أمجد الرشيد: الاحتفال ببشاعة الأشياء في "إن شاء الله ولد"

أمجد الرشيد: الاحتفال ببشاعة الأشياء في "إن شاء الله ولد"

24 اغسطس 2023
تعمّدت أنْ يكون عنوان الفيلم ساخراً (الملف الصحافي لمهرجان كارلوفي فاري)
+ الخط -

رغم أنّ تجربة صناعة الأفلام الأردنية لا تزال في مراحلها الأولى، نجح بعض المخرجين في الوصول إلى المهرجانات الدولية. كما لعبت "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام" دوراً في دعم الفيلم المستقل، وساهمت الهيئة و"صندوق دعم الأفلام" في إنتاج أفلام محلية.
أخيراً، شارك فيلم طويل أردني في مهرجانين دوليين: "إن شاء الله ولد" لأمجد الرشيد، عُرض أولاً في "أسبوع النقاد" في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/ أيار 2023) لمهرجان "كانّ" السينمائي، فكان أول فيلم أردني يشارك في هذا المهرجان. ثم في الدورة الـ57 (30 يونيو/ حزيران ـ 8 يوليو/ تموز 2023) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي"، حيث استقبله الجمهور التشيكي بحفاوة بالغة.

في هذه المناسبة، حاورت "العربي الجديد" الرشيد:

كيف كان استقبال الجمهور التشيكي للفيلم؟
استقبالٌ أكثر من رائع، وغير متوقّع. الحضور كبير. أسئلة طرحها مشاهدون بعد العرض تُظهر إلى أي حدّ ارتبطوا بالشخصية والقصة. هذا يعني أنّهما تنعكسان على واقعهم. صحافي بولندي قال لي: "هذا الفيلم إذا عُرض في بولندا سيكون مُثيراً للجدل بشكل كبير، لأنّ الحركات اليمينية تسيطر هناك، ولها صوتٌ قوي. الموضوع يعكس هموم النساء في المجتمعات الأوروبية". أناس عديدون في كارلوفي فاري التقوا بي في الشارع وسألوني عنه، ونساءٌ شكرنني بعد العرض. منتجة هندية تعيش في أميركا قالت إنّ الفيلم أعطاها أملاً وقدرة على مواصلة القتال، لأنّ بعض الولايات الأميركية لا تزال منغلقة، كأنّ أفغانستان أو طالبان فيها. امرأة إماراتية في "كانّ" قالت لي: "أنت حكيت قصّتي، أنا وابنتي".

كيف ولدت فكرة الفيلم؟
تعرّضت إحدى قريباتي لموقف مشابه جداً لما تعرضت له نوال، الشخصية الرئيسية. أعطت كلّ حياتها لـ3 بنات وزوج. اشترت بيتاً ليعيشوا فيه من أموالها الخاصة. لكنّ الزوج اشترط عليها أنْ تسجّله باسمه، فعيبٌ للرجل، في المجتمع العربي، أنْ يعيش في منزل زوجته. وافقت الزوجة برضى وعن حبّ، لأنّها تكرّس حياتها لأسرتها. عندما توفي الزوج، أخبرها أهله بأنّهم سيسمحون لها بالعيش فيه، كأنّهم يقدّمون مِنَّةً، لأنّهم مرتاحون مادياً، ولا يحتاجون إليه.
كلمة "نسمح لكِ" وَلَّدت عندي أسئلة كثيرة. أيّ قصة أفكر فيها تنطلق من سؤال محدّد: ماذا لو؟ يعني: ماذا لو أصرّ أهل الزوج على أخذ حصّتهم من الميراث، طبقاً للقوانين؟ ماذا لو رفضت الزوجة؟ ما الخيارات في الحياة؟
من هنا جاءت فكرة "إن شاء الله ولد".

