساخنة، إلى الأصفر إلى الأحمر، لون النجوم الأقل كتلة".

ويوضح أن "النجوم التي تعادل كتلة الشمس تعيش حوالى 10 مليارات سنة. وإذا توقفت هذه المجرة عن تكوين النجوم في الوقت الذي رصدناها فيها، لن تبقى فيها نجوم شبيهة بالشمس اليوم. ومع ذلك، فإن النجوم الأقل كتلة بكثير من الشمس يمكن أن تعيش لتريليونات السنين. لذا، فإنها ستستمر في التألق لفترة طويلة بعد توقّف تشكّل النجوم".

وتوصل الباحثون إلى أن هذه المجرة شهدت موجة من تشكل النجوم امتدت من 30 إلى 90 مليون سنة، ثم توقفت فجأة. وهم يحاولون معرفة السبب.

وقالوا إن ذلك قد يكون بسبب عمل ثقب أسود هائل في مركز المجرة أو ظاهرة تسمى "الارتجاع"، أي انفجارات الطاقة من النجوم المتكونة حديثاً، التي دفعت الغاز اللازم إلى تشكيل نجوم جديدة خارج المجرة.

المساهمون