كشفت منظمة نت بلوكس، المعنية بمتابعة خدمة الإنترنت، الأربعاء، أنّ مشغلي الإنترنت الثلاثة الرئيسيين في السودان خرجوا عن الخدمة، ممّا أدى إلى انقطاع الاتصالات عن ملايين المواطنين.
ومن الممكن أن يؤدي توقف الشبكات إلى تجميد المحافظ الإلكترونية التي يعتمد عليها الكثيرون في ظل نقص واسع النطاق للنقود الورقية، وفقاً لوكالة رويترز.
وتحذر وكالات الإغاثة من انتشار الجوع في السودان، ومن ظروف شبيهة بالمجاعة في بعض المناطق نتيجة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ إبريل/ نيسان الماضي.
وخرجت اثنتان من الشبكات من الخدمة منذ يوم الجمعة الماضي، وعزت مصادر في قطاع الاتصالات ووكالة الأنباء الحكومية الموالية للجيش ذلك إلى إغلاق قوات الدعم السريع الشبكات التابعة لشركتي إم تي إن سودان وسوداني.
وأعلنت شركة الاتصالات الثالثة زين سودان عن خروجها من الخدمة في بيان نشرته على "فيسبوك"، مشيرةً إلى أنها "تعمل في ظل ظروف صعبة وقاسية وخطيرة للغاية"، من دون أن توجه أيّ اتهامات بالمسؤولية إلى جهات محددة.
ونفى مصدر من قوات الدعم السريع لوكالة رويترز مسؤوليتها عن انقطاع الإنترنت، فيما وجّه مسؤول آخر فيها، وفقاً لموقع سودان تربيون الإخباري، اتهامات للجيش السوداني بإصدار أوامر مباشرة بقطع الاتصالات في أجزاء من ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة، والتي تخضع إلى حد كبير لسيطرة الجماعة شبه العسكرية.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت حملة لجمع 4.1 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأولئك الموجودين في السودان والأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم.
وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن تسعة ملايين شخص أجبروا على النزوح، في حين يحتاج حوالي 25 مليون شخص؛ أي نصف السكان، إلى المساعدة.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث: "لقد سلبت عشرة أشهر من الصراع شعب السودان كل شيء تقريباً، سلامتهم ومنازلهم وسبل عيشهم".