"توليدو - فلسطين للأفلام"... دورة أولى تحمل اسم غزة

"توليدو - فلسطين للأفلام"... دورة أولى تحمل اسم غزة

08 ابريل 2024
من تظاهرة تضامنية في أوهايو تعود إلى عام 2021 (ستيفن زِنر/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أمجد دوماني أطلق مهرجان "توليدو - فلسطين للأفلام: غزة" في أوهايو، يعرض أكثر من 15 فيلماً حول القضية الفلسطينية من 9 مارس إلى 13 إبريل، مع جلسات أسئلة وأجوبة للجمهور.
- المهرجان يهدف لتعريف الجمهور الأمريكي بالتاريخ الفلسطيني وتحدي الرواية الصهيونية، مع عرض أفلام مثل "الطنطورة" و"خمس كاميرات مكسورة" و"ملح هذا البحر".
- يستضيف المهرجان حملة تبرعات لغزة ومتحدثين بارزين لنقاش القضية الفلسطينية، مشجعاً الناس على النشاط لتغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وفهم جذور الصراع.

استطاع رئيس حركة التغيير الديمقراطي، أمجد دوماني، تحقيق حلمه الذي راوده منذ 20 عاماً، بتأسيس مهرجان للفيلم الفلسطيني في المدينة التي يقطن فيها؛ توليدو بولاية أوهايو الأميركية، لتنطلق فعاليات المهرجان في نسخته الأولى 9 مارس/آذار الماضي، ومن المقرر أن تمتد حتى 13 إبريل/نيسان الحالي.
يعرض مهرجان "توليدو - فلسطين للأفلام: غزة" (Toledo Palestine Film Festival: Gaza) أكثر من 15 فيلماً، بينما تتوزع صالات عرضه في جميع أنحاء شمال غرب أوهايو، حيث يستطيع الجمهور الدخول لمشاهدة الأفلام في حرم جامعتي توليدو وبولينغ غرين ستيت، ومركز فريدريك دوغلاس للفنون، ومكتبة مقاطعة توليدو لوكاس العامة، ويلي كل عرض جلسة أسئلة وأجوبة عن القضية الفلسطينية.
يقول مؤسس المهرجان، المنتج الموسيقي أمجد دوماني إن "السبب وراء قيامنا بذلك هو أن الجمهور، ليس في توليدو فحسب، لكن في الولايات المتحدة بصفة عامة، لا يعرف ما يكفي عن التاريخ الفعلي لفلسطين، والقصة الحقيقية وراء الصراع وما يجري هناك".
وأوضح دوماني: "هذا ليس بالضرورة بسبب خطأ من جانبهم، لكن لأن وسائل الإعلام الرئيسية تنقل طوال الوقت الرواية الصهيونية، وبذلك تحجب بصورة متعمدة الرواية الفلسطينية". 
وأضاف: "نعتقد أنه من اللازم أن تسرد روايات أخرى وتتاح للناس حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما يجري، وهذا مهم لأن أموال الضرائب الأميركية هي التي تزود إسرائيل بالأسلحة، وهي التي تسمح لها بارتكاب هذه الإبادة الجماعية".
بدأ المهرجان بعرض فيلم "الطنطورة" الإسرائيلي، الذي يوثق مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال ضد فلسطينيي قرية الطنطورة الفلسطينية عام 1948. عرض الفيلم للمرة الأولى في عام 2022، وحظي بضجة كبيرة؛ نظراً إلى توثيقه المجزرة من واقع الأوراق الرسمية الإسرائيلية وشهادات عدد ممن شارك في عمليات القتل. 
من بين الأعمال التي يقدمها المهرجان أيضاً إلى جمهوره، فيلم "خمس كاميرات مكسورة" الذي يحكي قصة المقاومة السلمية لفلسطينيي قرية بلعين الواقعة في الضفة الغربية ضد جدار الفصل العنصري، إثر قرار بنائه وفصل المزارعين عن جزء كبير من أراضيهم.
يعرض المهرجان كذلك فيلما روائيا فلسطينيا، هو "ملح هذا البحر"، وتدور أحداثه حول عودة فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية إلى بلدها، للحصول على ميراث الجد الموجود في البنك البريطاني قبل وقوع النكبة، لتواجه منذ وصولها إلى المطار مضايقات عديدة، رغم حملها جواز السفر الأميركي، وذلك بسبب ملامحها العربية واسمها الفلسطيني.
إلى جانب تلك الأفلام التي تستعرض ملامح من معاناة الشعب الفلسطيني، يعرض المهرجان السينمائي الفيلم الوثائقي "كيف واصل سابا الغناء؟" (How Saba Kept Singing)، ويحكي رحلة ناجٍ من معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز، وكيف حافظت موهبته في الغناء على حياته طول فترة اعتقاله، مدة ثلاث سنوات.

ومن إنتاج قناة الجزيرة، يشاهد الجمهور فيلماً وثائقياً بعنوان "احتلال العقل الأمريكي"؛ إذ يظهر كيف استطاع الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على العقل الأميركي من خلال حرب معلوماتية زيفت حقيقة النضال العربي ضد الاحتلال.
وعن الرؤية وراء اختيار هذه الأفلام لعرضها، قالت آن روثاس، إحدى منظمات المهرجان: "ستعمل الأفلام على تشجيع الناس على أن يصبحوا ناشطين في الحركة المتنامية لتغيير سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، من دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي إلى سياسة تركز على السلام الحقيقي والعدالة".
في حين صرح ضيف المهرجان، جوزيف ديمار رئيس حزب الخُضر في مقاطعة وود، الذي أهدى فيلمين للمهرجان: "في خضم الحرب الأخيرة في فلسطين، من الضروري أن نفهم، نحن الأمريكيين، جذور هذا الصراع، فلم تكن الهجمات التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي هي بداية هذا الصراع، مع ذلك فإن حزب الخضر لا يرى أن العنف هو الحل للأزمة الحالية". 

وعن سبب اهتمامه بالمهرجان السينمائي، قال ديمار: "يتطلب اللاعنف، المبدأ الذي ينتهجه حزب الخضر في حل النزاعات السياسية، فهم طرفي الصراع من أجل إيجاد حلول يمكن للجانبين التعايش معها، ولهذا السبب نحضر هذه الأفلام، حتى يتمكن الناس من الحصول على فكرة عما يحدث للشعب الفلسطيني، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى حلول يمكنها وقف القتل".
يستضيف مهرجان "توليدو ـ فلسطين" حملة لجمع التبرعات للجهود الإغاثية في قطاع غزة، كما عُني بدعوة عدد من المتحدثين البارزين لنقاش القضية الفلسطينية، منهم المخرج والأستاذ في جامعة أوهايو، توماس هايز الذي يُعرض فيلمه الوثائقي Two Blue Lines في المهرجان، ويرصد حركة الاستيطان الإسرائيلي قبل عام 1948 وبعدها.
يستضيف المهرجان أيضاً بول إدوارد مونتغومري راميريز من لجنة 500 عام من الكرامة والمقاومة المحلية، متحدثاً عن تاريخ السكان الأصليين في الولايات المتحدة، والنضالات المختلفة خلال مقاومتهم الاستعمار، ومقارنة ذلك بما يواجهه الفلسطينيون منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون