استمع إلى الملخص
- الصور تكشف تفاصيل عن عنقود المجري "أبيل 2390" وسديم "ميسييه 78"، موضحة قدرة "إقليدس" على رصد أكثر من 50 ألف مجرة والكشف عن تأثيرات المادة المظلمة.
- تبرز الاكتشافات قدرة التلسكوب على التقاط تفاصيل دقيقة لمشاهد واسعة النطاق، مثل المجرة الحلزونية "إن جي سي 6744"، مما يساعد في دراسة تكوين وتطور المجرات داخل هالات المادة المظلمة.
نشرت وكالة الفضاء الأوروبية الخميس أول مجموعة صور علمية للكون التقطها التلسكوب الفضائي الأوروبي إقليدس (Euclid) الذي سيرصد مليارَي مجرة في ست سنوات، سعياً إلى توفير معطيات عن لغز المادة المظلمة الكونيّ.
وكان "إقليدس"، الذي وصل إلى الفضاء في يوليو/تموز الفائت، التقط في نوفمبر/تشرين الثاني أولى الصور للكون، وصفها رئيس وكالة الفضاء الأوروبية يوزف أشباخر بأنها "مذهلة". وأوضح منتج الصور والبيانات العلمية للتلسكوب، عالم الفلك في هيئة الطاقة الذرية الفرنسية جان شارل كوياندر، أن الصور الجديدة "قابلة للاستخدام العلمي".
فوراء مجموعة الصور هذه التي أُنتِجَت بمشاركة عالم الفلك الإيطالي جوفاني أنسيلمي، تكمن بيانات من أحد عشر مليون مصدر سماوي موجود فيها. وتتيح هذه البيانات "لعلماء الفيزياء الفلكية في كل أنحاء العالم الإفادة من المعلومات"، وأوّلهم معدّو المقالات العلمية العشرة المرتبطة بالصور التي نشرت الخميس.
وأبرز ما في هذه الصور العنقود المجريّ "أبيل 2390" الذي يقع على بعد نحو 2,7 مليار سنة ضوئية من الأرض. ورصدت صورة "إقليدس" في ثلاث ساعات فحسب من المراقبة أكثر من 50 ألف مجرة.
1⃣ The galaxy cluster Abell 2390
— ESA's Euclid mission (@ESA_Euclid) May 23, 2024
This giant conglomeration has more than 50 000 galaxies, many similar to our own Milky Way.
Such clusters contain huge amounts of mass — up to 10 trillion times that of the Sun, with much of this being in the form of dark matter.
Multiple… pic.twitter.com/AgNBZfKLjZ
في الوسط، تُبيّن أقواس مضيئة وجود مادة مظلمة ذات كتلة كبيرة إلى درجة أنها تحرف ضوء المجرات البعيدة. وتشكّل المادة المظلمة، وهي فئة افتراضية من المادة يعتقد أنها تشكل ربع الطاقة في الكون، الغرض الرئيسي لمهمة "إقليدس"، وكذلك الطاقة المظلمة الكفيلة بتوفير تفسير لتوسُّع الكون.
ويظهر بالفعل ضوء شاحب في العنقود المجريّ "أبيل 2390"، متأتٍ من النجوم المقذوفة خلال تحرّكات المجرّات، وتشكّل هذه النجوم في نهاية المطاف "نوعاً من السحابة التي تحيط بالمجموعة بأكملها"، بحسب ما شرحه كوياندر. واعتبر علماء الفلك أن هذا الضوء بمثابة "أثر" للمادة المظلمة التي تضمّ هذه النجوم المنعزلة في شبكات جاذبيتها.
تلسكوب إقليدس ينغمس في "حاضنة نجوم"
2⃣ The star nursery Messier 78#ESAEuclid's image is the first shot of this vibrant nursery of star formation at this width and depth.
— ESA's Euclid mission (@ESA_Euclid) May 23, 2024
Euclid’s sensitive instruments can detect objects just a few times the mass of Jupiter, revealing more than 300 000 new objects in this field… pic.twitter.com/bWZikxw7lJ
وفي المقابل، في الجزء السفلي من السديم، "تتفتح أشياء (...) مع أشياء لامعة تحاول الخروج"، وهي نجوم باتت جاهزة للظهور بعد فترة تمخّض تصل إلى ملايين السنين.
ويتميز "إقليدس" بقدرته على التقاط المشهد في صورة واحدة بفضل مجال رؤيته الواسع، خلافاً لجاره التلسكوب الفضائي جيمس ويب الموجود في نقطة تبعد عن الأرض حوالي 1,5 مليون كيلومتر، والذي تتصف رؤيته بأنها أضيق لكن أبعد. وأظهر "إقليدس" قدرته هذه بشمول صورته المجرة الحلزونية الكبيرة "إن جي سي 6744" الشبيهة بالمجرّة التي تشمل كوكب الأرض.
3⃣ Spiral galaxy NGC 6744
— ESA's Euclid mission (@ESA_Euclid) May 23, 2024
This is one of the largest spiral galaxies beyond our local patch of space. Yet, Euclid’s field-of-view covers the entire galaxy.#ESAEuclid is able to image with incredible clarity both large scale spiral structures and small scale details, like the… pic.twitter.com/mNkYFQRLjb
وتتيح بيانات الصورة لعلماء الفلك إحصاء نجوم هذه المجرّة، وكذلك رسم خريطة توزّعها، بالإضافة إلى سحب الغاز التي تتشكل فيها.
أما مع "أبيل 2764"، فيغوص الراصد إلى بُعد مليار سنة ضوئية من الأرض، باتجاه مساحة سوداء شاسعة يخترقها نجم أصفر. ويقع العنقود المجري وهالة المادة المظلمة في الزاوية اليمنى العليا. عند النظر إليها مِن كثب، فإنها تكشف أن "الجميع يتفاعل مع الجميع"، إذ تبدو فيها أغلفة نجمية ممتدة وأذرع مجرية يمتد بعضها نحو بعض.
4⃣ Galaxy cluster Abell 2764
— ESA's Euclid mission (@ESA_Euclid) May 23, 2024
Hundreds of galaxies are orbiting within a halo of dark matter here.
Thanks to Euclid’s impressively wide field-of-view, we get a complete view of Abell 2764 and surroundings.
Besides studying the cluster and its outskirts, these Euclid… pic.twitter.com/XMqHUJowHs
أخيراً، توضح صورة مجموعة "دورادو" في الكوكبة التي تحمل الاسم نفسه (كوكبة أبي سيف بالعربية)، هذا التفاعل مع مجرتين إهليلجيتين "ليستا مثيرتين بصرياً" بالتأكيد، لكنّ علاقتهما السابقة تنكشف في بقايا أذرعهما الحلزونية المتقاربة.
5⃣ The Dorado galaxy Group
— ESA's Euclid mission (@ESA_Euclid) May 23, 2024
This is one of the richest galaxy groups in the southern hemisphere.#ESAEuclid captures here signs of galaxies evolving and merging ‘in action’, allowing scientists to understand how galaxies form within halos of dark matter.
For the first time we… pic.twitter.com/OWkxDWTS94
وتحتوي الصورة على مفاجأة، هي عبارة عن مجرّة قزمة صغيرة مستديرة، يمكن رؤيتها بوضوح من مسافة قريبة، يقطعها ما يعادل عقداً من اللؤلؤ. وقال عالم الفلك: "لم يسبق لي رؤية ذلك".
(فرانس برس)