هل استعدت هذه الحكاية عندما قررت إنجاز فيلمك الروائي الطويل الأول؟
عمر القصة من عمر الفيلم تقريباً، أي نحو 6 أعوام. وقتها، بدأت البحث عن حالات مشابهة. لأنّي أمارس أعمالاً تجارية، تُدرّ عليّ دخلاً مقبولاً أعيش بفضله، كنت أغطي قصص كفاح سيدات لصالح بعض الشركات. هذا أتاح لي لقاء سيدات من شرائح وخلفيات مجتمعية مختلفة، بينهنّ أشياء عدّة مشتركة. إنهنّ نساء قويات، لديهن صلابة، مكافحات، وغالباً هناك رجل خلف كل شيءٍ صعب يمررن فيه، وللأسف يجدن أنفسهنّ الحلقة الأضعف في المجتمع، لأنْ لا القوانين تدعمهم ولا المجتمع يدعمهم. حاولت التعبير عن ذلك من خلال "إن شاء الله ولد".

لماذا قررت جعل المرأة أمّاً لطفلةٍ واحدة بدلاً من 3، كما في القصة الحقيقية؟ هل أنّ اختياراً كهذا يؤثّر على الميزانية، أم على الدراما؟
لم أفكّر في هذا. عادة، عندما أفكّر في الشخصيات، تأتي الشخصيات إليّ. في البداية، كانت الطفلة أصغر سنّاً. لاحقاً، فكّرت أنّه ربما يكون أفضل أنْ تكون الطفلة أكبر قليلاً، لتكون فاعلة في الدراما.

ترديد النغمات ورجع الصدى يميّزان السرد عندك، من خلال تفاصيل دقيقة ورقيقة جداً تخدم الدراما، وتمنح انطباعاً عن الشخصية بصوتٍ هامس. من التفاصيل ما يتعلّق باكتشاف خيانة الزوج وعلاقته خارج الزواج، الذي يؤكّد أنّه صدى لشخصية زوج المرأة الثريّة أيضاً. نغمةٌ أخرى تتردّد عبر المرأة الثانوية المسيحية لورين (يمنى مروان)، كأنّها صدى للبطلة الرئيسية المسلمة نوال (منى حوا)، المنتمية إلى الطبقة الوسطى. فالشخصية الثانوية امرأة بورجوازية، لديها أيضاً مشكلة مع المجتمع الذكوري. كأنّك تؤكّد على أنّ ما يحدث في الطبقتين الوسطى والفقيرة يحدث في الطبقة الراقية، مع اختلافات.
تماماً. عندما التقيت نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، كانت المشاكل متشابهة، لأنّ الإشكال كامنٌ في طريقة تفكير المجتمع، وفي عادات وتقاليد سائدة، نحن لا نسائلها ولا نعيد تقييمها. هذه كانت الفكرة الرئيسية. لم أكترث بمهاجمة دينٍ معيّن أو شريحة معينة. الهدف طرح أسئلةٍ على الجمهور.

عنوان الفيلم مخادع قليلاً، لأنّه يحتمل أنْ يكون دعاءً: "يا ربّ ولد"؛ ويحتمل أنْ يكون قصدياً تأكيدياً.
ـ تعمّدت أنْ يكون العنوان ساخراً، فلا يظهر إلا في آخر الفيلم، عندما تنتهي القصة، كي تُتاح الفرصة لطرح مزيد من الأسئلة. مثلاً: هل على السيدة أن تُنْقَذ فقط بسبب وجود ولد؟ أيضاً، الذكور في مجتمعاتنا مدعومون، لأنّ الولد يرث جزءاً أكبر من الميراث، وهو عادةً يُكمل دراسته ليستطيع حماية عائلته، وحَمْل اسمها.


بعض التفاصيل عندك تشي بأنّ وراء الفيلم دراية بشؤون المرأة، وتعاطفاً معها. كيف وُلد هذا الاهتمام بقضايا النساء وعالمهن؟
برأيي، الرجل الذي لديه القدرة على إدراك إحساس المرأة رجلٌ متحضّر. هذا ضروري، لأنّي أتقاطع مع المرأة في كلّ شيءٍ: في العمل وهموم المجتمع، وفي أشياء كثيرة. نحن ندّعي أنّ المرأة نصف المجتمع. كيف للمجتمع أنْ يتطوّر، إذا كان نصفه معطّلاً، ولم يحصل على حقوقه؟ إذا لم تكن الحقوق متساوية، كيف يُمكن أنْ نتطوّر؟
إلى ذلك، عشتُ في عائلة مليئة بالنساء، أمي وخالاتي الـ9 وبنات خالاتي. كنتُ أستمع إلى قصصهنّ مذ كنتُ صغيراً، وعن الرجل في حياتهن ومعاناتهن. ظلّت هذه القصص عالقة في ذهني، فشعرتُ أنّ تناول هذه الهموم يعكس مجتمعاً كاملاً.

