تتقدم التكنولوجيا على عدّة صعد لتسهيل حياة البشر، لكن استخداماتها تكون أحياناً ضارة وخطيرة. مع توسع قدرات الذكاء الاصطناعي، ينصح الخبراء بمناقشة أفضل السبل لتطويره بشكل إيجابي مع تقليل إمكاناته المدمرة. نستعرض هنا بعض أبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي AI:
التلاعب المعمق
"ديب فيك" (التلاعب المعمق) هو فبركة رقمية يمكن أن تغير الصور بفاعلية كبيرة، لدرجة تجعل التمييز بين النسختين الحقيقية والزائفة صعباً جداً. وتثير هذه التقنية أزمة بالنسبة للحكومات وشركات الإنترنت، لأن لها نفس تأثير الأخبار الزائفة من ناحية التلاعب بتصريحات السياسيين والمشاهير والمؤثرين، لخلق البلبلة ونشر التضليل، وهي أزمة كبيرة للعالم اليوم.
شخصيات غير موجودة
قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء صور مزيفة ليست معرفة سائدة بعد، لكن موقع "هذا الشخص ليس موجوداً" ThisPersonDoesNotExist.com يقدم مثالاً على قدرة هذه التقنية. ينشئ الموقع مجموعة لا نهائية من الصور المزيفة. يتم تدريب الخوارزمية التي تقف وراءه على مجموعة بيانات ضخمة من الصور الحقيقية، ثم تستخدم نوعاً من الشبكات العصبية الإلكترونية لتصنيع أمثلة جديدة. وفي كل مرة يقوم فيها المستخدم بتحديث الموقع، ستقوم الشبكة بإنشاء صورة وجه جديدة، لا يمكن معرفة أنّها غير حقيقيّة.
(شخص غير موجود صنعه الموقع)
تشويه السمعة
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشفت تقارير أنه تم إنشاء صور عارية مفبركة لأكثر من 100 ألف امرأة من صور وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركتها عبر الإنترنت. فبواسطة الذكاء الاصطناعي، تتم إزالة الملابس رقمياً من صور النساء، ونشرها على تطبيق المراسلة "تيليغرام". وتعدّ هذه القضيّة من أسوأ ما قد تواجهه النساء على الإنترنت.
التعرف إلى الوجه
بات هناك كاميرات قادرة على رصد الوجوه والتعرف إليها واستخدام قاعدة بيانات لتحليلها. تثير هذه التقنيّة التي تلقى رواجاً بين أجهزة الشرطة حول العالم بحجة الأمن، ضجة عالمية وانقساماً بين من يراها ضرورة أمنية، وبين من اعتبرها خرقاً للحق في الخصوصية ويطالب بحظرها.
(Getty)
الأسلحة الذكية
الأسلحة المستقلة المبرمجة للقتل هي إحدى الطرق التي يمكن أن يشكل بها الذكاء الاصطناعي خطراً على البشرية، خصوصاً في حال قرّرت الدول الاستغناء عن سباق التسلح النووي وتعويضه بسباق الأسلحة الذكية. وسبق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن صرّح أنّ "الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، ليس فقط لروسيا، ولكن للبشرية جمعاء. إنه يأتي بفرص هائلة، ولكنه يأتي أيضاً بتهديدات يصعب التنبؤ بها. من يصبح القائد في هذا المجال سيصبح حاكم العالم".
التلاعب الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي من خلال خوارزمياتها، فعالة للغاية في معرفة اهتمامات ورغبات وأسرار المستخدمين، وبالتالي أقدر على تخمين ما يفكّرون فيه. جعل ذلك مؤسسات، مثل "كامبريدج أناليتكا"، تستخدم هذه البيانات في التأثير على المقترعين الأميركيين خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). تتّضح هنا قوة الذكاء الاصطناعي في التلاعب الاجتماعي والتأثير السياسي وإحداث الانقسام بين الشعوب.
الخصوصية تتبخر
أصبح من الممكن الآن تتبع وتحليل كل خطوة يقوم بها الفرد عبر الإنترنت وكذلك أثناء قيامه بأعماله اليومية. الكاميرات في كل مكان تقريباً، وخوارزميات التعرف إلى الوجه تعرف من أنتم. هكذا تراقب نخبة مسيطرة المواطنين وتتخذ القرارات بناءً على تلك المعلومات.
الإقصاء
يمكن للآلات جمع الكثير عنكم وتعقبه وتحليله، لذا من المحتمل جداً استخدام هذه المعلومات ضدكم. ليس من الصعب تخيل شركة تأمين تخبركم بأنها لا يمكن أن تغطيكم بناءً على عدد المرات التي تم التقاط صور لكم فيها أمام الكاميرا الذكية وأنتم تتحدثون على هواتفكم.
سيطرة الآلات
تحذّر مجلة "فوربس" من أنه "إذا لم نكن واضحين بشأن الأهداف التي حددناها لآلات الذكاء الاصطناعي، فقد يكون الأمر خطيراً إذا لم تكن الآلة مسلحة بنفس الأهداف التي لدينا". على سبيل المثال، قد يكون لأمر "أوصلني إلى المطار في أسرع وقت ممكن" عواقب وخيمة. فمن دون تحديد وجوب احترام قواعد الطريق لأننا نقدر حياة الإنسان، يمكن للآلة أن تحقق هدفها بشكل فعّال وهو وصولكم إلى المطار في أسرع وقت ممكن والقيام حرفياً بما طلبتموه، ولكن قد تترك وراءها جثثاً وسلسلة حوادث.