يضخّ الأثرياء المحافظون في الولايات المتحدة أموالاً ضخمة في قطاعات الاتصال والتواصل الاجتماعي والإعلام اليميني، في محاولة لتغيير المشهد الإعلامي لصالحهم، ومواجهة الشبكات والقنوات التقليدية التي تمنحهم مساحة أقل من منافسيهم من الديمقراطيين أو الليبراليين. ويعرض موقع "إكسيوس" أبرز المنصات والأذرع الإعلامية التي يعملون على تأسيسها وتطويرها أو الاستحواذ عليها بغرض تشكيل مشهدهم الإعلامي الجديد.
الأثرياء ومنصاتهم
- كشف مغني الراب، الثري والمحافظ، كانييه ويست، عن خططه للاستحواذ على "بارلر"، وهو تطبيق اجتماعي يشبه "تويتر" وأصبح ملاذاً لليمين المتطرف. وقال إن شراء التطبيق سيضمن للأشخاص ذوي الآراء المحافظة "الحق في التعبير عن أنفسنا بحرية" عبر الإنترنت، بحسب قوله.
- من المتوقع أيضاً أن يؤدي شراء إيلون ماسك "تويتر" إلى تغيير كبير في طريقة التعامل مع المحتوى المحافظ على التطبيق. وقال ماسك في مايو/أيار إنه سيصوت للجمهوريين.
- ساعد استثمار بيتر ثيل وجيه. دي. فانس (مرشح لمجلس الشيوخ)، في "رامبل"، بديل "يوتيوب" للمحافظين، الموقع على البقاء.
- لا تزال شبكة "تروث سوشل" التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب منبراً ثابتاً لهذا الأخير ولحلفائه لتكرار ونشر الادعاءات غير المثبتة بشأن تزوير الانتخابات.
بيئة حاضنة لليمين
لم تتطور معظم هذه التطبيقات الجديدة إلى الحد الذي يمكّنها من منافسة شركات مثل "تيك توك" أو "إنستغرام"، ولكن بشكل جماعي، بدأت في إنشاء بيئة جديدة للأصوات المحافظة.
ووجدت دراسة جديدة لمركز بيو للأبحاث أن 15 في المائة من مستخدمي الشبكات الاجتماعية البديلة مثل "غيتر" و"تلغرام" و"تروث سوشل" تعرّضوا للحظر من منصة رئيسية واحدة على الأقل. وبدأ إنشاء واقع إعلامي محافظ جديد في أعقاب حملة مراجعة المحتوى التي تلت حصار واقتحام مبنى الكابيتول عام 2021.
في أغسطس/آب، بعد تنفيذ مكتب التحقيقات الفيدرالي أمر تفتيش في منتجع ترامب، بلغت تنزيلات 10 تطبيقات بديلة محافظة المليون. ويقول معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هذه ، وفقاً لتقرير مركز بيو، إنهم يشعرون بالانتماء إلى مجتمع منسجم، وهم راضون عموماً عن تجربتهم الجديدة.
تطبيقات اليمين لا تزال شبه فارغة
بينما يبدو السياسيون متحمسين لإيجاد سبل جديدة وغير منظمة للخطاب السياسي، تُظهر البيانات أن المستهلكين لا يندفعون نحو بدائل جديدة. ورغم أن الإقبال على هذه المواقع ازداد خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة وفي الأسابيع التي أعقبت طرد دونالد ترامب من مواقع التواصل الرئيسية، إلا أن تنزيل هذه التطبيقات تباطأ منذ ذلك الحين.
"بارلر" على سبيل المثال، بلغت عمليات تنزيله 42 ألفاً فقط في الولايات المتحدة، وعندما فتح كانييه ويست حساباً على التطبيق لم يحصد سوى 9500 متابع حينها.
ويواجه تطبيق "تروث سوشل" مجموعة كبيرة من القضايا المالية والقانونية، بما في ذلك شكوى المبلغين عن المخالفات من منظمي الأوراق المالية الفيدراليين.
في المقابل، يجذب كبار المشاهير مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من المتابعين الجدد عندما يطلقون حسابات جديدة على منصات اجتماعية أكبر مثل "إنستغرام".
اليمينيون يستثمرون في شرايين الإعلام
يبني المحافظون بقوة تطبيقاتهم وهواتفهم وعملاتهم المشفرة ودور النشر الخاصة بهم، في محاولة للتحايل على ما يرونه شبكة تسيطر عليها الليبرالية بشكل متزايد. العديد من هذه الجهود لا يمكن أن تقوم من دون دعم الشركات الكبرى وأصحاب المليارات.
وقد أطلق حلفاء ترامب في الفترة الأخيرة داراً لنشر الكتب تسمى Winning Team Publishing، يديرها المساعد السابق في حملة ترامب سيرجيو جور ودونالد ترامب جونيور، وستنشر أول كتاب للرئيس السابق.
وجذبت عملة مشفرة جديدة تسمى "ميغاكوين" انتباه المحافظين البارزين، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان"، ويجرى تسويق هاتف يحمل اسم "فريدوم" تقف خلفه جهات يمينية.