النساء أكثر عرضة للوفاة بالنوبات القلبية من الرجال

07 سبتمبر 2022
نماذج التنبؤ بالمخاطر أقل دقة في تشخيص حالة الإناث منها لدى المرضى الذكور (Getty)
+ الخط -

تعد النوبات القلبية إحدى الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم. لكن النساء اللاتي يعانين من النوبات القلبية يكون احتمال وفاتهن أعلى من الرجال الذين يعانون من الحالة الصحية نفسها. درس فريق بحث دولي الدور المحتمل للنوع البيولوجي في حالات الوفاة بالنوبات القلبية بمزيد من التفصيل.

وفي دراسة جديدة، نشرت يوم 29 أغسطس/ آب الماضي في مجلة The Lancet، أظهر الباحثون أن النساء والرجال يختلفون بشكل كبير في ملف تعريف عوامل الخطر عند دخول المستشفى. عند تجاهل الفروق العمرية عند التسجيل، وعوامل الخطر الموجودة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، فإن مرضى النوبات القلبية الإناث يكون لديهنّ معدل وفيات أعلى من المرضى الذكور.

تسبب هذا الدور الخفي للنوع البيولوجي في سجالات بين الباحثين المتخصصين والأطباء على مدار عقود، وثارت نقاشات حول أسباب وآثار الثغرات المحتملة في العلاج. تبدأ المشكلة بالأعراض؛ على عكس الرجال الذين عادة ما يعانون من آلام في الصدر مع وخز في الذراع اليسرى، لكن غالباً ما تظهر النوبة القلبية لدى النساء على شكل ألم في البطن، يمتد إلى الظهر، أو على شكل غثيان وقيء.

إساءة تفسير الأعراض

يلفت المؤلفون إلى أنه غالباً ما يساء تفسير هذه الأعراض من قبل المرضى وموظفي الرعاية الصحية، ما يتسبب في حدوث عواقب صحية وخيمة قد تصل إلى الوفاة. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة توماس لوتشر، الأستاذ في مركز أمراض القلب الجزيئية في جامعة زيورخ في سويسرا: "وجدنا أن نماذج التنبؤ بالمخاطر المستخدمة حالياً التي توجه العلاج للمرضى الذين يعانون من النوبات القلبية أقل دقة في تشخيص حالة الإناث منها لدى المرضى الذكور". وأضاف لوتشر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه وفريقه طوروا درجة مخاطر جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي التي تراعي - لأول مرة - الفروق بين الجنسين، وتوفر أداء أعلى في كلا الجنسين. علاوة على ذلك، فإن الدراسة تعد أكبر دراسة حول أكثر أنواع النوبات القلبية شيوعاً في أوروبا، وتوفر رؤى مهمة في العرض والعلاج والبقاء على قيد الحياة للمرضى من الإناث والذكور.

علوم وآثار
التحديثات الحية

في دراستهم، حلل باحثون من سويسرا والمملكة المتحدة بيانات 420.781 مريضاً من جميع أنحاء أوروبا، عانوا من أكثر أنواع النوبات القلبية شيوعاً. وتظهر الدراسة أن نماذج المخاطر الحالية التي تحدد العلاج المناسب للمريض، أقل دقة لدى الإناث. وباستخدام خوارزمية التعلم الآلي وأكبر مجموعات البيانات في أوروبا، تمكن الفريق من تطوير درجة مخاطر جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي تراعي الفروق المتعلقة بالجنس في ملف تعريف المخاطر الأساسية وتحسن التنبؤ بالوفيات لدى الجنسين.

الخطوة التالية

يتفق العديد من الباحثين وشركات التكنولوجيا الحيوية على أن الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة هي الخطوة التالية على طريق رعاية المرضى. وتبشر الدراسة الجديدة بعصر الذكاء الاصطناعي بعلاج النوبات القلبية، إذ يمكن لخوارزميات الكمبيوتر الحديثة أن تتعلم من مجموعات البيانات الكبيرة لعمل تنبؤات دقيقة حول تشخيص كل حالة مرضية بحسب ظروفها الخاصة.

يستطرد المؤلف الرئيسي للدراسة: "كنا ندرك أن هناك اختلافات بين الجنسين في عوامل الخطر والأمراض المصاحبة وفي البقاء على قيد الحياة بعد النوبة القلبية. في الواقع، النساء يكن أكبر سناً، ويعانين من ارتفاع ضغط الدم والسمنة ومرض السكري. وبالتالي، أردنا اختبار ما إذا كان هذا يترجم إلى اختلافات في أداء وفعالية الأدوية".

يأمل المؤلفون بأن تساهم الإمكانات الهائلة لنماذج الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة أمراض القلب لدى المرضى من الذكور والإناث على حد سواء. ويسعى الفريق إلى تقديم حلول لتحسين استراتيجيات العلاج الحالية، وتقليل عدم المساواة بين الجنسين، وفي النهاية زيادة فرص بقاء المرضى الذين يعانون من النوبات القلبية أحياء، سواء كانوا من الذكور أو من الإناث.

المساهمون