العالم يودّع 2022 المضطرب ويستقبل العام الجديد بمزيد من التفاؤل

31 ديسمبر 2022
+ الخط -

بدأ ثمانية مليار شخص حول العالم، السبت، استقبال سنة 2023 ووداع عام مضطرب شهد الحرب في أوكرانيا، وتضخماً قياسياً، وقيادة ليونيل ميسي منتخب بلاده إلى الفوز بمونديال قطر، ورحيل الملكة إليزابيث الثانية وبيليه والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر.

وبالنسبة إلى كثر، ستكون تلك مناسبةً للتخلّص من ذكريات مرتبطة بمعدّلات التضخم القياسية في كل أنحاء العالم، وبأزمة كوفيد-19 الذي يصبح رويداً رويداً في طيّ النسيان بدون أن يختفي فعلياً.

في أستراليا، كانت سيدني من بين أولى المدن الكبرى التي أعلنت الانتقال إلى العام الجديد، مستعيدةً بذلك لقبها "العاصمة العالمية لعيد رأس السنة"، بعدما شهدت في العامين الماضيين إغلاقاً واحتفالات محدودة، بسبب تفشي المتحوّر أوميكرون.

ومذاك أُعيد فتح الحدود الأسترالية، وتوافد أكثر من مليون شخص إلى مرفأ سيدني لحضور إضاءة سماء المدينة بأكثر من مئة ألف من الأسهم النارية. وتقدّر السلطات المحلية بأن قرابة نصف مليار شخص شاهدوا العرض عبر الإنترنت أو على التلفزيون.

ومنذ ظهيرة اليوم، شغل مئات الأشخاص أفضل المواقع لحضور العرض، أمام مبنى أوبرا سيدني. وقال منظّم عرض الألعاب الناريّة فورتوناتو فوتي "إذا تمكّنا من جمع كل العالم في الحفلة واستقبال العام المقبل بتفاؤل وفرح متجدّديَن، فسنكون قد نجحنا".

رأس السنة 2023/تايمز سكوير نيويورك (إدواردو مونوز/رويترز)
تحضيرات الاحتفال بسنة 2023 في تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأميركية (إدواردو مونوز/رويترز)

وتساهم الاحتفالات في التخلّص من مشاعر سلبية خلّفتها سنة 2022 التي شهدت وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف، والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين، ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.

وشهدت الأيام الأخيرة من عام 2022 أيضاً رحيل أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (82 عاماً) الخميس، والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر (95 عاماً).

وعلى صعيد آخر، لم يعكس توجّه احترار المناخ نمو سكان العالم: فقد تم تجاوز عتبة ثمانية مليارات شخص في نوفمبر/ تشرين الثاني.

استقالات جماعية   

وسُجّلت في هذا العام أيضاً استقالات جماعية لموظّفين من عملهم، بعد أزمة الوباء وصفعةً في احتفال توزيع جوائز الأوسكار، فضلاً عن تقلص ثروات أصحاب المليارات جراء تدهور قيمة العملات المشفّرة.
حول العالم
التحديثات الحية

لكن قبل كل شيء سيتذكر العالم سنة 2022 دائماً، لأنها شهدت عودة الحرب إلى أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، ففي أكثر من 300 يوم قُتل قرابة سبعة آلاف مدني، وجُرح نحو عشرة آلاف شخص، بحسب مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

واضطرّ 16 مليون أوكراني للفرار من منازلهم، أما بالنسبة إلى الذين بقوا، فيتخلّل يوميّاتهم انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، وعمليات قصف روسي، وحظر تجوّل، كلٌّ يعيش هذا النزاع على طريقته، فهناك من يصلّون بهدوء وآخرون يحتفلون، في خطوات تهدف إلى إعطاء زخم للمقاومة المشتركة.

وشرقاً، يبدو أن روسيا ليست في وضع يخوّلها الاستمتاع، فقد ألغت موسكو عروضها التقليدية للمفرقعات، بعدما سأل رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين السكان كيف يودّون الانتقال إلى العام الجديد.

أوديسا أوكرانيا/شجرة الميلاد (أولكساندر جيمانوف/فرانس برس)
شجرة الميلاد في مدينة أوديسا بأوكرانيا (أولكساندر جيمانوف/فرانس برس)

 

وقالت إيرينا شابوفالوفا (51 عامًا) وهي موظّفة في حضانة، إن أمنية سكان موسكو الوحيدة هي "سماء سلميّة فوق رؤوسنا".

رغم كلّ شيء، وعدت شبكة التلفزيون والإذاعة الروسية الوطنية (VGTRK) بأن تبثّ برنامجاً يعكس "أجواء رأس السنة رغم التغيّرات في البلاد وفي العالم". لكن هذا العام، ستُعرض الحلقة بدون مشاركة الفنانين المعتادين، ومقدم البرامج النجم ماكسيم غالكين الذي يقيم في المنفى بعدما ندّد بالحرب على أوكرانيا.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه لمناسبة رأس السنة أن "الحق الأخلاقي والتاريخي في صالحنا"، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "واثق من أننا سننتصر في هذه الحرب".

"صفر كوفيد" 

في آسيا، تشهد الصين تفشياً واسعاً لكوفيد-19، فيما يسمح التلقيح لسكان سائر دول العالم بعيش حياة شبه عادية، وتخلّت بكين فجأةً عن سياستها "صفر كوفيد" مطلع الشهر، في تحوّل تلاه فوراً ارتفاع حاد في عدد الإصابات.

الصين/ووهان/رأس السنة 2023 (تينغشو وانغ/رويترز)
بانتظار 2023 في ووهان الصينية التي بدأ منها وباء كورونا (تينغشو وانغ/رويترز)

وفي حين تكتظّ المستشفيات بالمصابين، وكذلك المحارق بالجثث، إلا أنّ الاحتفالات بعيد رأس السنة ستُقام في عدد لا يُحصى من الحانات والمسارح ومراكز التسوّق في كل أنحاء البلاد، ومع ذلك، أراد الرئيس شي جين بينغ إعطاء نفحة أمل قبل ساعات قليلة من حلول العام الجديد قائلاً "بارقة الأمل أمامنا".

في المقابل، أعلنت سلطات شنغهاي عدم إقامة أي احتفال في الواجهة البحرية الشهيرة للمدينة. أما في البرازيل، فيتزامن اليوم الأول من يناير/ كانون الثاني مع عودة رئيس البلاد السابق لولا دا سليفا إلى السلطة.

(فرانس برس)

المساهمون