ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 136

ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 136

23 مارس 2024
استهدفت قوات الاحتلال عائلات الصحافيين ومقرات عملهم (هنري نيكولز/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب انتهاكات ضد الصحافيين في غزة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء من الصحافيين إلى 136، بما في ذلك مقتل محمد الريفي وآخرين، في محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية.
- اعتقال الصحافي محمد عرب من مجمع الشفاء الطبي، ضمن سلسلة اقتحامات أدت إلى تدمير مرافق ومعدات طبية، مع توثيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان لجرائم قتل عمد وإعدامات خارج نطاق القانون.
- ردود فعل دولية تدين اعتقال الصحافيين وتطالب بالتحقيق وإطلاق سراحهم، مع تعبير الولايات المتحدة والأمم المتحدة عن قلقهما، ووصف لجنة حماية الصحافيين للعدوان على غزة بأنه "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق للصحافيين".

يتواصل إجرام جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين في غزة؛ حيث يشن حرب إبادة على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، اليوم السبت، عن ارتفاع عدد الشهداء من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام إلى 136، بعدما قتلت قوات الاحتلال المصور الصحافي محمد الريفي والمصور الصحافي عبد الرحمن صايمة ومقدم البرامج محمود عماد عيسى.

وفي محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية وطمس حقيقة ما يجري في القطاع، يتعرض الصحافيون هناك لاعتداءات ممنهجة، سواء بالقتل المتعمد أو الاعتقالات أو استهداف عائلاتهم. وفي حين دفعت الجرائم بحق الصحافيين في غزة أطرافاً متعددة إلى المطالبة بإجراء تحقيق سريع ومستقل، إلا أن الاحتلال يمضي في مساعيه إلى قمع الصوت والصورة من داخل غزة.

اعتقال الصحافيين من مجمع الشفاء الطبي

لا يزال مصير الصحافي المتعاون مع شبكة التلفزيون العربي، محمد عرب، مجهولاً، بعدما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي رفقة عدد من زملائه أثناء وجودهم في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في 18 مارس/آذار الحالي.

وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء، منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولّد الكهرباء.

وخلال العدوان المتواصل على مجمع الشفاء الطبي، وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال. ومن بين الإفادات التي وثقها المرصد، ما يشير إلى عمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون، وقطع الاتصالات، وقصف مكثف على المناطق والمنازل المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.

واعتقل جيش الاحتلال نحو 400 فلسطيني من داخل مستشفى الشفاء، بمن في ذلك نازحون وطواقم طبية وصحافيون، وأجبرهم على التعرّي الكامل وعرّضهم للتعذيب خلال التحقيق الميداني، وفقاً للمرصد الأورومتوسطي.

وبعد اعتقال الصحافي محمد عرب، تواصل التلفزيون العربي عبر مدير مكتبه في فلسطين موسى دياب مع "منظمة الصحافيين الأجانب (FPA) للسؤال عن مصيره. وبينما أحالت المنظمة التي تتولى متابعة مثل هكذا حالات السؤال إلى جيش الاحتلال، جاءها ردّ مقتضب يؤكد الاعتقال، ويشير إلى أنّ عرب سيخضع للتحقيق في إسرائيل.

وأدانت شبكة التلفزيون العربي في بيان، الخميس الماضي، اعتقال عرب، مشيرةً إلى أنّه كان من "الصحافيين القلائل الذين ينقلون أحداث اقتحام مستشفى الشفاء، قبل أن نفقد الاتصال معه الاثنين 18 مارس/آذار"، ثمّ أكدت عائلته خبر اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة. وأشارت الشبكة في بيانها إلى أن "هذا الاعتقال يأتي في ظل مكابدة الزملاء الصحافيين في قطاع غزة ظروف عمل كارثية، واستمراراً لمسلسل الانتهاكات للقانون الدولي، ولمبادئ حرية الإعلام". واعتبرت أنّ اعتقال عرب ليس "حادثة معزولة، بل حلقة جديدة في مسلسل تضييقات غير مسبوقة تعرّض لها صحافيو التلفزيون العربي، وصحيفة العربي الجديد، وباقي المؤسسات الإعلامية الزميلة، من استهدافات جسيمة تبدأ من الاعتقال التعسفي المصحوب بالإذلال والتعذيب، وصولاً إلى التصفية الجسدية لممارسي العمل الصحافي وعائلاتهم، آخرها فقدان الزميل أحمد البطة والدته وأخته وأبناءها في قصف لبيته في القطاع".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت مدير مكتب صحيفة العربي الجديد في غزة ضياء الكحلوت في السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لـ33 يوماً، ثم خرج ليروي عن فظائع الاعتقالات والتحقيقات وظروف سجن الأسرى.