لا أؤمن أنّه ضروري للفن أنْ تكون له رسالة، أو أنْ يؤدّي دوراً في التغيير

فيلمك يطرح قضية لا تخصّ الأردن وحده، لأنّه يمسّ نساءً عربيات كثيرات. في مصر، المشكلة نفسها، تناولها حديثاً مسلسل "تحت الوصاية" لمحمد شاكر خضير، والفيلم القصير "ماما" لناجي إسماعيل، المقتبس عن قصّة حقيقية.
لم أشاهد "ماما". "تحت الوصاية" مهمّ جداً. أشعر أنّ هناك موجة تغيير مُقبلة، وأنّ أصواتاً عربية عدّة تُحاول تسليط الضوء على قضايا كهذه. أعتقد أنّ الطريقة الوحيدة لتطوير مجتمعاتنا كامنةٌ في إعادة تقييمها، وإعادة التفكير في السائد.

لذا، لا بُدّ للفن أنْ يؤدّي دوراً.
تماماً. مع ذلك، صراحة، لا أؤمن أنّه ضروري للفن أنْ تكون له رسالة، أو أنْ يؤدّي دوراً في التغيير. في الوقت نفسه، يُمكن أنْ نطرح أسئلة على الجمهور لإعادة التفكير. الفيلم يبدأ عندما ينتهي عرضه، لأنّه يذهب مع الجمهور إلى المنزل والمطعم والمقهى، ويُثير نقاشات عن قضية يطرحها.

بذلك، يؤدّي دوراً في تشكيل الوعي، ويساهم في التغيير، وإنْ تدريجياً. هناك أفلامٌ لعبت دوراً في تغيير قوانين، كـ"أريد حلا" و"جعلوني مجرماً"، وربما "تحت الوصاية" ينجح في ذلك.
على كلّ حال، لنعد إلى السيناريو: هل كتبته بكل تفاصيله، أم أعطيت فرصة للنساء البطلات ليقدّمن إضافةً في الحوار وبعض التفاصيل؟

في البداية، طوّرت النصّ والـ"سكريبت" مع المنتجة رولا الناصر، ثم مع الكاتبة الفرنسية دِلْفين أغو، في المراحل الأخيرة من تطوير السيناريو. كان عالم الفيلم والحوار في السيناريو يسيران وفق ما أرى، وكما أحببت. في التمارين التمثيلية، أخذت وقتاً طويلاً، وهذه مرحلة أراها مهمّة كثيراً، ففيها يستطيع الممثلون والممثلات إضافة كلمات أو جمل إلى الحوار، أو حذف كلمات لتسهيل النطق. يتناقشون جميعاً معي، حتى يخرج المشهد بشكل طبيعي. هذه مساحة التغيير. لا أتذكّر تغييراً مُحدّداً. لكنْ، في التصوير، أفضّل التزام الأشياء المكتوبة، لأني أحضّر فترةً طويلة.

هل ترسم ديكوباج للتصوير؟
نعم. أُحضّر للعمل كثيراً، وأُجري "بروفات" عدّة مع كل الأقسام.

أليس هذا مُكلفاً للميزانية؟
ربما يكون مُكلفاً قليلاً في التحضير، لكنّه يُوفّر في التصوير، فلا يكون مُكلفاً إطلاقاً. كلّ أعضاء فريق العمل يعرفون بدقّة ماذا أفعل وماذا أريد، فلا نحتاج إلى الإعادة. عندما أعيد تصوير لقطة، يكون لأجل ضبط تفاصيل معيّنة في التمثيل أو الإحساس أو طريقة نُطق كلمة. لم تكن الإعادة أبداً بسبب أنّ الإحساس غير مُتحقّق.

