بوصلة "العربي الجديد"

30 مارس 2021
7 سنوات على انطلاق "العربي الجديد" (معتصم الناصر)
+ الخط -

في الثلاثين من كلّ مارس/آذار؛ ذلك التاريخ الذي اخترناه يومًا لولادة مشروع إعلامي رائد، نقف لمراجعة أنفسنا متسائلين عمّا أضافه "العربي الجديد" إلى الصحافة. عمّا قدّمه للقرّاء. عن التزامنا بمبادئه التأسيسية. عن الانحياز للحق والحقيقة وصرخة المظلومين في الأرض. عن الحرية والموضوعية والرصانة وأثمانها. نسأل عن النجاحات والإخفاقات. نسأل عن الجديد الذي قدّمناه ونسعى إلى تقديمه.

بعد أعوام سبعة مليئة بتحدّيات شتى، صار بإمكاننا تقديم الإجابات؛ والقول بثقة إنّ "العربي الجديد" لم يعد مجرّد موقع وصحيفة، بل أنموذجًا في الإعلام والصحافة. بات البوصلة التي توجّه الإعلام ليؤدّي دوره مخلصًا للحق منصتًا إلى صوت العقل.

لم تكن مهمتنا سهلة. فليس من السهل أن تصارع في عالم يغزوه التشويه وقلب الحقائق، وتزدحم فيه المعلومات والمنافسون الذين تتغيّر وجوههم مع تغيّر الأدوات والوسائل التكنولوجية. في عالم تتكاثر فيه أيضًا مراتع الشعبوية، فيصبح لزامًا معها على أيّ فكرة أو معلومة أن تتسلّح بالعقل والرصانة والموضوعية لتحارب الغرائز والتفرقة والغوغائية. من هنا، كانت مهمة "العربي الجديد" أن تنقل الخبر والمعلومة بموضوعية. أن تتقصّى الحقائق بحرص. ثم أن تطرح أولًا ودائمًا أفكارًا مضادة للشعبوية، تنتصر للديمقراطية، وتنتشل المبادئ من حفرة الانحراف والتطرّف.

هي مهمة اجتهد لأجلها نخبة من الزملاء الصحافيين، اختاروا "العربي الجديد" دفاعًا عن مبادئ حاربوا وحوربوا لأجلها. فرفعوه بأقلامهم وكلماتهم وأفكارهم وأصواتهم. خاطروا وحاربوا من أجل انتصار الحقيقة. زملاء أحرار.

ومهمتنا لم تكن محايدة تجاه آلام وأحلام شعوبنا، بل منحازة بالكامل ومن دون تردّد لقضايانا العربية.

وبما أنّ التكنولوجيا صارت أسرع من المشاريع والمؤسسات بأشواط. كان لزامًا علينا أن نلاحقها مع كلّ جديد. فحجز "العربي الجديد" لنفسه موقعًا في مصاف المواقع العالمية الرائدة، التي تسعى لتقديم محتوى نصّي وبصري وسمعي رصين بقالب مرن متعدّد الوسائط.

ما الجديد الذي يقدّمه "العربي الجديد" الآن؟ المهمة الأصعب أن نقف ثابتين في عين العاصفة؛ أن نحافظ على موقعنا، أن نتخطّى العقبات والتحدّيات كما فعلنا دائمًا. أن نكون دومًا لائقين بقرائنا ومستحقين لهم.

هيئة التحرير

المساهمون