بورصات آسيا وأوروبا تلجم خسائرها بعد تدهور كبير... وسعر النفط يتعافى

12 أكتوبر 2018
مؤشر هونغ كونغ يكتسي اللون الأخضر اليوم (فرانس برس)
+ الخط -

بقي التراجع مخيّماً، اليوم الجمعة، على البورصات الآسيوية والأوروبية التي قلّصت خسائرها بعد أن التقط المستثمرون أنفاسهم إثر الاضطرابات التي شهدتها الأسواق العالمية على خلفية قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المفاجئ رفع أسعار الفائدة.

وبقيت الأسهم في اليابان والصين متراجعة نسبيا مقابل ارتفاع سجلته أسواق أخرى، وسط مساع لتعويض الخسائر بعد التحوط الذي سيطر على اليومين الماضيين.

في طوكيو، بدأ مؤشر نيكاي جلسة التداول بتراجع أكثر من 1% لكنه عاد ليقارب الربحية بتسجيله تراجعا بلغ 0.07%، وفقاً لبيانات "فرانس برس". ولاحقاً أوردت "رويترز" أن نيكاي ارتفع اليوم وسط إقبال على الشراء من جانب المستثمرين شجعتهم عليه الأسهم الصينية التي صعدت بفعل بيانات تصدير صينية جديدة، وهو ما أثار موجة شراء في أسهم شركات الصناعات التحويلية المنكشفة على الصين.

وارتفع المؤشر نيكاي القياسي 0.5% إلى 22694.66 نقطة، بعدما هبط 1.2% في وقت سابق من الجلسة، وإثر هبوطه يوم الخميس 3.9%.

لكن على أساس أسبوعي، نزل نيكاي 4.6%، مسجلا أعلى هبوط أسبوعي منذ مارس/ آذار، فيما لم يسجل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا تغيرا يذكر عند 1702.45 نقطة.

وافتتحت الأسهم الصينية التي شهدت في الأيام الأخيرة عمليات بيع واسعة النطاق الجلسة بتسجيل بعض الخسائر، وقد تراجع مؤشر شنغهاي 0.36%. لكن المؤشر قلص خسائره وقارب الربحية بعد نحو ساعتين من افتتاح جلسة التداول.

وأظهرت أرقام رسمية نُشرت فجر اليوم الجمعة، أن الفائض الصيني في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة سجل ارتفاعا قياسيا في سبتمبر/أيلول على الرغم من الرسوم الأميركية، ما قد يفاقم الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

في المقابل، سجل مؤشر "كوسبي" الكوري الجنوبي ارتفاعا بنسبة 1%. كذلك، ارتفع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ، والبورصتان الأسترالية والنيوزيلندية.

وفي اليومين الأخيرين سجلت البورصات تراجعاً في مختلف أنحاء العالم تقريباً بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي المفاجئ رفع أسعار الفائدة في موازاة الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين.

وكانت مؤشرات الأسهم الأميركية في بورصة وول ستريت قد واصلت الهبوط أمس الخميس، لسادس جلسة على التوالي مع قلق المستثمرين من زيادات في أسعار الفائدة والتأثير المحتمل لصراعات تجارية على أرباح الشركات قبل يوم من انطلاق موسم النتائج الفصلية.

وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول منخفضا 545.91 نقطة، أو 2.13%، إلى 25052.83 نقطة بينما هبط المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 57.31 نقطة، أو 2.06%، ليغلق عند 2728.37 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 92.99 نقطة، أو 1.25% إلى 7329.06 نقطة وهو مستوى منخفض حوالي 10% عن أعلى مستوى له على الإطلاق البالغ 8133.07 نقطة الذي سجله في 30 أغسطس/آب.

وساهمت انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تفاقم حالة الهلع التي شهدتها الأسواق العالمية. واعتبر ترامب أن الفيدرالي الأميركي "أصابه الجنون"، ما أثار مخاوف حول مدى استقلالية أكبر مصرف مركزي في العالم.

المؤشرات الأوروبية

وتعافت الأسهم الأوروبية بقوة اليوم الجمعة، من هبوط حاد منيت به الأسواق العالمية، وذلك بعدما حققت الأسهم الآسيوية تعافيا جزئيا في التعاملات الخارجية.

وقفز مؤشر أسهم منطقة اليورو ستوكس واحدا بالمئة وصعد المؤشر داكس الألماني 1.1%، بينما زاد المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4%.

لكن مؤشر منطقة اليورو الرئيسي ما زال يتجه إلى أكبر هبوط أسبوعي منذ فبراير/شباط، بانخفاض بلغ 3.7% خلال الأسبوع. وارتفع مؤشرا قطاعي السيارات والتعدين اللذين يتسمان بالحساسية للنمو 1.3% و1.6% بالترتيب.