كيف صمّمت الديكور واخترت الألوان؟
ـ لأوّل مرة تعمّدت ألا تكون عندي "لوحة ألوان" (Pallets). كنت أرغب في أنْ تنعكس ألوان عمان بكل تفاصيلها في الفيلم. مع مدير التصوير (كانامي أونوياما ـ المحرّر)، حاولت العثور على مواقع جاهزة نوعاً ما. حتى البيوت: مثلاً بيت نوال الوحيد الذي أُعِدّ من الصفر، وبُنِيَ بمحاكاة بيت الجيران الساكنين تحتهم أو أمامهم. كان يهمني نقل الواقع. شيء آخر، ربما يُغضب بعض الناس: كنت أحاول الاحتفال ببشاعة الأشياء، فالشوارع والأوتوبيس وأماكن كثيرة أردت نقلها بطريقة حقيقية، لأنها ليست أماكن جميلة. فرغم قبح المكان، لا تزال الشخصية تقاوم. صحيح: يُمكن أنْ تكون الأشياء صعبة في الحياة، وربما تكون هناك معوقات. لكنْ، هناك مساحة للأمل والمقاومة.

بالفعل. في الفيلم امرأتان اثنتان لا خيارات لهما فعلياً في الحياة. مُضطرتان لسلوك طريق محدّدة، ومع ذلك هناك مقاومة ومحاولة للتحرّر، والإصرار على صُنع القرار الذي تريدانه، رغم عدم وجود فرصة للاختيار.
لم أرد أبداً أنْ أصنع من المرأة ضحية. النساء في عائلتي لم يكنّ ضعيفات أبداً. صحيح أنهنّ كنّ ضحايا قوانين، لكنهنّ كنّ نساء قويات ومكافحات ومحاربات. بالنسبة إليّ، ضروري الابتعاد عن صورة المرأة المكسورة والمهزومة. المرأة الأردنية والعربية، عامة، أراها مُقاوِمة تحاول التغيير.

عندما نتأمل الرجال في الفيلم نجد فيهم تنويعات: شقيق الزوج المتوفي يتّسم بالجشع، نوعاً ما، وكلّ ما يهمّه الميراث. أخوها مغلوبٌ على أمره. زميلها في العمل يتّضح أنّ له شخصية إيجابية، رغم أنّك غرست تفاصيل توحي بالشك فيه، بزاوية التصوير في بعض اللحظات.
لا أقول إنّ فيلمي عن النساء فقط، لكنْ أيضاً عن الرجال. لا أهاجم هذه الشخصيات، لكنّي أُحاول إظهارها بطريقة واقعية. بخصوص تصوير زميلها، تعمّدت ذلك، لأنّ المرأة عندما تكون بين هذه الشخصيات كلّها، والمجتمع طوال الوقت يُحاصرها ويحذّرها: "انتبهي، أنتِ أرملة. انتبهي، أنتِ أرملة"، لا بُدّ أنْ تشكّ في الجميع، فتخاف من خيالها كانعكاس ظلّها على الأرض. حاولت تصوير العالم الذي تعيش فيه هذه المرأة، من خلال عيونها ونظرتها إليه. عندما تنظر إليه، تشكّ فيه، وبالتالي تنقل إلينا هذا الشكّ، بينما هو في الواقع شخصية جيدة. كذلك، لو نظرنا إلى شخصية الأخ، هو ليس شخصية سيئة، لكنّه محكوم بالمجتمع. شقيق الزوج الذي يحاصرها هو أيضاً ضحية قضايا مجتمعية ومشاكل اقتصادية. صحيحٌ أنّ الفيلم يناقش قضية نسائية، لكنه يطرح قضية مجتمعية، ولا يقتصر فقط على النساء.

