على خطى أسلافهم... "أحفاد الغيوان" يغنون هموم الشعب المغربي

23 نوفمبر 2017
انطلقت الدورة الثانية من مهرجان "حال" اليوم (فيسبوك)
+ الخط -

آمن الشابان محسن وياسين أبوزين برسالة الأغنية الغيوانية وتأثيرها الكبير الذي خرج من الهامش صادقاً ليعانق العالمية، فسعيا من هذا المنطلق إلى حمل مشعل ظاهرة تمتد بجذورها لأكثر من 70 سنة، من خلال إنشاء مجموعة "أحفاد الغيوان"، وهما يدركان جيداً أن الفن الذي ينتصر لهموم أبناء الشعب لا يموت أبداً.

أبصر التوأم أبوزين النور عام 1993، في مدينة الدار البيضاء المغربية، وتحديداً في الحي المحمدي الذي سُمي سابقاً "كاريان سنطرال" ومنه انبثقت مجموعة "ناس الغيوان" الشهيرة، وكان لنشأتهما، في هذه البيئة التي أنجبت رموزاً كباراً في ميادين عدة، وعرفت تاريخياً بمقاومتها الشرسة للمستعمر، تأثير كبير في تشبعهما بـ "الحال" الغيواني، وعشقهما الكبير الذي ظهر منذ الطفولة.

يقول محسن أبو زين، لـ "العربي الجديد": "ولدت في الحي المحمدي، وتشبعت بالأغنية الغيوانية منذ طفولتي، وأذكر أنني في المرحلة الابتدائية، ترشحت لأداء أغنية (تبني وتعلي)، لمجموعة ناس الغيوان في مدرسة الجاحظ، ثم بدأت مشاركتي رفقة توأمي ياسين في الأسابيع الثقافية خلال المرحلة الثانوية، وكان للقائي بعراب الأغنية الغيوانية الفنان عمر السيد، و الزّجال الكبير عبدالرحيم باطما ورشيد باطما عند صالح الخياط الذي ما زال محلّه الحاضن الكبير لعدد من الفنانين، الأثر الكبير في تشبثي بهذا الفن الذي يتغنى جزء كبير منه بهموم الشعب، وهكذا بدأ التفكير في إنشاء مجموعة تحمل مشعل الأغنية الغيوانية".


عام 2010 بدأ الشابان محسن وياسين أبوزين بتكوين مجموعة منسجمة اهتديا أخيراً إلى تسميتها بـ "أحفاد الغيوان"، ويوضح ياسين أبو زين، عازف آلة "الهجهوج"، لـ"العربي الجديد"، أن "الفضل يعود في تسمية المجموعة بأحفاد الغيوان للزجال والفنان عبدالرحيم باطما الذي كان نعم العون والسند لنا، وآمن بموهبتنا والحاجة إلى رعايتها واحتضانها، فاختار لنا لصغر سن جل أعضاء المجموعة هذا الاسم، ومن هنا كانت الانطلاقة الرسمية عام 2014، بالمشاركة في مهرجان فني في الحي المحمدي خلال العام نفسه".

 شكّل ميلاد مجموعة "أحفاد الغيوان" محطة بارزة في حياة التوأم محسن وياسين أبو زين، بالرغم من الصعوبات والإكراهات الكبيرة التي واجهاها على الصعيد المادي، وأيضاً من أجل البحث عن بصمة تميز في الساحة الفنية، خاصة بعد انتشار موضة الأغنية الخفيفة والإيقاعية، فحاول الشابان رفقة بقية أعضاء المجموعة ربط جيل الحاضر بالماضي وضخّ دماء جديدة في الأغنية الغيوانية، وحفظ متون أغان ثورية انبعثت من الحناجر رصاصاً فتاكاً ضد الفقر والقهر والتهميش، لتبدأ مسيرة العبور من الحلم إلى الواقع.

يقول محسن أبوزين وهو عازف آلة "الطامطام" وملحن وموزع في المجموعة  لـ "العربي الجديد"، إن "تأسيس المجموعة حلم كبير تحقق، لكنه أيضاً الخطوة الأولى لنا في مسار البحث عن الاحتراف، وعلى هذا الأساس نسعى إلى الحفاظ على تقليد سنوي عبر تنظيم مهرجان اخترنا له اسم (الحال)".

الدورة الثانية من مهرجان "الحال" انطلقت اليوم (23 نوفمبر/ تشرين الثاني) وتستمر إلى يوم الأحد (26 نوفمبر/تشرين الثاني)، وتحتفي بعراب مجموعة ناس الغيوان الفنان عمر السيد، تقديراً لدوره الكبير في حفظ وصون ذاكرة هذه المجموعة الخالدة، وكذلك دعمه ومساندته الكبيرة لأحفاد الغيوان، وفقاً لأبوزين.

ولا يخفي "أحفاد الغيوان" حاجتهم إلى الدعم والمساندة الكبيرة، لضمان استمرارية وتوهج هذا الفن الذي دخل بيوت كل المغاربة، وفي نفس الوقت انكبابهم على إنتاج أغاني جديدة بالاعتماد على اللغات الإنكليزية والفرنسية والأمازيغية، بنفس غيواني متجدد.

دلالات
المساهمون