الإعلام المصري و"الماراثون" .. دراجة السيسي صاروخ

15 يونيو 2014
دراجة السيسي أثارت غبار السخرية والتبجيل
+ الخط -

جسَّد "ماراثون السيسي"، الذي فاز فيه الرئيس العسكري المنتخب مؤخرا بلقب "الدرّاج الأول"، نموذجا كاشفا لكيفية تعامل الإعلام والإعلاميين مع الحدث، حسب انتماءاتهم السياسية وأهوائهم الشخصية، بعيدا عن  حقيقة وتحليل الحدث وسياقه السياسي أو المجتمعي.

 وكما يقولون في المثل الشعبي المصري "بصلة المحب خروف" وجد فريق الإعلاميين المؤيد للانقلاب في ركوب السيسي دراجة حدثا تاريخيا ضخما، فيما كان الفريق ذاته قد اعتبر إقدام مسئول إخواني سابق على خطوة مماثلة ضربا من العبث و التفاهة.
وبعد أن فاجأ السيسي المصريين، صباح الجمعة، بماراثون للدراجات الهوائية من أمام الكلية الحربية، وأحدث شللا في شوارع القاهرة، وسخرت منه مواقع التواصل، اختلف تناول برامج "التوك شو" فور عودتها السبت، فقام أغلبها، وعلى الأخصّ التابع للقنوات الموالية، بالتطبيل للحدث، وانتقد بعضها، وهي التي تبث بعيدا عن الوطن، الماراثون.

الإعلامي، محمد ناصر، على قناة الشرق، كشف مفاجأة خطيرة عن ماراثون السيسي، وذكر أن بعض الكليات العسكرية أجبرت الطلبة على شراء الدراجات، التي امتطوها أثناء الماراثون، على أقساط، لأن أسعارها مرتفعة جدا تصل إلى أربعين ألف جنيه، وأكد، حسب رسالة وصلت إليه من أم أحد طلاب الكلية، أنهم لم يكونوا يعلمون، منذ ثلاثة أشهر، السرَّ وراء هذه الدراجات الغالية، لكن مشهد الماراثون أوضح لهم إجابة السؤال.

 الإعلامي، معتز مطر، من خلال برنامجه "مع معتز"، قام بمقارنة بين تهليل الإعلام لعجلة السيسي، وذكـّرَ المشاهدين بتعامل الإعلام مع ماراثون آخر قام به أحد المسؤولين، ولكنه للأسف كان من جماعة الإخوان المسلمين، فانتقد الإعلاميون بضراوة فكرة العجلة والماراثون، الذي قام به نائب محافظ الإسكندرية، وقتها، حسن البرنس، وذكـّر مطر مشاهديه بوابل الهجوم من الإعلامي في قناة "أون تي في"، يوسف الحسيني، على ماراثون البرنس، الذي رآه كارثة ومصيبة وتفاهة وفعلا لا يليق، وشارك الحسيني معظم الإعلاميين في الهجوم. السؤال: كيف رأى إعلاميو الآن ماراثون السيسي؟

عمرو أديب، في برنامجه "القاهرة اليوم"، اعتبر الماراثون عملا بطوليا، حيث شارك السيسي بنفسه دون عدد كبير من الحراس ـ وتناسى أديب الفيديوهات، التي وضحت عربات الحراسة التي أحاطت بالماراثون، والطائرات التي تؤمنه ـ على عكس الدكتور مرسي، الذي زعم أن موكبه كان يشمل 38 سيارة حراسة قام أديب نفسه بـِعـَدِّها، كما أشاد أديب بظهور السيسي دون واق من الرصاص أو حماية مبالغ فيها، وعرض صورا لمواطنين يلوّحون، ولا يظهر لِمَنْ، ولكنه قال إنهم يلوّحون للسيسي.

وطالب عمرو أديب بأن يكون الماراثون القادم في صعيد مصر، نظرا لعدم الاهتمام به، ويبدو، حسب أديب، أن فترة السيسي "هيقضيها ماراثونات".

 الصحافي، مصطفى بكري، شارك هو ومرتضى منصور في وصلة مدح وتهليل لفكرة الدراجات، التي ركبها السيسي، وذلك من خلال برنامجه "حقائق وأسرار"، الذي يذاع على قناة صدى البلد، وقالا إن السيسي كان قد وعد بإيقاظ المواطنين من الفجر، فأوفى بوعده وعهده للمصريين.

 أما الإعلامي، محمد القدوسي، على قناة "الجزيرة مصر"، فخالفهم تماما في الرأي،  حيث يرى ماراثون السيسي مجرد دعاية فاشلة يغطي بها فشله في تقديم حلول حقيقية لمشكلات البلد، ولفت إلى أنه ليس هناك ما يسمى أصلا ماراثون دراجات، لأن الماراثون يطلق على العَـدْوِ وليس على "ركوب العجل"، وتساءل القدوسي عن التكلفة الباهظة لهذا الماراثون.

الإعلامية، لميس الحديدي، رأت ما لم يره أحد في ماراثون السيسي، وهو قيام السيسي بأمر يلفت الأنظار عن مظاهرات كل جمعة الرافضة للانقلاب  ــ وهو اعتراف منها بتلك التظاهرات ــ كما رأت دعوة السيسي للمصريين ليكونوا رياضيين مثله ومثل شباب الكليات العسكرية، وهي قضية أمن قومي، حسب رؤية السيسي.

المساهمون