ارتفاع عدد الصحافيين الشهداء في غزة إلى 107

06 يناير 2024
نمط واضح لاستهداف الصحافيين وأسرهم من الجيش الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، ارتفاع عدد الشهداء من الصحافيين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 107، عقب مقتل الصحافي أكرم الشافعي متأثرا بإصابة سابقة.

وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي بياناً أفاد فيه بـ"ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 107 صحافيين، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، بعد ارتقاء الصحافي أكرم الشافعي من وكالة الصحافة الفلسطينية صفا". وأوضح أن الشافعي "استشهد متأثراً بجراحه الخطيرة التي أُصيب بها خلال حصار جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة".

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حاصر الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي أياماً طويلة، قبل اقتحامه في الـ15 من الشهر نفسه لمدة تصل إلى 10 أيام، فدمر أجزاء واسعة منه، وأخرجه عن الخدمة باستثناء قسم غسيل الكلى الذي عاد إلى العمل في الـ28 من الشهر نفسه.

وخلال العدوان المتواصل على غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وكان في البداية يستهدف بشكل أساسي المنشآت الطبية شمالي ووسط القطاع، ثم انتقل إلى المؤسسات الواقعة جنوباً مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة المؤقتة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما كان المكتب الإعلامي الحكومي قد قدّر الاعتقالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بأكثر من 2600 معتقل، بينهم 40 من الطواقم الطبية و8 صحافيين.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت منذ السابع من ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وأفادت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها الولايات المتحدة، بأن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة إلى الصحافيين"، مع تسجيل أكبر عدد من الشهداء الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد. وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنها "قلقة على وجه التحديد إزاء وجود نمط واضح لاستهداف الصحافيين وأسرهم من الجيش الإسرائيلي".

وكانت لجنة حماية الصحافيين أصدرت تقريراً في مايو/أيار الماضي، انطلقت فيه من جريمة قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لتوثّق مسؤولية جيش الاحتلال عن مقتل 20 صحافياً على الأقل منذ 2001، ووجدت "نمطاً في الاستجابة الإسرائيلية يبدو مصمماً على التملص من المسؤولية. فقد أخفقت إسرائيل في إجراء تحقيقات كاملة بشأن أحداث القتل هذه، ولم تجرِ تحقيقات معمقة إلا عندما يكون الضحية أجنبياً أو موظفاً لدى مؤسسة إعلامية بارزة. وحتى في تلك الحالات، سارت التحقيقات ببطء شديد، واستغرقت أشهراً أو سنوات، وانتهت بتبرئة الأشخاص الذين أطلقوا النيران".

إلى ذلك، أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، أنها "قدمت شكوى ثانية إلى المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية مقتل 7 صحافيين فلسطينيين في غزة بين 22 أكتوبر و15 ديسمبر"، وحثت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، "على التحقيق في جميع حالات مقتل الصحافيين الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر".

ومن بين الشهداء الصحافيين الذين وردت أسماؤهم في الشكوى: مصور وكالة الأناضول منتصر الصواف، والصحافي في إذاعة النجاح عاصم البرش، وبلال جاد الله من بيت الصحافة الفلسطيني، ورشدي السراج وحسونة سليم من وكالة أنباء القدس، والمصور الصحافي في قناة قدس نيوز ساري منصور، والمصور في قناة الجزيرة سامر أبو دقة.

كانت "مراسلون بلا حدود" قد أعلنت، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها رفعت شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب "جرائم حرب" بحق صحافيين خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، "تتضمّن تفاصيل حالات 9 صحافيين قتلوا منذ السابع من أكتوبر (8 فلسطينيين، وإسرائيلي)، واثنين أصيبا في أثناء ممارسة عملهما".

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 22 ألف شهيد ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

المساهمون