استعادات مكررة في حفلات عيد الفطر
حفل أسبوع عيد الفطر بسلسلة من الفعاليات والنشاطات الفنية الغنائية في العالم العربي. للمملكة العربية السعودية حصة الأسد في مثل هذه المهرجانات، إذ إنها تعمل وفق منظومة معدّة سلفاً طيلة أيام السنة، لدعم الفعاليات الترفيهية.
أربع سنوات بعد الانفتاح السعودي على عالم الفنون، والسماح بإقامة حفلات غنائية ترفيهية داخل المملكة، لكن الواضح أن معظم المغنين، الذين يقفون على المسارح السعودية، يفقدون حضورهم، والسبب الأول هو التكرار في كل حفلة تقام على المسارح، وعدم استعانة المنظمين بمجموعة موازية لنجوم الصف الأول، قد يكون في جعبتهم ما هو جديد، واقتصار مشهد المهرجانات على بعض الأسماء الذين لمعوا في العقدين الأخيرين ومنهم كاظم الساهر، وإليسا، ووائل كفوري، إضافة إلى مغنّي الخليج، بدءاً من محمد عبده، مروراً بأحلام، وصولاً إلى عبد الله الرويشد.
يوم السبت الماضي، نقلت فضائية MBC السعودية حفلاً للفنان كاظم الساهر، أُقيم ضمن فعاليات الرياض الخاصة بعيد الفطر. اختتمت مذيعة نشرة أخبار التاسعة مساءً بالإعلان عن الحفل، وانتقل البث إلى فريق النقل المباشر. مشاهد كثيرة عن الاحتفالية الخاصة، وروايات إنشائية لا تخلو من كيل المدائح للساهر، من قبل المذيعين المندوبين لتغطية أو مواكبة المهرجان.
لم يكن حال "القيصر" بأفضل، بل عمل جاهداً لتقديم حفل شيق، خصوصاً أنه منقول على الهواء مباشرة، وبدا تقليدياً؛ إذ لا يحمل أي جديد في "ريبرتوار" الساهر. برنامج مدروس بالكامل بينه وبين الفرقة الموسيقية، يحاول أحياناً اختصار الأغنية نظراً إلى ضيق الوقت ربما، محاولاً السعي إلى كسب ثقة الناس، التي رددت معه بعض الأغاني المعروفة عن ظهر قلب، لأن في النظرة العامة نجد الحكم يكمن في التكرار لحفلات مماثلة، قدمها الساهر في لبنان (مهرجانات بيت الدين) لأكثر من 10 سنوات، وكذلك حضوره في قرطاج قبل سنوات قليلة.
وقبل يوم من حفل الساهر في الرياض، عرضت فضائية CBC المصرية حفلاً للفنان هاني شاكر، أقيم العام الماضي في دار الأوبرا المصرية. محاولة هاني شاكر تبدو أكثر قبولاً لدى الجمهور الحاضر، ربما بسبب تأقلم شاكر على الفور مع المستمعين، والاعتماد على فرقة موسيقية كبيرة، أسهمت في تضاعف التفاعل مع شاكر. نرى الحضور يردد عن ظهر قلب كل الأغاني المعروفة لشاكر، الذي يمزج بين قديمه وجديده الغنائي بطريقة حماسية، مثل "كده برضو يا قمر" و"اديني قلب تاني". لكن، فجأة، يتجه إلى "قارئة الفنجان" لعبد الحليم.
بدورها، تحاول الفنانة السورية أصالة نصري، في حفلاتها المقامة في السعودية، التمسّك بسلاحها من الأغاني الخليجية، واستقطاب الجمهور. لكن لا يشكّل لها هذا الأمر دائماً قارب نجاة، خصوصاً أنها تخطئ في لفظ بعض المفردات الخليجية، وتحاول بخفة وابتسامة السيطرة على أجواء المسرح والجمهور المحيط بها، في حين يبقى "ريبرتوار" أصالة، كما هو منذ سنتين، وقد تُضاف إليه أغنية أو
