لندن تفتتح معرضاً جديداً في منزل تشارلز ديكنز

14 مايو 2019
هنا كتب ديكنز رواية أوليفر تويست (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يأتِ إلهام تشارلز ديكنز الروائي البريطاني الشهير من مدينة لندن وحدها، بل تأثرت كتاباته التي تناولت قضايا عالمية، من جميع أنحاء العالم، من خلال سفره ورحلاته العديدة.

يفتتح اليوم معرض جديد لهذا المؤلف ويستمر حتى الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، في منزله رقم 48 في شارع داوتي ستريت، الذي انتقل للعيش فيه مع زوجته كاثرين في عام 1837، قبل أشهر قليلة من بدء الملكة فيكتوريا حكمها.

وربى الزوجان أكبر ثلاثة من بين أطفالهم العشرة في هذا المنزل. كما استضافا على الحفلات وولائم العشاء العديد من الشخصيات الرائدة في تلك الفترة، مثل المؤلفة إليزابيث جاسكل والكاتب والمؤرخ توماس كارليل وزوجته جين، حرصاً منهما على التأثير في المجتمع.

كان الطعام مهماً لديكنز ليس كونه مصدراً هاماً للحياة بل لمعناه الأخلاقي والعاطفي. لذلك كتب عنه في قصصه، مصراً على أن الأغنياء والفقراء على حد سواء لهم الحق في المشاركة والتمتع بالطعام والشراب، وأن الأطفال يستحقون الشعور بالأمان في الحصول على وجبات طعام مناسبة.

دخلنا منزله من الباب رقم 49 الملاصق لمنزله، حيث قطن جيران ديكنز في القرن التاسع عشر. وقد جُمع المنزلان اليوم، ليشكلا المتحف.

يضم المتحف في جنباته أسرار ديكنز وأكثر من مئة ألف غرض بما في ذلك المخطوطات، وطبعات نادرة وأشياء شخصية، ولوحات، ومصادر بصرية أخرى.

 بدا المنزل متواضعاً لا يختلف عن معظم بيوت لندن بطوابق عديدة وغرف صغيرة. لكنه تميز بأغراض ديكنز التي وُضعت بدقة في أماكنها المناسبة.

لا تخلو زيارة المعرض من روعة استكشاف العالم الخاص لروائي شغلت قصصه العالم، والدخول إلى أكثر أماكنه خصوصية مثل غرفة نومه، وغرف نوم أولاده وزوجته، فضلاً عن مكان الخدم أسفل الدرج.

يحوي منزله كنوزاً من التحف النادرة مثل مكتبه، والمسودات المكتوبة بخط اليد من الروايات التي كتبها هنا، وخاتم الخطوبة لزوجته الشابة. ويمكن للزائر التجول في الغرف، ومشاهدة الأثاث، وأدوات المائدة، واللوحات التمثيلية، والرخام، والزخارف، واللوحات الصينية التي استخدمها ديكنز.

عند المدخل نجد عصاه والأدوات الصغيرة التي كان يأخذها كلما خرج. تنقلنا من غرفة الجلوس إلى المطبخ وغرفة الغسيل. وفي غرفة تبديل ملابسه، نتعرف إلى بدلته السوداء ذات الأزرار الذهبية.

كتب ديكنز في هذا المنزل، أوليفر تويست، نيكولاس نيكليبي، وأكمل كتاب ذا بيكويك وبدأ بارنابي رودج. وهنا أيضاً حقق شهرة دولية لأول مرة كأحد أعظم الروائيين في العالم.

يقدم هذا المعرض الجديد صورة عالمية لهذا المؤلف الشهير، ويستكشف تأثير رحلاته على حياته وكتابته، وكيف استمر ديكنز في تشكيل حياة الناس في جميع أنحاء العالم. سافر ديكنز إلى أميركا وأوروبا حيث جال في الولايات المتحدة وزار فرنسا كثيراً وعاش في إيطاليا وسويسرا. ويقال إنه أمضى فترة طويلة في أميركا امتنع خلالها عن قص شعره، خوفاً من أن يأخذ الناس الخصلات كذكرى.

ويعرض حقيبة سفر ديكنز، والهدايا التذكارية للعطلات، ونسخة من رواية "ديفيد كوبرفيلد" الذي ذهب إلى القطب الجنوبي في حملة سكوت عام 1910. كذلك يقدم المتحف برنامجاً حيوياً من المعارض الخاصة، والورش، والعروض، والمحادثات حول حياة ديكنز وعمله وإرثه.

كان ديكنز نجماً عالمياً وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات خلال حياته، بما في ذلك الألمانية، والفرنسية والهولندية، والروسية، والأيسلندية، والكرواتية. وترجمت قصة، أوليفر تويست إلى اللغة اليابانية في عام 1885 وفي أوائل عام 1900، تُرجمت رواياته إلى اللغة الصينية والعربية الكلاسيكية.

دلالات
المساهمون