ماذا عن شريط الصوت؟
في الواقع، كتبت الفيلم من دون موسيقى. عندي فقط 3 "ساوند تراك": في البداية والنهاية وما بعد النهاية، مع الـ"كريدِت". عندي جزء صغير جداً، مؤثّر موسيقيّ، لا أستطيع القول إنّه موسيقى. اخترت ذلك. كنت أبحث عن الموسيقى البصرية في الأحداث، أثناء التصوير، أو من خلال الأصوات. حاولت إيجاد إيقاع للممثلين والممثلات في تحريكهم، من خلالهم هم أنفسهم، ومن خلال الصمت. كنت أريد الحصول على أقل قدر ممكن من الموسيقى، لأني مقتنع بأنّي لو وضعت موسيقى أكثر من اللازم ستأخذ من المشاعر الحقيقية، وستأخذ من أهمية المشهد، وهذا ما طبّقته في كلّ تفاصيل الفيلم.

سأعود إلى فيلمك القصير "الببغاء"، الذي أنجزته عام 2016، وعرض حينها في الدورة الـ13 (7 ـ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2016) لـ"مهرجان دبي السينمائي". كيف ولدت الفكرة. كيف أقنعت هند صبري بتأدية دور البطولة؟
جدّتي لأمي مَقدسيّة. أمي فلسطينية من الخليل. كانت جدتي تحكي لنا قصصاً عن الببغاء. عندما تركت القدس إلى الأردن، تركت الببغاء هناك. تمرّ الأيام، وأسافر إلى برلين عام 2007 للمشاركة في "ملتقى برليناله للمواهب" في "مهرجان برلين السينمائي"، حيث التقيت مخرجاً إسرائيلياً من أصول مغربية. تعرفين كيف يصير الوضع، فأمثاله يفرضون حالهم علينا. ثم اكتشفت أنّه يعيش في القدس. إنّه من الجيل الأول، وكان يعيش في الحارة نفسها التي كانت تعيش فيها جدتي. قلت: "ماذا لو أنّ هذه العائلة، بالضبط، دخلت إلى بيت جدّتي لتعيش فيه، وحاول أفرادها التواصل مع الببغاء، فلم يتواصل معهم؟".

لا أزال في المراحل الأولى لكتابة سيناريو فيلمي الجديد

أكان سهلاً إقناع هند صبري بتأدية دور قصير كهذا؟
جداً. إنّها فنانة متواضعة، ومثقّفة بشكل هائل. تواصلنا، أنا والمنتج، معها عبر الـ"إيميل". ردّت مباشرة. أعجبها السيناريو. إنسانة رائعة، والتعامل معها أيضاً. شخصية جميلة. هكذا، تكتشفين أنّ هناك مواصفات معينة للنجاح، وكلّها موجودة عندها.
أنا شخصياً تعلّمت منها.

أنت حاصل على ماجستير في الفنون السينمائية. عملت في المهن السينمائية كلّها، ثم ركّزت على الإخراج والمونتاج. بدأت الإخراج والتأليف والإنتاج عام 2005. عام 2006، تمّ اختيارك في لائحة "نجوم الغد العرب" في مجلة "سكرين دايلي"، من بين 5 مواهب سينمائية ناشئة عربية، بعد عرض "الببغاء". ما شعورك بعد ترشيح أفلامك القصيرة، وحصول بعضها على جوائز في مهرجانات سينمائية دولية وعربية؟ هذا أكّده فيلمك الروائي الطويل الأول. هل تشعر بالقلق، أم تحلم بجوائز أخرى؟
سعيدٌ بالجوائز، وطبعاً أطمح إلى مزيد منها. لكنّي مشغول بفيلمي المقبل.

ماذا عنه؟
حالياً لا أزال في المراحل الأولى لكتابة سيناريو بالروح نفسها: قضية مجتمعية. أحاول اكتشاف علاقة الأهل بالأولاد. في العالم العربي، توصف بأنّها علاقة متقاربة جداً، ونتباهى بأنّنا مميزون عن الغرب، بوجود صلة الرحم. في المشروع الجديد هذا، أتساءل: هل نحن قريبون بعضنا من بعض فعلاً؟ هل في هذا القرب مستعدون لتقبّل بعضنا بعضاً، خاصة عندما نعرف أسرار بعضنا بعضاً؟ الموضوع بحث في جزئية اجتماعية، تتّسم بالتشويق والإثارة. في ذلك، أحاول تحدّي هذه المعتقدات.

المساهمون