انفجارات ساطعة متتالية في الفضاء تحيّر العلماء

انفجارات ساطعة متتالية في الفضاء تحيّر العلماء

21 يوليو 2023
رصد العلماء انفجاراً خارج مجرة (Getty)
+ الخط -

"البقرة" و"الكوالا" و"الحسون" ليست أسماء للحيوانات فقط، بل أسماء أطلقها العلماء على انفجارات فضائية غامضة لا يستطيعون تفسيرها.

أحدث هذه الانفجارات سُمّي "الحسون"، على اسم نوع من العصافير، ورُصد في 10 إبريل/نيسان الماضي باستخدام مرصد بالومار في كاليفورنيا. وبعد أسابيع قليلة، أكد عالم الفلك في جامعة ليفربول، دانيال بيرلي، أن الانفجار يشبه سابقيه من "الحيوانات". وهذا أول "حيوان جديد" يُكتَشف خارج مجرة، مما يجعله أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام حتى الآن.

ما هي هذه الانفجارات الغامضة في الفضاء؟

توضح صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن هذه الانفجارات يطلق عليها اسم "العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة"، وهي انفجارات فضائية أكثر إشراقاً حتى من المستعرات العظمى (التي تحدث عندما تنفجر النجوم)، ومن هنا جاءت التسمية "المضيئة".

وإلى جانب إشراقها الشديد، تضيء هذه الانفجارات بسرعة، وتكون ساخنة للغاية تصل حرارتها إلى 70 ألف درجة فهرنهايت، وبالتالي ينبعث منها ضوء "أزرق"، ومن هنا جاءت بقية الاسم "الزرقاء السريعة". 

وتقول عالمة الفلك في جامعة وارويك في إنكلترا، دين كوبيجانز: "عادةً ما تشرق المستعرات العظمى وتتلاشى على مدى أسابيع إلى شهور"، بينما "تضيء العابرات الضوئية الزرقاء السريعة في ثلاثة إلى أربعة أيام فقط وتتلاشى على نطاقات زمنية أسرع بكثير".

وكان أول انفجار من هذا النوع تم رصده هو "البقرة" عام 2018، والاسم مشتق من تسلسل الحروف والأرقام الذي تشكّله تسميته AT2018cow.

ورصد العلماء ستة انفجارات مماثلة بينها ZTF18abvkwla (الكوالا) وAT2022tsd (الشيطان التسماني).

أما AT2023fhn (الحسون) فهو أحدث اكتشاف، وقد أُطلق عليه هذا الاسم في ورقة بحثية أُعدّت بقيادة عالمة الفيزياء الفلكية من جامعة رادبود في هولندا، آشلي كريمز. 

وتسلط ورقة كريمز الضوء على الميزة الأكثر غرابة في "الحسون"، وهي كونه أول انفجار من نوعه يُرصَد خارج أي مجرة، ويبدو أنه ينفجر في الفضاء بين مجرتين، على بعد ثلاثة مليارات سنوات ضوئية من مجرتنا. 

تقارير دولية
التحديثات الحية

ما سبب حدوث العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة؟

في الوقت الحالي، هناك بعض الافتراضات. أبرزها أنه نجم عملاق، كتلته حوالي 20 ضعف كتلة شمسنا، وقد خضع لمستعر أعظم فاشل حيث تشكل ثقب أسود في قلبه.

وإذا كان النجم ضخماً بدرجة كافية، فقد ينهار في الثقب الأسود، بدلاً من الانفجار مرة أخرى على شكل مستعر أعظم. ينتج عن ذلك نفاثات قوية تنطلق للخارج، وهذه النفاثات هي العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة.

ويقول بيرلي: "هذا هو النموذج الذي كنت أميل إلى تفضيله خلال السنوات القليلة الماضية، لكنني لستُ على استعداد للحسم بشكل قاطع بأنه هو النموذج الأكيد".

ويمكن أن يطرح انفجار "الحسون" مشاكل لهذا النموذج. تقول كريمز "إنه بعيد جداً عن المجرتين القريبتين. لا ينبغي لنجم ضخم أن يكون قادراً على الوصول إلى هناك" ما لم يكن هناك مجموعة غير مرئية من النجوم في جواره.

الاحتمال الآخر هو أن العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة هي أحداث "اضطراب المد"، حين يأكل الثقب الأسود مادة من نجم مرافق، فتتألق بشكل ساطع في هذه العملية. تقول كريمز: "لكن هذا التفسير أيضاً فيه مشكلة صغيرة، لأنك لا تتوقع وجود ثقوب سوداء ضخمة خارج المجرات".

ويمكن أيضاً أن تحدث العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة بسبب اندماج نجمين نيوترونيين، النوى المتبقية من النجوم الضخمة الميتة. قد تستغرق هذه العملية مليارات السنين، والتي قد "تمنحها الوقت للهجرة بعيداً عن مجراتها" كما فعل "الحسون"، تقول كريمز.

ويمكن أن يوفر العثور على المزيد من العابرات خارج المجرات تلميحات عن سببها. ومع استمرار تدفق الاكتشافات، يعتزم علماء الفلك الاستمرار في تسميتها بأسماء الحيوانات.

المساهمون