وإلى جانب محمد عرب، أعلنت قناة الجزيرة أن جيش الاحتلال اعتقل لـ12 ساعة مراسلها إسماعيل الغول وزملاء له من داخل مجمع الشفاء الطبي الاثنين الماضي، مشيرة إلى تعرّضه للضرب المبرح. وقال مصدر في "الجزيرة" في مدينة غزة لوكالة فرانس برس حينها إن الغول اعتقل مع خمسة آخرين، هم طاقم التصوير ومهندسو شركة خدمة البث التي تقدم خدمات إنتاجية لـ"الجزيرة" أثناء وجودهم في مستشفى الشفاء. كما أفاد بأن "دبابة دمرت سيارة البث" الخاصة بالقناة.

وصرحت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسية، بأنها على علم بالحادثة، وطلبت المزيد من المعلومات من الحكومة الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، للصحافيين في واشنطن: "بشكل عام، نقول بوضوح إن الصحافيين يلعبون دوراً حيوياً ولا ينبغي استهداف أي صحافي لإسكات أصواتهم في هذا النزاع أو أي نزاع آخر".

وكانت الأمم المتحدة قد نددت بضرب جنود إسرائيليين مجموعة من الصحافيين أثناء أدائهم مهامهم في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، ثم اعتقالهم واقتيادهم إلى مكان مجهول. وشدد نائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق، خلال مؤتمر صحافي، يوم الاثنين الماضي، على ضرورة إطلاق سراح جميع الصحافيين الذين اعتقلوا أثناء قيامهم بواجبهم.

"الحرب الأكثر دموية على الصحافيين"

كانت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها الولايات المتحدة، قد كشفت أن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحافيين"، مع تسجيل مقتل أكبر عدد من الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد. 

كما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحافيين لبنانيين عند حدود البلاد مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهم عصام العبدالله (وكالة رويترز) وفرح عمر وربيع المعماري (قناة الميادين). 

وفي الضفة الغربية، لفت نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، في آخر تصريحاته، إلى حدوث مئات الانتهاكات وعشرات الاعتقالات بحق العاملين في المجال الصحافي. تتراوح الانتهاكات بين اعتقالات واعتداءات جسدية وسلب معدات وإلغاء تصاريح تصوير في بعض الأماكن. ومن أجل عرقلة التحركات في الضفة وتضييق الخناق على العمل الإعلامي، نصبَ الاحتلال نحو 707 حواجز في الضفة بعد 7 أكتوبر، وهو بذلك قطع أوصال الضفة وجعل حركة الصحافيين شبه مستحيلة بين المناطق لتغطية الأحداث والانتهاكات.

إجلاء من غزة

نجحت محاولات إجلاء البعض من غزة، وقد وصلت عائلة مراسل التلفزيون الجزائري الرسمي من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسام أبو زيد، مساء الجمعة، إلى الجزائر. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن عملية الإجلاء تمت بعد التنسيق بين سفارة الجزائر في القاهرة ومديرية الاتصال والإعلام.

وكانت قد خرجت الصحافية بلستيا العقاد من غزة، وكذلك معتز العزايزة، ومدير مكتب "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح.

بينما لا تزال السلطات الإسرائيلية تمنع خروج الكثير من الصحافيين من غزة، وبينهم عاملون مع مؤسسات إعلامية دولية.

المساهمون