الـ"يوتيوبر" الروسي الأشهر يوري دود على قائمة "العملاء الأجانب"
أدرجت وزارة العدل الروسية، الجمعة، المدون الروسي الأشهر على "يوتيوب"، يوري دود، في قائمة "العملاء الأجانب"، وهو معروف بمعارضته غزو أوكرانيا منذ أيامه الأولى، حين دعا المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إطلاعه على كارثية ما يجري، وطالب بإنهاء فوري للحرب.
وبالتزامن مع بدء تضييق السلطات الروسية على الإعلام المستقل بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، غادر دود إلى أوروبا، وواصل إعداد حلقات برنامجه التي استضاف في أولاها بعد السفر المؤرخ والروائي الروسي المعارض بوريس أكونين. وجذبت هذه الحلقة أكثر من 23 مليون مشاهدة.
أما الحلقة الأخيرة، وعنوانها "الإنسان في زمن الحرب"، فتضمنت لقاءات مع اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا والناشطين الروس الذين يساعدونهم في توفير مسكن وتسوية أوراقهم، وحظيت بنحو 6 ملايين مشاهدة خلال خمسة أيام فقط من نشرها.
يزيد إجمالي عدد المشاهدات على قناة يوري دود عن 1.7 مليار، ونال شهرة كبيرة بين الروس، لا سيما الشباب من مستخدمي "يوتيوب"، بإجرائه حوارات جريئة وتوجيه أسئلة مباشرة إلى الشخصيات العامة الروسية من مؤيدي الكرملين ومعارضيه، متحولاً بذلك إلى واحد من الشخصيات الأكثر تأثيراً في المشهد الإعلامي الروسي.
ولما كانت جميع حلقات دود تحظى بملايين المشاهدات، تحولت قناته لمنبر لأبرز المعارضين الروس، وبينهم المالك السابق لشركة يوكوس النفطية العملاقة أثرى أثرياء روسيا سابقاً ميخائيل خودوركوفسكي، والمعارض الأبرز مؤسس "صندوق مكافحة الفساد" المعتقل حالياً أليكسي نافالني، الذي حاوره دود بعد تسميمه بغاز أعصاب يشتبه أنه ينتمي إلى مجموعة "نوفيتشوك" سوفييتية المنشأ، عام 2019.
وفي أكثر من حلقة، تمكن دود من إحراج الشخصيات الموالية للكرملين، وأبرزهم المخرج السينمائي الروسي الأشهر نيكيتا ميخالكوف الذي ظل يتهرب من الإجابة المباشرة عن سؤاله بشأن مسؤولية بوتين عن ارتفاع عدد الفقراء في روسيا. لم يجد ميخالكوف حينها حيلة لتبرير الوضع سوى بالقول إن "بوتين ليس على علم بكل شيء"، وإن "هناك قوى معينة في الدائرة المقربة منه ترغب في أن يعرف أقل"، ما اضطر الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتوضيح أن بوتين "لديه مصادر كثيرة يتلقى منها الصورة الكاملة".
ومع ذلك، لم تخل سجالات دود مع مؤيدي بوتين من الإخفاقات، ولعل أبرزها هزيمته أمام الإعلامي الموالي للكرملين رئيس تحرير وكالة "روسيا سيفودنيا" دميتري كيسيليوف، المصنف كأحد أعمدة الدعاية الروسية. رفض كيسيليوف الحديث عن قيمة معاشه التقاعدي ومصادر ثروته وشقته وسط موسكو البالغة قيمتها أكثر من 4 ملايين دولار، بل طلب من دود "خلع السروال وإظهار عضوه الذكري الصغير"، ليصبح من هذه اللحظة هو الطرف المهاجم والمتحكم في الحوار.
وسعت وزارة العدل الروسية، الجمعة، قائمة العملاء الأجانب، لتضم ــ إلى جانب دود ــ رسّام الكاريكاتير سيرغي يولكين، ومؤسس ومدير تحرير موقع "إنسَيدر" رومان دوبروخوتوف، والناشطة في مجال حقوق المثليين كارين شاينان، وغيرهم.
ودوبروخوتوف أكد في سبتمبر/أيلول عام 2021 أنه غادر روسيا لتجنب ملاحقات قضائية. كما أكد يولكين في 13 إبريل/نيسان على "فيسبوك" أنه غادر روسيا.
وأصبحت هذه القائمة المثيرة للجدل تضم 142 اسماً من وسائل الإعلام والصحافيين والأشخاص الاعتباريين، بالإضافة إلى قوائم منفصلة للمنظمات غير الحكومية وتلك غير المسجلة والأشخاص الطبيعيين، بدأت روسيا بإنشائها منذ عام 2014 الذي شهد بدء التوترات بين موسكو والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ويلزم "العملاء للخارج" بوضع إشارة عن تصنيفهم هذا على جميع موادهم وتقديم تقارير حول كيفية إنفاقهم الأموال التي يتلقونها من الخارج.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء، الجمعة، أن محكمة روسية هددت شركة غوغل ومؤسسة ويكيميديا المالكة لـ"ويكيبيديا"، بفرض غرامات بسبب الإخفاق في حذف ما تقول إنها معلومات "زائفة" عن الصراع الأوكراني.
