العام الذي تحول فيه "إنستغرام" إلى "فيسبوك"

01 يناير 2021
+ الخط -

أمضى تطبيق تبادل الصور والمقاطع "إنستغرام" ثماني سنوات من القتال من أجل الحفاظ على استقلاليته وتميّزه عن شركة "فيسبوك"، أي منذ اللحظة الأولى لشرائه، لكنّ "القتال" ذاك انتهى في عام 2020. وتقول ورقة نشرها موقع "ذا فيرج" التقني إنه بات من الواضح أن "إنستغرام" استسلم لفلسفة "فيسبوك" القائمة على النمو بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني صنع منتَج أقل متعة في الاستخدام.
فقد طرح "إنستغرام" هذا العام سلسلة من الخدمات تشبه الطبيعة التي بُني عليها "فيسبوك": التركيز على جعل المستخدم يبقى لوقت أطول في التطبيق، مع إحساس بالفوضى وعدم الاكتمال. وتم دمج خدمتي التراسل في "إنستغرام" و"ماسنجر"، وجرى استنساخ خدمة "تيك توك"، ومنحه قسماً خاصاً به داخل التطبيق، وتنحى الزر الأساسي "نشر صورة" بعيداً في الزاوية، وتم منح علامة تبويب كاملة لقسم التسوق.
وكان التغيير الأكثر دلالة على هذا التحوّل، بحسب "ذا فيرج"، هو تعديل "التايملاين" (الصفحة الرئيسية في التطبيق) الكلاسيكي للصور، الذي بات يعرض صفاً لا نهائياً من المشاركات الموصى بها خوارزمياً بمجرد أن يتصفح المستخدم الصور التي وضعها أصدقاؤه.
يعتبر التقرير هذا التغيير نوعاً من الحيلة الرخيصة التي تجنبها "إنستغرام" لعقد من الزمن. يبدو واضحاً أنه يتعارض مع الهدف الذي حدده الرئيس التنفيذي المؤسس لـ"إنستغرام"، كيفين سيستروم، الذي قال إن الوقت الذي يقضيه المستخدم في التطبيق "يجب أن يكون إيجابياً ومتعمداً".

في ذلك الوقت، كان "إنستغرام" يضيف تنبيهاً يخبر المستخدم عندما يكون خارج المنشورات الجديدة في التايملاين، وهو ما كان يسمح بإغلاق التطبيق والانتقال إلى شيء آخر.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، مارس ضغوطاً متزايدة على "إنستغرام من أجل الانسجام مع التطبيق الأزرق الرئيسي، على الرغم من الوعد الأولي بترك الشركة وشأنها. وبلغ الضغط ذروته عندما غادر مؤسسو "إنستغرام" في أواخر عام 2018، وتم استبدالهم بآدم موسيري، الذي كان يدير سابقاً شريط "فيسبوك".
كان التطبيق هادئاً على السطح في 2019، حيث يتم تعديلات لواجهة الكاميرا وتقييد المحتوى المثير للجدل، لكن خلف الكواليس، كان هناك تغيير كبير في القيادة العليا لـ"إنستغرام"، وبدأت الأوامر تنزل من إدارة "فيسبوك".
مهّد ذلك الطريق لهذا العام، فأصبحت هذه التغييرات مرئية للمستخدمين، فقد تم تغيير تصميم الشاشة الرئيسية لإفساح المجال لمبادرتين جديدتين. وأبرز تغييران هما أولاً "ريلز"، وهو نسخة من تطبيق "تيك توك" من دون إضافات، هدفه الرئيسي هو سحق منتج مبتكر ومنافس، وثانياً بوابة التسويق، وهي مجموعة من منشورات المنتجات بطريقة تمزج بين "بينتريست" و"غوغل شوبينغ". وكان التطبيق أصلاً يعج بالعلامات التجارية والمؤثرين، وخدمة "ستوريز" وهي استنساخ لتطبيق "سناب شات" الذي كان ينافس بقوة قبل نسخ الميزة.
وكان بين أبرز التغييرات أيضاً بدء دمج المحادثات بين "إنستغرام" وتطبيقات "فيسبوك" الأخرى، وتحديداً "ماسنجر"، إذ بات يمكن لمستخدمي تطبيق الصور مراسلة مَن هم على "ماسينجر" دون الحاجة لمغادرة التطبيق أو لأن يكون لهؤلاء حسابات على "إنستغرام" في الأصل. وأثارت ميزة دمج التراسل جدلاً واسعاً خلال العام، خصوصاً في ما يخصّ بالاحتكار والمنافسة.
يعمل "إنستغرام" على المنافسة، وينجح فيها منذ سنوات. لكنّ الفارق الرئيسي هو أن التغييرات السابقة خلال السنوات الماضية في "إنستغرام" كانت لا تزال تحافظ على هوية التطبيق. أما في 2020، بدت التغييرات وكأنها خدمات جديدة تم دمجها في "إنستغرام" بشكل يبقي الناس مجبرين في التطبيق لأطول وقت ممكن، وليست تغييرات لتحسين الجودة لمستخدمي التطبيق حول العالم.

المساهمون