النفط يعكس اتجاهه صعوداً

وفي سوق السلع، قفزت أسعار النفط 1% اليوم الجمعة، متعافية من هبوط استمر على مدى يومين بدعم من ارتفاع واردات الصين من الخام، لكن الأسعار ما زالت تتجه إلى أول انخفاض أسبوعي في 5 أسابيع.

وزادت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 1.02 سنت، أو ما يعادل 1.3%، إلى 81.28 دولارا بحلول الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش، وذلك بعدما تراجع العقد 3.4% يوم الخميس إثر هبوط حاد في أسواق الأسهم وإشارات إلى أن المخاوف بشأن الإمدادات كان مبالغا فيها، حسبما أفادت "رويترز".

وما زال برنت على مسار الانخفاض 3.4% هذا الأسبوع، في أكبر هبوط خلال نحو 4 أشهر.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 80 سنتا، أو ما يعادل 1.1%، إلى 71.77 دولارا، بعد أن هبطت 3% في الجلسة السابقة. والخام على مسار الانخفاض 3.5% هذا الأسبوع.

وأظهرت بيانات جمارك اليوم الجمعة، أن واردات الصين اليومية من النفط الخام في سبتمبر/أيلول بلغت أعلى مستوياتها منذ مايو/أيار.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة اليوم الجمعة، إن أسواق النفط تبدو "بها إمدادات كافية الآن" بعد زيادة كبيرة في الإنتاج خلال الأشهر الستة الماضية، لكنها أشارت إلى أن قطاع النفط يتعرض لضغوط مع محاولته التكيف مع زيادة الطلب العالمي.

وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري أن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية في قطاع النفط العالمي انخفضت بالفعل إلى 2% فقط من الطلب العالمي وأنها من المرجح أن تسجل المزيد من التراجع.

أضافت الوكالة، ومقرها باريس، أن "هذا الضغط على قطاع النفط قد يستمر معنا لبعض الوقت وسيكون ومصحوبا على الأرجح بارتفاع في الأسعار، وهو ما نأسف لأكثره نظرا لما له من أثر سلبي محتمل على الاقتصاد العالمي".

وقالت الوكالة إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وغيرهم من المصدرين مثل روسيا ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة زادوا إنتاجهم من الخام بشدة منذ مايو/أيار، وهو ما قاد الإنتاج إلى الارتفاع 1.4 مليون برميل يوميا.

وبشكل عام، زادت أوبك إنتاجها بمقدار 735 ألف برميل يوميا منذ مايو/أيار مع تعويض منتجين من منطقة الخليج، مثل السعودية والإمارات، تراجع إنتاج فنزويلا وإيران التي تواجه عقوبات أميركية اعتباراً من الرابع من الشهر المقبل.


الدولار يعوّض خسائره...والذهب يتراجع

في سوق العملات، ارتفع الدولار اليوم الجمعة، بما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي على الرغم من الانتقادات التي وجهها الرئيس دونالد ترامب لمجلس الاحتياطي الاتحادي وهبوط الأسهم الأميركية.

واستقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل 6 عملات كبرى عند 95 اليوم الجمعة، انخفاضا من أعلى مستوى سجله خلال الشهر عندما بلغ 96.15 يوم الثلاثاء.

وجرى تداول العملة اليابانية، وهي عملة مفضلة في أوقات الاضطرابات السوقية، عند 112.34 ينا الجمعة. وارتفعت العملة إلى 111.83 ينا للدولار يوم الخميس، وهو أعلى مستوى لها منذ 18 سبتمبر/أيلول.

وسجل الدولار الأسترالي 0.7122 دولار أميركي، متعافيا من أدنى مستوى في عامين الذي سجله يوم الإثنين عندما بلغ 0.7039 دولار أميركي. وجاء الارتفاع بدعم من أخبار واعدة من الصين أكبر شريك تجاري للبلاد.

الذهب يشهد بعض التراجع

في المقابل، هبطت أسعار الذهب اليوم الجمعة مع ارتفاع الأسهم الآسيوية، لكن المعدن الأصفر ظل قرب أعلى مستوى في أكثر من 10 أسابيع، والذي سجله في الجلسة السابقة عندما كسر مستوى مقاومة أساسيا، ما عزز التفاؤل بشأن احتمال ارتفاع الأسعار.

وانخفض سعر أونصة الذهب 0.4% في التعاملات الفورية إلى 1218.86 دولارا بحلول الساعة 7:38 بتوقيت غرينتش بعد أن قفز بنحو 2.5% يوم الخميس مسجلا أكبر مكسب منذ يونيو/حزيران 2016. ونزل المعدن الأصفر 0.4% في العقود الأميركية الآجلة إلى 1222.30 دولارا.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.9% إلى 1086.75 دولارا للأوقية بعدما سجل أعلى مستوى منذ 26 يناير/كانون الثاني عند 1096.80 دولارا في الجلسة السابقة.

ولم تسجل الفضة تغيرا يذكر عند 14.56 دولارا للأوقية، بينما انخفض البلاتين 0.3% إلى 836.50 دولارا.
دلالات
المساهمون