مخاوف سعودية من خسائر باهظة لتداعيات كورونا على النفط

السعودية تتخوف من خسائر باهظة لتراجع الطلب على النفط بسبب كورونا

12 فبراير 2020
تراجعت أسعار النفط بأكثر من 11دولاراً للبرميل هذا العام(Getty)
+ الخط -
قالت مصادر، لوكالة "رويترز"، إنّ السعودية تريد أن يوافق منتجو النفط العالميون على خفض سريع للإمدادات في ظل تأثير فيروس كورونا في الصين على الطلب، مع إدراكها أنّ تأخيرات في الماضي أدت إلى انهيارات باهظة التكلفة للأسعار.
وتعكف السعودية على إقناع منتجي "أوبك" وحلفائهم بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم "أوبك+"، بأنهم بحاجة إلى التصرف عاجلاً وليس آجلاً.

وقالت المصادر إنّ المملكة تتوقع أن التأثير على الطلب على النفط من المحتمل أن يكون أكبر هذه المرة من وباء متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في عامي 2002 و2003، بسبب دور الصين الحالي الأهم في الاقتصاد العالمي.
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 11 دولاراً للبرميل هذا العام إلى 54 دولاراً، مما يقض مضاجع المنتجين مع انتشار فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في الصين.

وقال مصدر في "أوبك" إنّ الرياض تريد خفضاً سريعاً للمعروض من أجل "وضع حد لنزول الأسعار"، مضيفاً أنّ "السعوديين يريدون الاستباق والإبقاء على أسعار النفط عند 60 دولاراً للبرميل أو أكثر".
وقال مصدر على دراية بالتفكير النفطي السعودي إنّ "أوبك+" ربما تكون فقدت هذه المرة وقتاً ثميناً لمنع هبوط في سعر النفط، وهو ما يزيد الرهان على أن موسكو وباقي المنتجين سيدعمون خفضا محتملا.

وقال أحد المصادر إنّ "الأمر يتعلق باتخاذ إجراءات استباقية ضد الضبابيات المستقبلية... يتعلق الأمر بالدروس المستفادة من الماضي".

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الثلاثاء، إنّ روسيا لا تزال تدرس الزيادة التي تقترحها اللجنة في خفض إنتاج النفط، فيما يحبط تأخر الرد الروسي بعض اللاعبين في "أوبك".

وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الثلاثاء، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 310 آلاف برميل يومياً مع تراجع استهلاك الخام في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد تفشي فيروس كورونا.

وقالت "بي.كيه فيرليجر" لاستشارات الطاقة، في مذكرة بحثية، إن"مسؤولي السعودية على علم بأن الاستهلاك سينخفض. هم أيضا على علم بأنه حتى مع كون تأثير فيروس كورونا غير مؤكد، فإن الأسواق تستجيب".
وأضافت: "على غرار ما فعله جرينسبان، هم أدركوا أن هناك حاجة لعمل شيء ما على الفور"، في إشارة إلى إجراء سريع اتخذه آلان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي ردا على تهاوي أسعار الأسهم ليوم واحد في أكتوبر/ تشرين الأول 1987.

وأوصت لجنة فنية تقدم المشورة لـ"أوبك+"، الأسبوع الماضي، بخفض إضافي فوري للإنتاج بواقع 600 ألف برميل يومياً، ومد أجل هذا الاتفاق حتى نهاية 2020.
ويستهدف اتفاق حالي لـ"أوبك+"، خفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية مارس/ آذار، وتخفض السعودية طواعية 400 ألف برميل إضافية، وهو ما يعني أن "أوبك+" تخفض الإنتاج فعلياً بواقع 2.1 مليون برميل يومياً.

(رويترز، العربي الجديد)